شهريار

عقبال موكبك !!

أحمد زكريا
أحمد زكريا

«واضح ان الموكب عاجبك أوى».. زوجته تتحدث وهو فى «دنيا تانية».. كررت كلماتها وأخينا لا يجيب وكأن طيور الأرض جميعها حطت على رأسه.. وكزته فى «كِرشِه» المتدلى فانتفض صارخاً: «جرا إيه يا ولية فزعتينى»... «ولية مين الملافظ سعد.. وبعدين مالك مبحلق كده ليه فى التليفزيون؟!».. حينها أدرك أخينا أنه ارتكب جرما فظيعا وأن رادار زوجته وقرون استشعارها التقطا نظراته المريبة لفاتنات موكب المومياوات.
بدبلوماسيته المعهودة أجابها: حبيبتى أنا مركز فى الموكب، دى لحظة تاريخية بنشوف فيها حضارة أجدادنا وعظمتهم... لم تعد تنطلى عليها دبلوماسيته المصطنعة، أجابته ساخرة «لا وانت الشهادة لله فرعونى أباً عن جد!».
لم يكن يدرى وهو يتفحص الفتيات الفاتنات اللاتى انفرج عنهن باب متحف التحرير أن هناك من يراقب نظراته.. يقيس اتجاهات عينيه بمازورة لا تخيب مقاييسها.. يرصد لمعة فى عينيه، ويدرك جيدا أن تلك اللمعة ليست من هيبة اللحظة التاريخيه فأخينا لا يعرف من التاريخ سوى تاريخ ميلاده !.
«يبدو أن لعنة الفراعنة حقيقة ويبدو أنها أصابتك وحدك يا أبو السباع!».. محدثا نفسه بطلاسم لا يفهمها أحد ظل أخينا «أبو عين زايغة» يردد هذه الكلمات.
قاطعته زوجته: بتهلفط تقول إيه؟
المسكين: لا أبدا يا حبيبتى ده انا منبهر بالموكب
أم العيال: الموكب برضه ولا «مُزز» الموكب!!
أبو عين زايغة مداعباً زوجته: وهم دول مُزز برضه دول معصعصين وأنا بحب السمين يا مربرب إنت.
بنظرة استهجان ردت أم العيال: عليا برضه!.. ده انت عينك كانت هتطلع عليهم أول ما خرجوا من المتحف.
- «لا والله ده انا كنت مركز مع الموكب.. دى لحظة تاريخية»
- «تموت إنت فى المواكب.. عقبال موكبك يا حبيبى».