القناطر الجديدة ستعمل بأحدث نظم التشغيل للتحكم في التصرفات والمناسيب، وأخذت في اعتبارها كل العناصر التي تضمن ان تؤدي دورها بكفاءة وفعالية

السدود والخزانات هي درة أعمال هندسة الري في العالم كله، ومن مصادر فخر كل بلد واعتزازها، وبدءا من السد العالي وحتي نهايات فرعي رشيد ودمياط يوجد لدينا 11 قنطرة رئيسية، تنظم تدفق المياه علي طول النهر البالغ 1520 كيلومترا داخل الحدود المصرية وضعت وزارة الموارد المائية والري خطة استراتيجية لإحلال وتجديد كل القناطر القديمة الواقعة علي النيل والتي بدأ بناؤها منذ عهد محمد علي، تنبع اهمية تلك الخطة من دقة اتخاذ قرار الإحلال والتجديد لأي قنطرة، نظرا للتكاليف الباهظة لعملية الانشاء والتي تتطلب وجود دراسات جدوي معمقة للتأكد من اتخاذ البديل المناسب والذي يتراوح مابين ترميم القنطرة القديمة او انشاء قنطرة جديدة بديلة، او الاحتفاظ بالقنطرة القديمة وبناء الجديدة امامها او خلفها. كما تجيب الدراسات عن اسئلة هامة تتعلق بعدد فتحات القنطرة وأهوستها ومكان الاهوسة. وهناك داخل وزارة الموارد المائية والري مدرسة متميزة في تصميم وانشاء الخزانات اكتسبت خبرات متراكمة منذ بناء خزان اسوان والسد العالي مرورا ببناء قناطر اسنا وقناطرنجع حمادي، وحديثي اليوم عن قناطر اسيوط القديمة التي بدأ العمل بها عام 1898 واستغرق أربع سنوات لتتحمل فرق توازن قدره ثلاثة امتار بغرض توفير المياه الصيفية لمساحة مليون فدان في مصر الوسطي والفيوم. وتكلفت في هذا التوقيت 720 الف جنيه. هذه القناطر القديمة استوفت اغراضها، وستتحول الي أثر معماري وتاريخي وممر للمشاة بين ضفتي النيل، ويجري حاليا بناء قناطر اخري جديدة علي مقربة منها في اطار تلك الخطة الاستراتيجية للتعامل مع القناطر الكبري. قناطر أسيوط الجديدة ومحطتها الكهرومائية تبلغ تكلفتها 4 مليارا جنيه ويشارك بنك التعمير الالماني في تمويلها بنسبة 50%عن طريق قرض ومنحة للحكومة المصرية، وقد بدأت اعمال التنفيذ في مايو 2012 وتنتهي في سبتمبر 2017. وقد بلغت نسبة التنفيذ حتي الآن 75 % من قيمة الأعمال المدنية و65% بالأعمال الهيدروميكانيكية.
مشروع قناطر اسيوط الجديدة هو مشروع قومي بكل المقاييس، سواء بتكلفته الضخمة التي تصنفه كأكبر مشروع مائي يجري تنفيذه في مصر حاليا، او بحجم اعماله والذي بلغت نسبة تنفيذ احد عناصره وهي الخراسانات نصف مليون متر مكعب سيتم صبها بالموقع، او بأهدافه التي تتضمن تحسين حالة الري في زمام قدره 1،7 مليون فدان بنسبة لاتقل عن 20% من اجمالي المساحة المزروعة في مصر وموزعة علي خمس محافظات هي أسيوط والمنيا وبني سويف والفيوم والجيزة، او بعدد المستفيدين من تحسين الري والذين لايقل عددهم عن مليون مزارع مصري يقطنون بتلك المحافظات، وبالتالي ستكون فرصة لتحسين الاحوال المادية للاهالي الذين يقطنون في هذه المحافظات، بالإضافة إلي توليد32ميجاوات من الكهرباء النظيفة قيمتها السنوية 100 مليون جنيه، فضلا عن توفير أكثر من 3000 فرصة عمل علي مدار 5 سنوات هي فترة تنفيذ المشروع، و300 فرصة عمل دائمة بعد نهو المشروع.
القناطر الجديدة ستعمل بأحدث نظم التشغيل للتحكم في التصرفات والمناسيب، وأخذت في اعتبارها كل العناصر التي تضمن ان تؤدي دورها بكفاءة وفعالية، فتم تزويدها بهويسين ملاحيين لتسهيل مرور السفن السياحية بدلا من الهويس الواحد الذي كان موجودا بالقناطر القديمة وكانت هناك معاناة حيث كانت السيارات تضطر للانتظار علي جانبي النيل لحين مرور السفن، لذلك تم انشاء كوبري علوي يضم اربع حارات بحمولة قدرها 70 طنا لتستوعب كل انواع المركبات التي تنتقل بين ضفتي النيل الشرقية والغربية.
ولاستكمال الاستفادة من القناطر الجديدة تم الانتهاء من تأهيل قنطرة فم ترعة الإبراهيمية علي نهر النيل وافتتاحها منذ ايام قليلة، لرفع كفاءة القنطرة المقامة منذ 113 عاما، وزيادة عمرها ، بتكلفة اجمالية قدرها 45 مليون جنيه بتمويل من البنك الألماني، وبذلك تصبح قادرة علي زيادة التصرفات التي تمر منها يوميا الي 42 مليون متر مكعب، وبالتالي تسهم في حل ازمات المياه التي تواجه اطراف ونهايات شبكة الري في صعيد مصر ان مشروع قناطر اسيوط الجديدة يعد من اكبر المشروعات المائية التي يتم تنفيذها في مصر منذ بناء السد العالي، ونقطة مضيئة تستحق ان يلتفت اليها كل المصريين لتزداد ثقتهم بأنفسهم، ويترسخ ايمانهم بقدرتهم علي البناء والانجاز، وينظروا للمستقبل بعيون يملؤها التفاؤل الذي ينبع من حبهم لبلدهم العظيم مصر.
حفظ الله مصر وشعبها ونيلها من كل سوء