"الدم عمره ما يبقي ميه".. 5 كلمات يحفظها المصريون عن ظهر قلب، تحمل حروفها الكثير من معاني المودة والترابط وصلة الرحم بين الأهل والأقارب، قبل أن تتبدل الأحوال وينقلب المثل الشهير إلى النقيض ليختلط الدم بالماء، بعد انتشار العديد من الجرائم التي تقشعر لها الأبدان بين الأسر لأسباب مختلفة ما بين الخلافات حول الإرث أو غيره.
هنا في شبرا الخيمة، دارت وقائع جريمة هزت شارع الشهيد عبد الرحمن بعزبة رستم، حيث يقطن "إ. ر. ع"، 27 عامًا، وشهرته "رملة"، المعروف بتجارته في المخدرات وسلوك البلطجة، والذي طالت أساليبه عائلته وتحديدًا عمتيه "سعاد، وفوزية"، فمارس عليهما البلطجة للضغط لتنفيذ طلباته مقابل الحصول على المال، لتنتقل "بوابة أخبار اليوم" إلى مكان الحادث لمعرفة التفاصيل الكاملة.
البداية
مات الأب "إسماعيل"، وترك ميراثًا لأبنائه 5 سيدات ورجلين، الكل يسكن في منزل الأسرة في استقرار، قبل أن يتوفى الابن الأكبر ليشكل أبنائه "إسماعيل، وشهرته (رملة)، ومحمود، وأحمد"، أخطر تشكيل عصابي بالمنطقة لتجارة المخدرات، حتى وصل الأمر إلى قيام الأول بإطلاق النار على شقيقة والده "عمته" للضغط عليها لتنفيذ أوامره، وأخذ المال منها كلما أراد، لكنه لم يكن يعلم أن إحدى كاميرات المراقبة سجلت الجريمة كاملة.
يوم الواقعة
"حسبي الله ونعم الوكيل.. ولاد أخويا عاوزين يعروني في الشارع (الدم بقى ميه) واعتدوا عليّ وضربوا نار".. بتلك الكلمات بدأت الحاجة سعاد العمة الكبرى حديثها لـ"بوابة أخبار اليوم"، مؤكدة أنها فوجئت منذ أيام في ساعة مبكرة "5.30" صباحاً، بصوت طلقات نارية على شرفة منزلها، وعندما استيقظت شاهدت أبناء شقيقها يطلقون النار على منزلها إثر خلافات قديمة على الميراث، كما طلب منها مبلغ 5 آلاف جنيه مقابل إيقاف الضرب، قائلاً: "أنا كل يوم هاجي أضربكم وسط حضور الأهالي والجيران لحد ماتسيبوا المنطقة وتعزلوا".
يقول "إبراهيم. م"، زوج "سعاد"، وأحد شهود العيان على واقعة إطلاق النار، إن "رملة" معروف بالمنطقة كلها بتجارته للمخدرات وسلوكه غير السوي، فهو كثير المشاكل ودائم الاعتداء على أهله "عماته" للضغط عليهم لترك البيت.
يضيف "إبراهيم": "صباح يوم الواقعة استيقظنا على أصوات طلقات نار تحت المنزل لإرهاب السكان وإجبارهم على ترك المنزل، وكان (رملة) يحمل أسلحة نارية (شوت جان وطبنجة ومقروطة)، وترك آثار الرصاص داخل البلكونات بالمنطقة، مما أصاب أحد الجيران بالخرطوش، واتصلت بالنجدة وحررت محضرًا بالواقعة رقم (22596)، ولكنه هرب قبل حضورهم".
شهود عيان
يروي "عزت"، أحد الجيران، تفاصيل الواقعة مؤكدًا أنها ليست المرة الأولى التي يعتدي فيها "رملة" على أهله، فمنذ أسابيع ظهر داخل "توك توك" ومعه أخوته بسلاح أبيض، وتهجم على السيدات داخل المنزل وأصاب "عمته" بإصابات كبيرة بجسدها بـ"المطواة"، وحاول هو ومن معه من البلطجية تجريدها من ملابسها، وسط الشارع كوسيلة للضغط عليها.
وتتفق معه الحاجة فوزية، التي قالت: "تكررت اعتداءات هذا الشخص علينا بالشارع، وسط تهديداته الدائمة: (تدوني فلوس كل يوم أحسن ما آجي أضربكم في الشارع)"، مؤكدة أنه سبق وأن أصابها إصابة بالغة في الذراع وأماكن متفرقة بالجسد، وحررت ضده محضرًا في قسم ثاني شبرا الخيمة برقم "22596"، تعدي بالسلاح الأبيض على السيدات ومحاولة التعري.
بلاغات.. وسقوط "رملة"
تحركت قوة أمنية من قسم ثاني شبرا الخيمة، للقبض على العناصر المخربة التي قامت بإطلاق النار وسط المارة بالشارع، وإصابة سيدة في الرأس وأماكن بالجسد، وفقًا للبلاغ رقم "22596"، وتمكنت من ضبط "إسماعيل. ر. إ"، وشهرته "رملة، فيما لاذ الباقين بالفرار.
