هل حقا فعلتها السفارة المصرية في ألمانيا، وتقدمت بالفعل بمذكرة توقيف خاصة بالباحث إسماعيل الإسكندراني، بسبب الندوة البحثية التي شارك فيها ومجموعة من الباحثين من مختلف أنحاء العالم في مدينة برلين حول (تفكيك الإرهاب الإسلامي في مصر) وكانت (المذكرة المرفوعة من السفارة) سببا وراء احتجاز الباحث، والقبض عليه في مطار الغردقة والتحقيق معه لدي الأمن الوطني!!

السؤال الذي يتبادر فورا إلي الذهن.. ما هي طبيعة عمل السفارات في الخارج؟ ما طبيعة دورها الأمني؟ هل ضمن مهام دورها ومسئولياتها متابعة ورصد آراء الباحثين والكتاب، ومراقبة كلماتهم، وتتبع أفكارهم، والتلصص علي حواراتهم، وكتابة التقارير حول تحركاتهم وأفكارهم، ومضمون الأبحاث والرؤي، وزوايا النظر المختلفة التي تبادلوها، ورفعها إلي الجهات الأمنية في مصر!!
هل هذا إحدي مهام ودور السفارات يا وزيرالخارجية؟..غالبية العاملين في السفارات في العالم يمارسون أعمالا أمنية، لكن ليس إلي حد المراقبة وكتابة التقارير حول الورش البحثية، والندوات العامة.
من غير المقبول أن يذهب موظف بالسفارة المصرية في المانيا لمراقبة ندوة عامة، والتلصص علي الباحثين، وإرسال ملاحظات إلي إدارة الندوة الألمانية حول مشاركات بعض المصريين، وكتابة تقرير حول دراسة الباحث المصري إسماعيل الإسكندراني (مهام ودورالجيش في سيناء، وتقييم أدائه في مواجهة الإرهاب)..لا يليق بالدبلوماسية المصرية أن تمارس أعمالا رقابية علي الكتاب والباحثين، لا يليق أن تلعب دور المخبرين!!