أسرار «عيادة الفجر» للاتجار بالأعضاء البشرية في المنيب

عيادة الفجر للاتجار بالأعضاء البشرية
عيادة الفجر للاتجار بالأعضاء البشرية

ظاهرة جديدة وجدت طريقها للشارع المصري، واتخذت من المناطق الفقيرة، منطلقا لها، وبدأت في التوغل داخل المجتمع، مستغلة حاجة البعض لأشخاص لا يرغبوا سوى في امتلاك الأموال بطرق سريعة، دون مراعاة لآم الآخرين.. إنها تجارة بيع الأعضاء البشرية.

 

لكن سرعان ما تصدت قوات الأمن بكل حزم لتلك العناصر الإجرامية التي لا يقل نشاطها عن خطورة الإرهاب، وكان من أبرز الضربات الأمنية لها القبض على تشكيل جديد بمنطقة المنيب في الجيزة، وعلى الفور توجه فريق من «بوابة أخبار اليوم»، إلى مكان إجراء الفحوصات على الضحايا من خلال سمسار انعدم من قلبه الرحمة.

 

"عقار تحت الإنشاء"

في إحدى الأحياء الشعبية بمنطقة المنيب بجوار مجمع السلام بشارع متولي الشعراوي، أختار السماسرة، مكان مميز، لممارسة تجارتهم المحرمة، دون أن يلفتوا انتباه أحد من أهالي الشارع الذي يخيم عليه الهدوء، في عقار حديث تحت الإنشاء، مكون من 5 طوابق، بدون بواب، يسكنه عدد قليل من السكان، ليكون مكانًا استراتيجيًا بالنسبة لهم.

 

"الأهالي" لم نراهم كثيرا

 

وبسؤالنا أحد السكان في الشارع، يدعى "م.ن"، عن المتهمين، قال لم نراهم كثيرًا يترددون على الشقة التي استأجروها في المبني ولم نتوقع أن لدينا هنا في شارعنا تشكيل عصابي لتجارة الأعضاء البشرية، شعرنا بصدمة وخوف في نفس الوقت منذ أن علمنا بهذه الواقعة.

 

"الشرطة أنقذتنا"

 

قال محمد.ع، أحد سكان العقار، أنه لم يري المتهمين إلا مرات قليلة، وأن الشقة التي استأجروها دائمًا مغلقة، ولم يكن لهم أي صله بالمتهمين، من يقيمون في العقار، كل منهم في حاله لا يوجد أي اختلاط، وعن القبض عليهم، قال: بالطبع شعرنا بالخوف، عندما علمنا أن هناك تشكيل عصابي يسكن معنا في نفس العقار، كانت صدمة كبيرة، والجهات الأمنية أنقذتنا من خطر كبير.

 

"لم نتوقع الأمر"

 

وفي ذات السياق، قال محمد.ص، صاحب أحد المحلات التجارية، المجاورة للعقار، أنهم فوجوا بسيارات الشرطة تداهم العقار، ولم يتوقع أحد أن يكون هناك تشكيل عصابي يسكن بيننا في المنطقة، وبعد القبض عليهم لم نكن نعلم الأسباب إلا من خلال المواقع والصحف التي تحدثت عن المتهمين، وعن جرائمهم في تجارة الأعضاء البشرية، باستقطاب أشخاص، في الشقة التي استأجروها واستخدموها وكر، لإجراء التحاليل الطبية، للتأكد من الحالة الصحية لضحاياهم، مقابل 25 ألف جنيه.

 

وأضاف، صاحب المحل التجاري، نحمد الله أن الأجهزة الأمنية تمكنت من كشف أمر ذلك التشكيل العصابي الخطير، الذي كان يهدد حياة المواطنين، ويستغل حاجة الفقراء وضعاف النفوس.

 

عرب وغير مصريين

 

بينما أضافت نورهان.س، أحد سكان الشارع، إن بمجرد أن أقام المتهم في الشارع بدأت تلاحظ تردد بعض الأشخاص الغرباء عن المنطقة على العقار لافتة إلى أن من ضمنهم سود البشرة وأيضا عرب وغير مصريين لكن بسبب عدم الاختلاط معه لم يستطيع أحد أن يسألهم سبب قدومهم.

يذكر أن التشكيل العصابي الذي تم الكشف عن نشاطه، يضم أطباء وسماسرة للاتجار بالأعضاء البشرية في الجيزة، وأنهم يجبرون الضحايا على توقيع استمارة تبرع تفيد بأنهم أجروا العمليات الجراحية الخاصة بنقل الأعضاء برغبتهم، ودون أي إجبار من جانب مجرى العمليات.

 

وألقت مباحث الجيزة، القبض على 3 من السماسرة، وتم التحفظ على 3 من الضحايا، وكشفت تحريات الرائد مصطفى كمال رئيس مباحث قسم شرطة الجيزة، والرائد أحمد يوسف معاون مباحث القسم، أن السماسرة المتورطين في الجريمة، يتولون مهمة الوصول إلى الضحايا وإقناعهم بالبيع، ومن بين الضحايا الثلاث، اثنين أجرا عمليات بيع كلى، والثالث أجرى التحاليل استعدادا لإجراء عملية جراحية.

 

وتوصلت التحريات إلى أن السماسرة يستأجرون شقة بميدان المنيب بالجيزة، لإقامة الضحايا بها، لحين إجراء التحاليل الطبية اللازمة للتأكد من الحالة الصحية للضحية، ومدى استعداده للحصول على العضو المباع منه، حيث يتم إجراء التحاليل بعيادة خاصة تديرها طبيبة بالمنيب، ثم يتم تحويله إلى طبيب يتبع التشكيل العصابي بمستشفى خاص، لإجراء عملية نقل العضو.

 

وأكدت تحريات رجال المباحث أن المتهمين يعرضون على الضحية مبلغ 25 ألف جنيه، حيث يحصل على مبلغ 5 آلاف جنيه قبل إجراء العملية، وعقب نقل العضو منه، يرفض السماسرة تسليمه باقي المبلغ، إلا بعد توفير شخص آخر مستعد للبيع، لضمان استمرار نشاطهم، كما يتم الحصول من الضحايا على توقيع يفيد بأنه تبرع بالعضو برغبته في محاولة للإفلات من المسائلة القانونية.