ما أن يأتي شهر رمضان حتى يتذكر أهل النوبة وأسوان تراثهم وتاريخهم الغذائي وعاداتهم الرمضانية، حيث هناك العديد من المشروبات والوجبات التى يشتهر بها النوبيين.
ومن أهم المشروبات التي يحرص عليها أهل النوبة عندما يأتي رمضان في فصل الصيف "الأبرية"و "الحلومر"، وهما من المشروبات التي تصنع من القمح والذرة وتقدم مثلجة ولها طعم مستحب و يعجب بها كل من يتذوقها، بالإضافة إلى المشروبات الطبيعية كالكركديه، والدوم، والتمر هندي، والخروب، وفى الشتاء لا بديل عن وجود مشروب المديدة الساخن.
و تقول أمل رمضان من غرب سهيل، الأبريق هو المشروب الرسمي في رمضان ولا يخلو منه بيت نوبي وهو عبارة عن ذرة مطحونة، يصنع منها عجينة بالخميرة وتترك إلى أن تخمر، ثم تفرد قرص صاج دائري فوق النار وهو مايسمى "الديو"، على هيئة رقاق واخف من الرقاق بكتير ويترك حتى يجف على الصاج.
ومن الأشياء الشهير أيضا "السناسن" وهى تشبه في طريقة صنعها الكريب والخبز السورى الى حد كبير.
وتقول الحاجة أم النور من قرية غرب أسوان، السناسن تخبز من دقيق القمح بعد غربلته مخلوط بقليل من دقيق الذرة، وبعد عجينه يترك لمدة حتى يخمر، ثم يسوى على قرص دائري من الحديد موضوع على النار، وهو يشبه تماما فرن تسوية فطيرة الكريب والخبز السورى .
وتقول أم النور أن السياح والمرشدين يطلبوه دائما في الوجبات التي تقدم لهم في القرى النوبية، ويفضل تناوله مع "الويكة الناشفة "وهى البامية الناشفة والملوخية والفتة والعدس .
و تقول الحاجة نادية من قرية دابود، هناك نوع أخر من الخبز النوبى يسمى "الدوكة"، ويسوى هذا الخبز دون تخمير، حيث يخلط دقيق القمح بالماء ويضاف عليه قليل من الملح، ويقلب جيدا ثم يصب على قرص الحديد الدائري فوق النار حتى يسوى ثم يقلب على وجهه الأخر ليستوي أيضا.
وبعد ذلك يحفظ في فوط من القماش حتى يظل طازجا ولا يجفف، ويلاحظ أن طريقة عمله تشبه إلى حد كبير طريقة صنع وتسوية القطايف والكنافة اليدوى .
وتقول الحاجة نادية أن خبز الدوكة يقدم على السفرة بعد تطبيقه كالمنديل على شكل مثلثات، ويفضل تناوله محشوا بالفول أوالجبنة.
