أبو الترجمة ورائد التنوير

في الذكرى الـ 219 لميلاده.. 7 محطات هامة في حياة رفاعة الطهطاوي

رفاعة الطهطاوي
رفاعة الطهطاوي

"لئن طلّقت باريسًا ثلاثًا، فما هذا لغير وصال مصر"... تلك الجملة من أشهر أقوال أبو الترجمة في الوطن العربي ورائد التنوير الشيخ رفاعة الطهطاوي..الذي ولد في مثل هذا اليوم 15 أكتوبر 1801م.

كان رفاعة الطهطاوي شغوفًا بالعلم والمعرفة وساعيًا مناديًا للتنوير، حفظ القرآن الكريم في صغره، ثم حفظ المتون على يد شيوخ بلدته طهطا بمحافظة سوهاج، وذلك ما جعله مؤهلا للالتحاق بالأزهر الشريف وهو في سن السادسة عشر عام 1817م، فتعلم الفقة والحديث والنحو والتفسير والعديد من العلوم، وتلك الدراسات جعلته شغوفًا بالتعلم ويريد أن يبحر ويبحر ويكتشف المزيد من علوم الشعوب.

الشيخ حسن العطار يرشح رفاعة الطهطاوي لأول بعثة لفرنسا
قرر محمد علي إيفاد بعثة علمية إلى فرنسا لدراسة العلوم والمعارف الإنسانية، ولكن بشرط أن يصحبهم ثلاثة من علماء الأزهر الشريف لإمامتهم في الصلاة ووعظهم وإرشادهم وذلك في عام 1826، فقام الشيخ حسن العطار بترشيح رفاعة الطهطاوي واحدا من هؤلاء الثلاثة.


 الفرنسية ..أول لغة تعلمها رفاعة الطهطاوي فغيرت مسار حياته
 سار الطهطاوي مع البعثة إمامًا وداعيًا للإسلام، ولكن قرر أن يتعلم هو أيضا خلال البعثة فقرر تعلم اللغة الفرنسية،  ولذلك قررت الحكومة المصرية ضمه إلى بعثتها التعليمية التي سافر معها، وأن يتخصص في الترجمة.
واستمر رفاعة الطهطاوي يتعلم الفرنسية حتى اجادها تمام خلال خمس سنوات، ترجم خلالها اثنى عشر عملًا إلى العربية، ثم أدى امتحان الترجمة وقدم مخطوطة كتابه الأشهر "تخليص الإبريز في تلخيص باريز".

 رفاعة الطهطاوي طور مناهج الدراسة في العلوم الطبية

 عاد الطهطاوي إلى مصر وهو يحمل الكثير من الامل والعلم الذي يريد أن يفيد به بلاده في عام 1831، فاشتغل بالترجمة في مدرسة الطب، ثُمَّ عمل على تطوير مناهج الدراسة في العلوم الطبيعية، ومن هنا شعر بضرورة وجود مترجمين مصريين يساعدون في تطوير العلوم وتبادل المعارف بين العرب والأجانب، وانشغل بالتفكير في ذلك الأمر.

 مدرسة الترجمة نواة زرعها الطهطاوي لتنبت كليات متنوعة
وافتتح رفاعة الطهطاوي عام 1835م مدرسة الترجمة، التي صارت فيما بعد مدرسة الألسن وعُيـِّن مديراً لها إلى جانب عمله مدرساً بها، وفي هذه الفترة تجلى المشروع الثقافي الكبير لرفاعة ، وظل جهده يتنامى بين ترجمةً وتخطيطاً وإشرافاً على التعليم والصحافة، فأنشأ أقساماً متخصِّصة للترجمة "الرياضيات - الطبيعيات – الإنسانيات" وأنشأ مدرسة المحاسبة لدراسة الاقتصاد ومدرسة الإدارة لدراسة العلوم السياسية. 


رفاعة الطهطاوي وضع أساس حركة النهضة
 وضع رفاعة الطهطاوي الأساس لحركة النهضة التي صارت بعد عشرات السنين إشكالاً نصوغه ونختلف حوله يسمى "الأصالة أم المعاصرة، ولكنه كان أصيلاً ومعاصراً من دون إشكالٍ ولا اختلاف، ففي الوقت الذي ترجم فيه نصوص الفلسفة والتاريخ الغربي والعلم الأوروبي المتقدِّم نراه يبدأ في جمع الآثار المصرية القديمة ويستصدر أمراً لصيانتها ومنعها من التهريب والضياع. 

رفاعة الطهطاوي أول من انشأ مكاتب محو الأمية  
وبطبيعة الحياة فالخير يقابله شر، والعلم يقابله جهل، حاول الكثيرون من اصحاب النفوس المريضة إيقاع الفتن بين الطهطاوي والحكومة، مما جعل الخديو عباس يقرر نفيه، في بادئ الأمر حزُن الطهطاوي لهذا القرار وخاف على مشروعاته النويرية أن تتوقف، ولكن لإيمانه بما ييسره له الخالق سبحانه وتعالى، قرر الا يستسلم وواصل مشروع الترجمات في منفاه، فترجم هناك مسرحية "تليماك لفنلون"، وجاهد للرجوع إلى الوطن وهو الأمرُ الذي تيسَّر بعد موت الخديوي عباس وولاية سعيد باشا، وكانت أربعة أعوام من النفي قد مرَّتْ، عاد رفاعة بأنشط مما كان، فأنشأ مكاتب محو الأمية لنشر العلم بين الناس وعاود عمله في الترجمة "المعاصرة" ودفع مطبعة بولاق لنشر أمهات كتب التراث العربي "الأصالة".

وفاة ابو الترجمة رفاعة الطهطاوي
 توفى رفاعة الطهطاوي سنة 1873م وقد خلف ورائه موروثأ كبيراً من المعرفة في العلوم والترجمة ليكون رفاعة الطهطاوى رائد الترجمة في العصر الحديث، واصبح يوم ميلاده هو عيد للمرتجم المصري

 

اقرأ أيضا

وزيرة الثقافة توزع جائزة رفاعة الطهطاوي في يوم المترجم المصري