حكايات| بمجرد بلوغهن.. مدينة غامضة يتحول إناثها إلى ذكور 

مدينة غامضة يتحول إناثها إلى ذكور 
مدينة غامضة يتحول إناثها إلى ذكور 

ليست جزءا من فيلم خيال علمي ولا فصل في رواية شيقة أو حتى حبكة درامية لمسلسل رعب يدور حول لعنة تسببت بها الساحرة الشريرة لفتاة ملائكية ليأتي في نهاية المسلسل الأمير المنقذ فهي حقيقة يعاني منها كثير من الأطفال داخل قرية.

 

 

 قد تكون هذه القرية في نظر الجميع ملعونة أو داخلها سحر أسود يقضي على طفولة الغالبية من أطفالها فما يحدث غير طبيعي وما يمكن أن تراه قد لا يستوعبه العقل فإذا كنت مستعد لكشف أحد الغاز الطبيعة المخيفة فعليك التعرف على مدينة "لاس سليناس" الملغمة كما لقبها البعض.

اقرأ ايضا:لحظة انفجار خزان سيارة بشكل غريب في محطة وقود بالبرازيل| صور وفيديو

 

تحول غريب ونادر ولكنه في تلك المدينة الكاريبية التابعة لجمهورية الدومينيكان أصبح أمرا طبيعيًا ومألوفا أن تحتفل الأسرة بانجابها طفلة ملائكية لتتحول وفجأة عند سن الـ 12 عاما في مرحلة البلوغ إلى ذكر مثالي بكافة سماته وتشريحه الجسماني وصوته وعضلاته.

 

 

 قد يبدو الأمر من بعيد كمؤامرة أو شائعة لإنهاء جمال واحدة من مناطق الجذب السياحي المميزة ولكن حقيقة الأمر التي كشفها العلم منذ سبعينيات القرن الماضي أن هذه المدينة مركز لطفرة نادرة تسببت في إنهاء طفولة غالبية أطفال المدينة.

 

 

فلك أن تتخيل أن تعيش طفلة حياتها بطريقة طبيعية أنثى بصوت رفيع ترتدي ملابس نسائية وتلعب بعرائسها وتكون أحلامها بانتظار الفارس على حصانه الأبيض كأميرات القصص المفضلة لديها وفي ليلة وضحاها تستيقظ لتجد نفسها ذكرا في زي نسائي لتبدأ حياتها من جديد كذكر في لغز استمر سنوات دون فهم حتى تم كشف تفاصيله وحل طلاسمه على يد أخصائية الغدد الصماء "جوليان إمبيراتو ماكجينلي".

 

 

فما قد يبدو وكأنه فصل من رواية هي قصة الحياة الحقيقية لجيفيدوسيس ساليناس ذلك اللغز الغامض الذي يكمن حله بحسب موقع الجارديان في تفسير الـ "جيفيدوسيس" أو ثنائية الجنس" وهو مصطلح عام وشامل يصف الأجسام التي تقع خارج النظام الثنائي الصارم للذكور أو الإناث حيث يتم استخدامه في وصف الاطفال المولودين وتم التعرف عليهم وتربيتهم باعتبارهم فتيات حتى يبدأ تشريحهم الجسدي في التغير خلال فترة البلوغ.

 

 

وبسبب زيادة أعداد الإصابة بهذا الاضطراب النادر في مدينة "لاس سليناس" حيث يصاب طفل من كل 90 طفلا بهذا الاضطراب بحسب موقع "واشنطن بوست" قررت أخصائية الغدد الصماء "جوليان إمبيراتو ماكجينلي" من جامعة كورنيل زيارة المدينة للكشف عن غموض انتشار هذا الاضطراب النادر  لتتوصل إلى حل طلاسم اللغز والذي نشرته في مجلة العلوم في عام 1974.

 

أعادت " جوليان" السبب في هذه الحالة إلى نقص في انزيم "5α-Reductase " المسؤول عن تحويل هرمون الذكورة "التستوستيرون" إلى ثنائي "هيدروتستوستيرون" الذي ينتج عنه عدم وضوح التشريح الجسدي للطفل ويظهر كأنه أنثى وعلى الرغم من أن الأطفال الذكور من الطبيعي أنهم لديهم كروموسوم XY  إلا أنهم وبسبب نقص هذا الأنزيم يبدون أنثى عندما يولدون.

فيتم تربيتهم وتسميتهم باعتبارهم فتيات حتى سن البلوغ حينما يحصل الجيفيدوس على موجة ثانية من هرمون التستوستيرون الذي يستجيب له أجسامهم هذه المرة مما يتسبب في تغير طبيعة صوتهم وظهور العضلات لديهم مع تغيير التشريح الجسدي للفتاة لتكون ذكر بكافة تفاصيله مع وجود بعض التشوهات الناتجة عن هذا التحول.

ورغم أن بعض هذه الحالات النادرة الموجودة حول العالم يتم التعامل معها منذ لحظة الولادة عندما يتم تحديد أن الطفل ثنائي الجنس فيتم إجراء جراحة له بعد الولادة مباشرة لجعل تشريحهم الجسدي وأعضائهم تظهر بشكل نموذجي للذكور أو الإناث فإن الأمر أكثر صعوبة في جمهورية الدومينيكان حيث يتم النظر إلى الطفل الذي يعاني من هذا الاضطراب النادر باعتباره جنس ثالث فيتم تنشئته اجتماعيا باعتباره فتاة وبعد أن تتحول عند سن الـ 12 عاما تلقائيا إلى ذكر يتم استقباله من جديد وكأنه شخص مختلف.

 

وهنا يعاني الطفل في النهاية بين ما تربى عليه وتعرف على نفسه عليه في محيطه النسائي وبين ما اكتشفه مؤخرا حتى أن بعض الذكور المتحولين ظلوا محتفظين باسمائهم النسائية حتى الآن في حين البعض الآخر وجد نفسه يفضل جنس على الآخر فيختار البقاء في جسد أنثى بالخضوع إلى عملية جراحية ولكن البعض الآخر يختار أن يكون الذكر المثالي فيغير إسمه ويبدأ حياة جديدة ولكن تظل نظرة المجتمع له باعتباره "شيطان" في جسد أنثى.