وقفة

الدولة الجادة ومحاربة الفساد

أسامة شلش
أسامة شلش

بصراحة لا أجد وصفاً يمكن أن أطلقه على ذلك الفساد والافساد الذى أظهرته حملات الدولة لاسترداد أراضيها المغتصبة أو وقف اعمال البناء على الأراضى الزراعية، حجم ماتم استرداده فى كل المحافظات شىء لايصدقه عقل وحتى أول أمس مع الحملة السادسة عشرة كانت الأرقام تتجاوز مئات الآلاف سواء فيما يتعلق بالأراضى الزراعية التى تم وضع اليد عليها أو أراضى البناء التى سخرها من نهبوها للنصب على عباد الله الغلابة باقامة أبراج حصلوا من ورائها وحققوا ثروات بالملايين وتركوهم للمجهول يواجهونه بعد ان اختفوا من الصورة. مئات الآلاف من الأفدنة ومئات الملايين من الأمتار من أراضى الدولة المستباحة نجحت الدولة باستردادها من غاصبيها وهى إن دلت فهى تدل وفقط على فساد المحليات فى كل المحافظات دون استثناء مع الأسف فلم أكن اتخيل أن هناك أراضى على أرض أسوان يمكن أن يكون قد تم الاستيلاء عليها وتخيلوا الحملة استردت فى الشرقية فقط أكثر من ٦٠٠ فدان وآلاف الأمتار من الأراضى المستولى عليها وهدم عشرات المبانى التى تخالف قانون البناء وتجاوزات وصلت لحد الجرائم فى هذا الشأن.
أعتقد أن هناك فى نصوص قانون العقوبات ما يسمح لنا وللمسئولين أن نعاقب أى متهاون فى المحليات لحماية املاك الدولة التى هى املاك كل المصريين دون استثناء فذلك الذى يضع يده على فدان زراعة أو أرضا ملك الدولة بلا حق هو سارق فاجر ولكن الذى تركه أو سهل له أو تعامى عن جريمته هو أفجر منه لأنه لم يوقفه أو يردعه أو يدافع عن حق الدولة الذى اغتصبه لانه ببساطة «مرتش» وليس هناك أى وصف يمكن ان يوصف به غير هذا، الحقيقة أن الدولة جادة وهو ما نلمسه الآن فى الحملات للاسترداد أو لهدم العقارات المخالفة التى بنيت على اراضيها ومنها والله عقارات فى أماكن لم تكن تتخيل انها مخالفة، وهنا نتساءل هل المخالف فعل فعلته بعيدا عن أعين المحليات أيا كان دورها، انها مسئولية جماعية تبدأ من المحافظ فى محافظته وكل أجهزته التنفيذية والفنية التى يرأسها، البرج الذى ارتفع على أرض الدولة أو الذى خالف الارتفاع المقرر هل خرج علي الارض فجاءة أم أنه اقامه على مدى أيام وشهور؟ وعمليات ادخال الخدمات من مياه وكهرباء هل تمت باجراءات سليمة أم تمت بالتحايل وتفتيح المخ؟ قطعاً ذلك تم لأن قلة الضمير هى السائدة فى تلك المحليات التى تحتاج الى ثورة تضرب بيد من حديد خاصة وان من يقومون عليها لايمكن تقويمهم بعد ان صار الفساد سلوكهم والحصول على المعلوم تحت أى مسمى هو دليل العمل «لغمض» العين وكم من القضايا تضبط حاليا وعلى مستويات كبرى بفضل جدية الدولة فى محاربة الفساد والمفسدين والدور الرائع الذى تلعبه أجندة الرقابة سواء علي مستوى الشرطة أو الرقابة الادارية التى تظهر العين الحمراء لاى فاسد وتفضحه، عشرات الصور التى تم نقلها لهدم عقارات مخالفة أو حملات لاسترداد اراضى أو لتوقيع عقوبات لمخالفات البناء دليل على أن الدولة جادة فى الاصلاح دون تأخر.
محاربة الفاسدين خبراء تستيف الأوراق فى المحليات يجب بترهم ولولاهم ماكانت أراضى الدولة نهبت جهارا نهارا ووصلت لارقام فلكية لايصدقها عقل، وكم اتمنى لو قدمنا بعضهم فى محاكمات علنية حتى نردع من تسول له نفسه فعل ذلك مرة أخرى لأن المالك هو الشعب وتحيا مصر، اعرف مسئولى محليات يفرضون اتاوات على أصحاب المحال والاكشاك، وحسنا ما قامت به الدولة بتشكيل لجنة لضبط الفاسدين لتطهير المحليات.. ترى كم ستضبط؟