تعرفي على «التعليم اللامدرسي» وتأثيره على ابنك

صورة موضوعية
صورة موضوعية
انتشرت على صفحات السويشال ميديا فكرة جديد للتعليم يطلق عليها التعليم المرن أو اللامدرسي، ولاقت الفكرة إقبال عدد كبير من الأمهات لضمان تعليم محتوى جيد لأبنائهم ولتوفير الجهد الذي يبذلونه يوميا في الذهاب والعودة من المدرسة فضلا عن توفير المصاريف والاحتياجات التي لا تنتهي طوال العام، بينما اعترض بعضهن خوفا على تأثير ذلك على الأطفال من الناحية النفسية بسبب عدم التواصل مع الأخرين.

تعرض «بوابة أخبار اليوم» كل ما لا تعرفه الأمهات عن نظام التعليم اللامدرسي لتختار الأم أي الطريق الذي تفضله لأولادها.

فكرة مشروع التعليم المرن هي مستقاة من نظم تعليمية مشابهة في الغرب، وهي نظم التعليم بلا مدرسة أو التعليم المنزلي وهي نظم تعليمية تقوم أساس على أن التعليم ليس قالبا جامدا، وإنما هو رحلة صناعة إنسان، فيجب على التعليم أن يكون متوائما مع قدرات الطالب، وأن يركز على اهتماماته، وأن يكون بصورة عملية ممتعة، وأن يكون خبرة إيجابية للطفل لينشأ محبا للعلم والتعليم. 

والمسؤولية الأولى هنا تقع على عاتق الأبوين في تنمية مهارات أولادهما، وإدراك مواهب كل ولد وميوله، كما أنهم مسؤولان أيضا عن تربيته وغرس السلوكيات الحسنة فيه وبناء شخصيته حتى يصبح فردا فعالا يخدم أمته ومجتمعه وليس فقط أسرته أو بيته. 

وأوضح عدد من الخبراء على أكثر من موقع أجنبي بعض السمات الأساسية للتعليم اللامدرسي وأهمها: التجديد والابتكار وعدم التقيد بنظام محدد في التعليم، وكذلك التركيز على المواهب وتنميتها وتطويرها للحصول على خبرة تعليمية أفضل، وأهم سمة في عصرنا الحالي هو قلة تكاليف مصاريف المدارس التي أصبحت حمل كبير على عاتق الأسرة إلى جانب الدروس الخصوصية.

وأضاف الخبراء أن الأمان والأخلاق من أسباب توجه الأسر للتعليم خارج المدرسة، وانتقاء الأشخاص الذين يشاركون الأولاد في التعليم، كما أن بعض دول العالم المتقدم لاحظت تفوق أولادهم في التعليم المنزلي بشكل اكبر وذلك لقلة تشتتهم وجودة التدريس المقدم لهم.

وتابع الخبراء أن هذا لا يعني بالضرورة إلغاء المدارس، فالتعليم المرن هو نظام يستوعب الكثير من الاختيارات و التعديلات على طريقتك في تعليم أولادك، فيمكن تركهم للذهاب إلى المدرسة في أيام معينة، والإتفاق مع أولياء الأمور الأخرين بتبادل الأولاد المعارف التي يدرسوها سويا .. فالمرونة هي القاعدة في هذا النظام الجديد.

وعلقت على هذا الموضوع أخصائية الطب النفسي دكتورة سماح حامد قائلة أن التعليم المنزلي ما هو إلا تغيير مجتمعي بسبب التكنولوجيا الحديثة مثل امتناع شريحة كبيرة من الأشخاص عن شراء الجرائد الورقية والاتجاه للسويشال ميديا لمعرفة الأخبار لحظة بلحظة، وكذلك استخدام الإيميل بدلا من البريد.

وأضافت أن تطور الحياة الاجتماعية والأكاديمية وكذلك التكنولوجيا هي سبب كافِ لتغيير فكر الأشخاص، ولكن يجب أن تخضع هذه الفكرة للتجارب والدراسة أولا قبل التنفيذ الفعلي وقبل الحكم على إيجابياتها وسلبياتها، وأيضا لتفادي أي مشكلات قد تواجه الطلاب وأولياء الأمور.

وبالنسبة لتأثير ذلك على الطفل من الناحية الاجتماعية أو النفسية من خلال كيفية التواصل والتفاعل مع الآخرين، فإذا لاحظت الأم حدوث أي تغييرات على طفلها وحب للجلوس مع نفسه كثيرا ويمتنع عن التحدث مع الآخرين، فيجب عليها حل هذه المشكلة من ناحية أخرى سواء عن طريق اشتراك الطفل في النادي والتمارين الرياضية، ومقابلة أطفال آخرين سواء من الأقارب أو أصدقاء سابقين له.