نبض السطور

خالد ميري يكتب: من أجل المستقبل

٩٤ مليونا و٧٩٨ ألفاً و٨٢٧ عدد السكان داخل مصر عام ٢٠١٧، بينما وصل عدد المصريين بالخارج إلى ٩ ملايين و٤٧١ ألفا، بإجمالى ١٠٤ ملايين و٢٠٠  ألف مواطن ومواطنة. العدد الكبير الذى يضع مصر فى المرتبة الثالثة عشرة عالميا فى عدد السكان يجب أن  يكون مؤشرا لقوة الدولة ومناعتها. والمهم ان يرتبط ببرامج التنمية فيصبح فى خدمتها بدلا من أن يلتهمها.
الواقع يؤكد أن الانفجار السكانى غير المحسوب والذى لا يرتبط بخطط وبرامج الدولة للتنمية، هو مجرد قنبلة موقوتة لا تقل خطرا عن الإرهاب، خطر قادر على التهام خطط التنمية وعرقلتها، لهذا وضعت الدولة الخطط والبرامج التى تستهدف الحد من هذا الانفجار والسيطرة عليه حتى تتناسب زيادة عدد السكان مع التنمية فى رؤية ٢٠٣٠، خطط تحديد النسل والحد منه تستوجب أن يتعاون الجميع لتنفيذها من أجل مستقبل أفضل لأولادنا ولبلدنا.
بالأمس كان الإعلان عن تعداد مصر ٢٠١٧  تحت عنوان »تعدادنا مستقبلنا«، بعد جهد ضخم لـ٤٠ ألف شاب وفتاة على مدار ٤ سنوات بقيادة الدينامو الذى لا يكل اللواء أبوبكر الجندى رئيس الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، جهد تم تتويجه بإجراء أول تعداد إلكترونى بالكامل،  بمشاركة إيجابية من كل الوزارات وعلى رأسها وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى بقيادة الوزيرة الناجحة د. هالة السعيد.
الحقيقة أنه لا مستقبل لأى بلد دون معلومات كاملة، فالمعلومات هى أساس أى خطط وسياسات ناجحة، ولهذا يصبح واجبا أن يبادر الجميع بتحليل هذا الكم الهائل من المعلومات والبيانات التى تضمنها التعداد للاستناد إليها والاستفادة منها فى كل خطط المستقبل. والرئيس عبدالفتاح السيسى التقط طرف الخيط بمجرد الإعلان عن التقرير ليكلف الحكومة والجامعات بتشكيل لجنة عليا لدراسة وتحليل البيانات والاستفادة منها، فما تم بذله من مال وجهد ووقت لاعداد التقرير يجب أن يتم وضعه  فى خدمة برامج التنمية بدلا من أن يتم إهداره فى كتيبات يتم ركنها على الأرفف.
يؤمن الرئيس السيسى بأن العلم والتخطيط والمعلومات الكاملة يجب أن تكون أساس أى عمل أو برامج للمستقبل،  لهذا كان الرئيس داعما منذ اللحظة الأولى وبكل قوة للجهد الكبير الذى تم تتويجه بإعلان التقرير أمس.
الرئيس استوقفته عدة  ظواهر كشفها التقرير من مأساة زواج الفتيات فى سن  ١٢ عاما إلى ملايين وحدات الإسكان المغلقة، ومن الأسر  التى مازالت تستخدم مرافق مشتركة والتى يستهدف الإسكان الاجتماعى حل مشاكلهم  إلى المنشآت الواجب هدمها، والحقيقة كما أكدها الرئيس أن كل سطر فى التقرير يستوجب أن نقف أمامه ومعه، بالفحص والدراسة، حتى نستخلص النتائج التى تنير أمامنا طريق المستقبل.
فى مصر الجديدة لا شىء يتم تركه للصدفة، فالدراسة والعلم والتخطيط السليم  أساس بناء  المستقبل.