حكايات مكتبة الإسكندرية ضمن فعاليات أيام الشارقة التراثية

أقيمت ندوة حوارية ثقافية تراثية على متن سفينة "البغلة" في قلب الشارقة، إحدى المعالم التراثية المهمة في إمارة الشارقة، بعنوان "مكتبة الإسكندرية بين الأسطورة والحقيقة"، تحدث فيها إيهاب الملاح عن حكايات المكتبة الإسكندرية القديمة وتاريخها ورواياتها. 
وجاء ذلك ضمن فعاليات أيام الشارقة التراثية.
وقارن الملاح بين ماضي وحاضر المكتبة الإسكندرية، قائلاً "إن أغلب المكتشفات الغربية في مجالات العلم قد تمت دراستها ووضع أسسها في مكتبة الإسكندرية على مدى 600 عام، حيث لم تكن مكتبة الإسكندرية، منذ التفكير في إنشائها، مجرد خزانة كتب بل كانت منارة عالمية للإشعاع الثقافي والحضاري تطل على حوض البحر الأبيض المتوسط الذي كان يشكل محيطه مركز العالم المعروف آنذاك".
وبين أن الروايات تختلف حول نشأة مكتبة الإسكندرية القديمة، لكن أرجحها يميل إلى أنها نشأت عام 300 قبل الميلاد، على يد بطليموس الأول، والذي أنشأ متحفًا في الجزء الجنوبي الغربي من قصره بحي »البروكيون Brucheion«، أو الحي الملكي، ليكون مركزًا للقاء الأساتذة المصريين والباحثين الأجانب، ولكي يتمكن الباحثون من القيام بأبحاثهم، وضع بطليموس مكتبة داخل المتحف لنقل الفنون والآداب والعلوم اليونانية إلى مصر.
ولفت إلى أن المكتبة القديمة بمؤسساتها كانت تحوي 400 ألف لفافة منوعة «مخطوطات»، و90 ألف لفافة مفردة، ولم يكتمل بناء المكتبة إلا في عهد بطليموس الثاني الذي اتخذ لقب فيلادلفيوس خلال الفترة من سنة 285 إلى 264 قبل الميلاد، وأصبحت أغنى وأفضل مكتبة في العالم بعد مكتبة «بيرجامس» شمال شرق آسيا الصغرى.
وذكر الملاح أن مكتبة الإسكندرية أخرجت للعالم نظريات فيثاغورث، وأفكار أرسطو، بالإضافة إلى أنها أصبحت بلغتنا المعاصرة مركزًا للاعتراف العلمي، وكان أي عالم لا يتم تقديره من مكتبة الإسكندرية يصبح لا تقدير له، (سواء من أثينا أو روما اللتين كانتا مركزًا للإشعاع وقتها).
وأشار إلى أهم وأشهر العلماء الذين تعلموا فيها، الذين منهم إقليدس، وأرخميدس، وأريستاركوس، ووكاليماكوس، الأديب والشاعر، وأول مَنْ كتب سجلاً بالمخطوطات مصنفة بحسب الموضوع والمؤلف، لهذا يعتبر أبو علم «المكتبات»، وهيروفيليوس، وفيثاغورث، وسقراط، وأرسطو، حيث انتهى عهد مكتبة الإسكندرية القديمة بسبب الصراعات، فيما وجدت فكرة إحياء مكتبة الإسكندرية القديمة قبولًا حسنًا، بعد انتصار مصر في حرب أكتوبر 1973، حين بدأ الأساتذة بجامعة الإسكندرية يفكرون في مشروع إحياء مكتبة الإسكندرية القديمة، وقد قدمت الفكرة لمنظمات دولية وإدارات مختلفة لكنها ظلت بحاجة إلى جذوة تحركها إلى أرض الواقع، وبعد العديد من المحاولات أقر مجلس الشعب في عام 2001 بتكوين مكتبة الإسكندرية من: المكتبة، والقبة السماوية، ومركز المؤتمرات، على أن تضم المكتبة ستة من المراكز العلمية والثقافية هي: مركز دولي للدراسات المعلوماتية، ومركز للتوثيق والبحوث، ومتحف للعلوم، ومعهد للخطوط، ومتحف للمخطوطات، ومركز لصيانة الكتب والوثائق النادرة.
وعرض الملاح بعض الهدايا القيمة التي تلقتها المكتبة من عدد كبير من الدول من أبرزها إسبانيا واليونان وفرنسا، كما تلقت مجموعات مكتبية كاملة من شخصيات وعائلات مصرية وعربية، حيث افتتحت المكتبة رسمياً في 16 أكتوبر 2002 بحضور عدد كبير من ملوك ورؤساء وأمراء دول العالم، وتكونت جمعيات لأصدقاء ومحبي مكتبة الإسكندرية في عدد كبير من الدول.