أصابها الركود قبيل العيد.. بائعو الوكالة: الناس فضلوا اللحمة عن شراء الملابس

سوق وكالة البلح
سوق وكالة البلح
مكان لا تخطئه عين.. تتعالى فيه أصوات الباعة والتجار بين أكوام الملابس المكدسة والمعلقة على "استاندات" اتخذت موضعًا مناسبًا من الأرض، إلى جانب المفروشات المتراصة أمام المحلات، وألعاب الأطفال المُتناثرة على الأرصفة والأقمشة الملونة القادمة من الصين وتركيا وأوروبا.

لا تجد فيه موطئ قدم حيث يتوافد عليه الزائرون ليل نهار من كل مكان ليختارون ما يناسبهم من المنتجات ذات الجودة المتوسطة والأسعار الرخيصة.. إنه سوق «وكالة البلح» الواقع بين حيي بولاق أبو العلا الشعبي والزمالك أحد أحياء القاهرة الراقية.

الملفت في الأمر أن سوق الوكالة، لم يعد بمثل هذا الزخم والحراك، عندما قمنا بجولة داخل أروقته، قبيل عيد الأضحى المبارك، هناك التقينا عم إبراهيم حسن، الذي يعمَل في الوكالة منذ 20 عاما، حيث قال: مُعظم التُجَّار يعملون في مجال المنسوجات سواء المحلية منها أو الملابس المستوردة الجديدة منها والمستعملة والتجار يسيرون وفقا للقانون ويدفعون الضرائب وتفتيش الضرائب المستمر لا يترك فرصة للتهرّب أو المتاجرة في بضائع مسروقة حيث يتم الإطلاع بشكل مُستمر على الإيصالات والفواتير الخاصة بالسيارات وقطع الغيار التي تدخل الوكالة.

وأضاف أن العمل في الوكالة مُتعة رغم مشقتها بسبب التزاحم الشديد حيث تذهب العرائس إلى الوكالة لشراء كلّ مستلزماتهم بأسعار رخيصة مقارنة بالأسعار الأخرى، فمثلا فستان الزفاف للعروسة يبدأ سعره في الوكالة من ألف جنيه حتى 4 الآلاف ولكن مقارنة بالخارج يبدأ من 5 و6 آلاف حتى 100 ألف جنيه، موضحًا أنه ليس كل من يأتي إلى الوكالة هم الفقراء ولكن يوجد أغنياء أيضا يقومون بالنزول إلى الوكالة لشراء ماركات عالمية.

وأضافت أم ميار، أنها تقوم بالذهاب إلى الوكالة في الأعياد والمناسبات لأن الملابس أسعارها رخيصة جدا بالمقارنة بمنطقة وسط البلد أو أي مكان أخر .

وذكر علي محمود، "موظف"، أنه لديه 4 أولاد ويقوم بالذهاب إلى الوكالة لأن أسعارها أرخص من أي مكان وبها كل الأشياء التي يحتاجها الأولاد من ملابس خروج إلى أحذية إلى ملابس منزلية، وغيرها.

وأكد عمر وعبدالله، أنهما قدما من المنصورة، وقاما بالتجول داخل الوكالة، وكانت المفاجأة أنهما حصلا على أحذية بسعر 150 جنيهًا بدلًا من 300 جنيه، في أي مكان أخر وهي توكيلات وليست صينية، وأيضا تفاجئا بالأسعار أنها رخيصة، ولكن لم يمتلكا أموالا كافية لشراء كل احتياجاتهما ولكن في كل مرة سيقومان بالذهاب إلى الوكالة.

على بعد خطوات جلس عم محروس، أكبر تجار الوكالة، الجميع يعمل له ألف حساب، حيث إنه يعمل بالوكالة منذ 40 عاما في مجال الأحذية المستوردة من الصين، اقتربنا منه وسألناه عن حركة البيع والشراء هذا العام، بالتزامن مع بدء الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، فقال: كل عام كانت حركة البيع في المواسم سريعة وكنت أبيع أكثر ولكن هذا العام اعتبره أسوأ عام على كل التجار بالوكالة وتقريبا بكل مكان لأن "الناس فضلوا شراء اللحمة عن الملابس"، فالحياة أصبحت صعبة جدا وتكاليف المعيشة أصبحت أكثر تكلفة من ذي قبل.

وأشار محمود علي، أحد البائعين إلى أنه لا يوجد حركة جيدة للبيع والشراء، أصبح أغلبية المواطنين يأتون لمشاهدة الملابس قائلا: محدش بقى بيشترى حاجة أنا يبيع حجات بـ5 جنيه و10 عشرة و40 على مدار اليوم.

وأكد أحمد عبده، أنه كل يوم يقوم بفرش البضاعة وعرضها بطرق مختلفة لكي يجذب عيون المارة لشراء أي شيء منه ولكن لا أحد يشتري منه، إلا قليلا.

وقال: بشكل عام هناك حركة ركود في البيع والشراء بسبب الحالة المادية المتعثرة، بسبب اقتراب موعد المدارس، والعيد ومتطلباته، وظروف الحياة بشكل عام.