شهريار

حرب الهرمونات

أحمد زكريا
أحمد زكريا

كنت اتساءل دائما عن تلك اللحظة الفارقة التي أفاقت فيها مصر على اختفاء الفراعنة بعلمهم وثقافتهم وعاداتهم وملابسهم وعرائس نيلهم .. كيف لهذه الحضارة العريقة ان تندثر تحت الرماد ولا نعرف عن أجدادنا الا ما اكتشفه علماء الآثار، بل والأغرب من ذلك كيف أن رموز حجر رشيد لم يفكها مصري من نسل الفراعنة ولكن أجنبي!.
وبمقارنات بسيطة مع نظرة اكثر توسعاً وفي ظل تواتر الأنباء المرعبة اكتشفت أن تحولاً جذرياً حدث في كل شيئ، حتى أحفاد شهريار ذاته الذي قتل عشرات الحسناوات باتوا الآن تحت رحمة ساطور ورثة ضحاياه!.. هل تراجعت الرجولة؟ أم توحشت النساء؟، هل هي حروب الجيل السادس؟! أم أن تحولا أصاب الجينات والهرمونات؟ .. تساؤلات عديدة تجول برأسي ولا أجد لها تبريراً مفهوما.
قديما كان الرجال يجمعون بين زوجات أربع تحت سقف واحد في سلام ووئام بعد أن شَرَع الله حداً أقصى للزيجات التي كانت «سداح مداح» في الجاهلية الأولى .. فما هي اللحظة الفارقة التي تخلى فيها الرجل عن 3 نساء ليكتفي بواحدة؟ أهو سحر أسود صنعته حواء؟ أم أن لوثة أصابت عقول الرجال؟! .. وما هي تلك اللحظة الغابرة التي علا فيها صوت شهرزاد وطالت يدها «قفا» شهريار المسكين؟ .. هل تخلِّينا عن «شنبات سي السيد» أطاح بهيبتنا؟ أم أن الحل في «سوط نيتشه»؟.. مجرد تساؤلات لا تضمر أية نوايا.
عزيزي قارئ السطور السابقة لا تسئ بي الظن، تلك ليست دعوة للتعدد فأنا لا أحب من النساء سوى زوجتي - والله على ما أقول شهيد- ولا تتخيل أنها دعوة لحمل السلاح ضد النساء فتلك حرب ضروس لا قِبَل لنا بها .. ولكنها دعوة للتدبر والتأمل في مجالس الرجال .. وأخيراً لا تنسوني من صالح دعائكم فقد سمعت زوجتى منذ أيام تشحذ سكاكينها الحادًّة !!.