منذ البداية كان موقفنا واضحا وحاسما. كل الإرهاب واحد.. لا يوجد إرهاب »‬معتدل» وإرهاب »‬متطرف» كما كان يزعم أهل الإفك بدءا من أمريكا وحتي أصغر أذنابها في المنطقة!! منذ البداية قلنا ان كل الجماعات الإرهابية في المنطقة خرجت من عباءة جماعة »‬الإخوان»، وأن كل أفكار التطرف والمتاجرة بالدين جاءت منها.. فكيف يقال لنا ان العالم سيحتشد بقيادة أمريكا لقتال »‬داعش» التي تم »‬اختراعها» بين يوم وليلة لتنفيذ المطلوب.. بينما تترك باقي جماعات الإرهاب وفي مقدمتها »‬الإخوان» تعيث في الأرض العربية فسادا!! الآن يبدو الفشل الأمريكي مزريا داعش وإخواتها يتمدد نفوذها في العراق وسوريا. وتنشط في ليبيا، وتضرب في السعودية، بينما اليمن يقع في قبضة الحوثيين ونفوذ إيران يتسع.. وكان المطلوب من البداية هو تقسيم البلاد العربية بين »‬الدواعش والإخوان» من ناحية، وإيران وحلفائها من ناحية أخري.. لتكون الفتنة التي لا تنطفئ نيرانها لأعوام طويلة قادمة!! وسط هذه الأوضاع الخطيرة، وفي الوقت الذي كنا نتصور أن أطرافا عديدة »‬في مقدمتها أمريكا وحلفاؤها وأتباعها وأذنابها» سيراجعون موقفهم، يثور الضجيج المفتعل حول انشقاقات جماعة الإخوان وصراعاتها الداخلية!! وبينما يعلن المجلس القومي لحقوق الإنسان أن عدد الضحايا منذ ثورة 30 يونيو التي أطاحت بحكم الإخوان الفاشي قد وصل 2500 منهم 700 ضابط وجندي من الجيش والشرطة. يفاجئنا المخطط الإرهابي الجديد بالزعم بأن قيادة الإخوان التي استولت علي ثورة يناير والتي انتقمت من ثورة 30 يونيو بإسقاط كل هذا العدد من الضحايا هي قيادة معتدلة، ولهذا جاءت قيادة جديدة بدعم من أذناب أمريكا من حكام قطر وتركيا لتكون أكثر ثورية.. مع العلم ان حسن البنا نفسه رفض الثورة مدعيا الانحياز للإصلاح!!  وفي أولي خطوات المخطط الجديد يعلن »‬الإخوان» تحالفهم مع جماعة النصرة التابعة للقاعدة في سوريا!! في نفس الوقت الذي يدعون فيه شباب الثورة الحقيقيين في مصر للتعاون معهم.. وهي دعوة مرفوضة من كل شباب مصر بمن فيهم الشباب الذي يعلن غضبه حين يري محاولات النظام الذي يفترض انه سقط في ثورة يناير للعودة، والذي لا يري خيرا في رموز الفساد التي أوصلت مصر إلي مأزقها ثم تستفز الآن مشاعر الملايين باحتلالها مقدمة المشهد في إعلام تملكه أو أحزاب تديرها بأموالها الحرام!! ما تعلنه الإخوان يعني ان »‬سيد مولوتوف» الإخواني الإرهابي، قد تحول إلي »‬عبده مولوتوف» الإخواني الأكثر إرهابا.. واللعبة -كما قلنا- مكشوفة وفاشلة، لكن السؤال الحقيقي الذي يفرض نفسه علينا وعلي الحكم هو: هل نترك العلاقة مع قوي الثورة الحقيقيين كما هي.. أم سنتحرك -كما ينبغي- لحل المشاكل واستعادة الثقة؟!.. سؤال يحتاج ان نتشارك جميعا في البحث عن اجابته!!