قبيلة "آل مرة" المسمار الأخير في نعش «تميم»

أمير قطر تميم بن حمد
أمير قطر تميم بن حمد
قبل أيام قليلة قام النظام في الدوحة بسحب الجنسية القطرية عن شيخ قبيل «آل مرة»، الشيخ طالب بن لاهوم بن شريم، و54 من قبيلته.

ننشر خلال التقرير الآتي من هي قبيلة «آل مرة»، ودورها في الخلاف السعودي القطري، منذ أمد بعيد، وسر الخلافات بين عائلة تميم والقبيلة.

تعرف قبيلة «آل مرة» بأنها أحد أكبر القبائل في شبة الجزيرة العربية، التي لها دور بارز في سير الأحداث السياسية خصوصاً في القرنين الماضيين، ولها نفوذ لا يستهان به، ولهم من المكانة بين القبائل والجرأة؛ ما يجعل لهم ثقل بين تلك القبائل.

ويقيم أعضاء القبيلة في كثير من دول شبة الجزيرة العربية منها «السعودية، وقطر، والإمارات، والكويت، والبحرين»، وتمثل «آل مرة» 60 % من سكان الشعب القطري. 

وكان للقبيلة دور بارز في سير الأحداث بشبة الجزيرة العربية، فكان لهم دور فعال أثناء النزاع على السلطة في عهد الدولة السعودية الثانية.

ولقبيلة آل مرة دور مهم في مقارعة العثمانيين مع سعود بن فيصل أبان احتلالهم الإحساء والقطيف، هذا بالإضافة لحروبهم ضد الأكراد، التي وصفها المؤرخون بـ«دامية»، فقد وقعت مناوشات كثيرة بينهم منها معركة «قهدية» التي قتلوا فيها 50 عسكرياً من الأكراد، وغنموا منهم تقريبا مليون روبية «عملة الأكراد»، وما أكدته المصادر التاريخية أن القبيلة كانت تمثل «رعباً للأكراد».

حقيقة الخلاف بين «آل مرة» وعائلة «تميم»
ترجع مخاوف أمير قطر تميم بن حمد من قبيلة «آل مرة» لعام 1996، أبان محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في فبراير 1996 ونفذها أنصار الأمير السابق المعزول خليفة بن حمد آل ثاني بهدف الإطاحة بأمير دولة قطر آنذاك حمد بن خليفة آل ثاني.

يذكر أن الذين ساعدوا وشاركوا الأمير المعزول خليفة بن حمد آل ثاني، عدد من مؤيديه، وانصاره، وعدد من الضباط وأفراد الجيش القطري، والحرس الأميري أغلبهم من قبيلة آل مرة، لذلك وجهة لهم تهمة التحريض والقيادة، علماً بأن المحرض الحقيقي كان الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني.  

ثم بعد ذلك تم إحالة عدد كبير من قبيلة «آل مرة» للمحاكمة، وبعضهم تم منعه من دخول البلاد لفترات طويلة، ليستمر التعسف حتى عام 2004، ليتطور الأمر بعد ذلك لإسقاط الجنسية القطرية عن عدد كبير من أبناء القبيلة.

مخاوف تميم من «آل مرة»
أدت الخلافات التي تشهدها الدوحة مع جيرانها في الوطن العربي، وسياستها العنيدة تجاه الدول الرافضة دعم قطر للإرهاب، لتذبذب كبير وتخبط تشهده الدوحة، وهو ما جعل الشارع القطري رافض سياسة الحمدين.

أدي كل ذلك التذبذب والتخبط حالة غير مستقرة يعيشها أمير قطر تميم بن حمد، وهو ما جعله يتخوف من حدوث أي انقلاب ضده، وتذكر ما حدث من قبيلة «آل مرة»، ومساندتها في الانقلاب القديم.

الإجراءات التي اتخذها نظام تميم تجاه «آل مرة» 
أجرى أمير قطر تميم بن حمد حزمة من الإجراءات تجاه قبيلة المرة خلال الفترة الماضية، فقام بسحب الجنسية من شيخ القبيلة طالب بن شريم، وأكثر من 50 مواطناً قطرياً، من بينهم 18 امرأة وطفلا، كما قامت السلطات القطرية بالتضييق الأمني عليهم.

وقال شيخ قبائل «آل مرة» بأنه غير متفاجئ بسحب الجنسية القطرية منه مع بعض من أفراد قبيلته، واصفاً ما قامت به السلطات القطرية بالفعل «غير المستغرب».

ومن المقرر أن يعقد عدد كبير من أفراد قبيلة «آل مرة» اجتماع طارئ السبت 16 سبتمبر، لبحث ما قامت به حكومة الدوحة تجاههم.

وقالت جمعية «حقوق الإنسان الوطنية» السعودية، في بيان لها، أن الأشخاص الـ55 هم مواطنون قطريون، لم يخضعون لأي محاكمات بل جاء السحب فجائياً، وبعد أن كانوا مواطنين يحملون هوية ثابتة، أصبحوا مشردين بلا وطن أو استقرار، ومعرضين لكل أنواع المخاطر والحرمان الكامل من حقوق الرعاية الصحية والسكن والتعليم والعمل وحرية الحركة والارتباط الطبيعي.

«آل مرة» المسمار الأخير في نعش «تميم»
يعتبر قرار أمير قطر الأخير تجاه قبيلة «آل مرة» بمثابة المسمار الأخير في نعش تميم، فوصف الشيخ طالب بن شريم، تميم بن حمد آل ثاني بالأمير السابق لقطر، ليعلن من مؤتمر المعارضة القطرية عدم اعترافه رسمياً بتميم أميراً لقطر.

وقال الشيخ طالب خلال كلمته في المؤتمر الخميس 14 سبتمبر، إن سلطات الدوحة طلبت من قبيلته «سب المملكة»، أضاف «رفضنا طلب قطر سب المملكة وقيادتها وملك البحرين وحكومته ولا عندنا غير الصحيح».

وأوضح أن الجنسية القطرية التي سحبت منه منحت له من أمير قطر السابق الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني والأمير أحمد بن علي، مؤكدا أن قبيلة آل مرة ملتزمة بضبط النفس بسبب تدخل خادم الحرمين الشريفين وولي عهده.

وأضاف أن أمير قطر السابق حمد بن خليفة «ليس له حق ولا منة في سحب جنسيتي التي منحها لي الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني» مؤكدا أن جنسيته ستعود رغما عن حمد بن خليفة.قال شيخ قبائل آل مرة، طالب بن لاهوم بن شريم آل مرة، إن السلطات القطرية تنتقم منهم وسحبت جنسياتهم، لأنهم رفضوا طلبها بمهاجمة قيادات السعودية والبحرين.

ودعا أحد أبناء قبيلة آل مرة القطرية المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى التدخل من أجل مساعدة آلاف من أبناء القبيلة، على استعادة جنسيتهم القطرية، بعد أن جردهم النظام القطري منها.