في «حارة العطارين».. رمضان بنكهة التوابل

 حارة العطارين
حارة العطارين

في شهر رمضان يزداد الإقبال على العطارة والتوابل، لما لها من أهمية خاصة ونكهة مختلفة في الأكلات الرمضانية، فيعد الشهر الكريم واحدا من أهم مواسم الرواج لها.

 حارة العطارين


 قمنا بجولة داخل "حارة العطارين" حيث العشرات من محال العطارة متراصة بجوار بعضها البعض في ممر ضيق يربط بين شارعي المعز والأزهر، والتي تحوي بداخلها مئات وألاف الأنواع المختلفة من العطارة، وبمجرد أن تقترب منه وقبل أن تصل للمحال هناك، تشم رائحة التوابل النفاذة، والتي تدلك على الطريق دون أن تسأل، بالإضافة إلى الياميش الذي يعد من أهم السلع التى يبيعها العطارين في رمضان، ولها زبائن تأتي من كل مكان.

 


أمام كل محل تجد فراشة لا تتجاوز المتر الواحد نظرا لضيق الشارع الذي لا يسمح بأكثر من ذلك، وعربات تحميل البضائع "اليدوية" في حالة حركة دائمة بالشارع، ومن داخل أحد محلات العطارة هناك، كانت الأرفف ممتلئة بأكياس ذات ألوان متباينة، منها ما كتب عليه اسم الصنف، ومنها ما يعرفه البائع دون كتابة "بالخبرة" كما أوضح عم صالح صاحب المحل.

 

 حارة العطارين

 


وأشار إلى أن حركة البيع والشراء تنشط قبل بداية الشهر الكريم بأسبوعين، حيث أن الغالبية العظمى من الناس لا تفضل الخروج للشراء أثناء الصيام، موضحا أن أكثر ما يسأل عنه الزبون فى رمضان العطارة الأساسية "الفلفل والكمون والكزبرة والحبهان والقرنفل"، ويأتى بعدها التوابل ذات النكهات المختلفة.

 


ويقول أشرف السيد أحد العاملين بالشارع، أن الكثير من أصحاب المطاعم يأتون للشارع لشراء مستلزماتهم جملة، حيث أن حارة العطارين هي أشهر مكان لبيع التوابل والعطارة، منوها أن الشارع يشهد حركة مختلفة فى المواسم الخاصة بالأكل، وعلى رأسهم رمضان والأعياد، لأن الناس عادة ما تاتى لتشترى احتياجات شهر بالكامل، وهناك من يأتى ليشترى لعائلته بالكامل وليس أسرته فقط، وإن كان هذا قد قل كثيرا عما كان فى الماضى. حارة العطارين


"جوز الهند والزبيب" أكثر ياميش رمضان طلبا، كما أشار أشرف لأنه يدخل فى مختلف الحلويات وأسعاره أقل من باقى الياميش "بيقضى الغرض"، لافتا إلى أن هناك بعض أنواع التوابل عرفها الناس مؤخرا، وبات عليها طلب أكثر منها "توابل الشربة، اللحمة، المحاشى، الشاورما، الفراخ، والسمك"، موضحا أن هناك بعض الأنواع لا تتوفر كثيرا خارج "حارة العطارين"، ولكن أغلب الأصناف انتشرت فى الخارج مع انتشار الماركت.

 


وأكد الحاج أحمد حسن أحد عطارى الشارع، ويعمل في تجارة العطارة من أكثر من 25 عاما، أن أسعار العطارة والتوابل فى ارتفاع مستمر كل عام عن سابقه، ومن كان يشترى نصف كيلو أصبح يشترى بالربع والثمن وأحيانا نصف الثمن، لافتا الى الشارع ينشط بشكل كبير فى رمضان وعادة ما تكون الزبائن من النساء "ست البيت هى اللى عارفة بيتها ناقصه ايه".

 

اقرأ أيضا| الباعة الجائلون يحتلون الشوارع والميادين بقنا.. والمحافظ: جارِ إنشاء أسواق لهم


وأمام أحد محال العطارة وقفت منال محمود تعاين الأنواع المعروضة، وتحاول فحصها بالعين واليد، وبيدها "لستة الطلبات" حتى لا تنسى شيئا من احتياجاتها، مؤكدة أنها اعتادت منذ سنوات أن تشتري احتياجات منزلها من العطارة والتوابل وياميش رمضان من سوق العطارين بالأزهر، قائلة: "هنا بتلاقي كل حاجة، وطازة مش مخزونة، والأسعار أحسن من المحلات العادية".


وأشارت إلى أنها تتعامل مع تاجر معين بالشارع ولم تغيره من أيام والدتها، التى اعتادت أن تأتى معها منذ أن كنت بنت صغيرة لشراء احتياجات منزلهم.

 حارة العطارين


وتؤكد الحاجة أم رشا أحد زبائن شارع العطارين، أن الشارع في السابق كان به ما لا يخطر على بال أحد، ومالا يمكن أن تجده في مكان غيره عطارة ووصفات لمختلف الأمراض، أما الآن فكل شئ أصبح متوفر ومتاح، خاصة بعد انتشار السوبر ماركت الكبرى فى كل مكان، لافتة إلى أن المهم في حارة العطارين هو أن المنتجات طازجة وغير مغشوشة، موضحة أن أهم شئ تحرص على شراءه "الكركم" وتدخله فى كل الأكلات لانه يقوى المناعة ويقاوم البرد.

 

 حارة العطارين

اقرأ ايضا| تجمع العائلة في رمضان.. فوائد نفسية وصحية لا تتوقعها