من «أفواه وأرانب» إلى «مازال النيل يجرى»

قضية الزيادة السكانية.. «الدراما» سلاح فعال في معركة الوعي

  فاتن حمامة وفريد شوقى ومحمود ياسين فى مشهد من فيلم «أفواه وأرانب»
فاتن حمامة وفريد شوقى ومحمود ياسين فى مشهد من فيلم «أفواه وأرانب»

خلال السنوات الأخيرة تراجع دعم الفنون"سينما وتليفزيون" لقضية الزيادة السكانية ومخاطرها على الاقتصاد والمجتمع المصرى، بعد أن كانت قضية الزيادة السكانية تشكل محورا أساسيا فى الأعمال الدرامية التليفزيونية والسينمائية، منذ منتصف السبعينيات، ومرورا بالثمانينيات والتسعينيات، وحتى دخول الألفية الجديدة.

 

وتم تقديم العديد من الأفلام التى تناولت قضية تنظيم الأسرة، بتنويعات درامية مختلفة، أبرزها فيلم "الحفيد"، و"عالم عيال عيال" و"أم العروسة "لسميرة أحمد، وفيلم"أفواه وأرانب"لفاتن حمامة  وكان آخر الاعمال الدرامية التى تناولت القضية مسلسل" مازال النيل يجري" للمخرج محمد فاضل، بعدها اختفت فكرة تنظيم الأسرة، أو تناول الأضرار المترتبة على الزيادة السكانية .. لماذا ؟ وكيف تعود الدراما لتوعية المواطن بخطورتها؟. 

 

فى البداية أكدت الفنانة القديرة سميرة أحمد أن للدراما دوراً وتأثيراً كبيرا فى التوعية بمخاطر الزيادة السكانية لانها تخاطب كل الشرائح فى المجتمع، لذلك يجب أن نهتم بتقديم الأعمال التربوية والمهمة التى تناقش أمور وقضايا تهم أكبر عدد وشريحة ممكنة من الجمهور.. وأشكر الرئيس السيسى على اهتمامه بالفن وآرائه الصائبة فى هذه الأمور وخصوصا أن مشكلة الزيادة السكانية مهمة للغاية ولقد اختفت بالفعل من الأعمال الدرامية وكذلك السينمائية خلال السنوات الأخيرة ومن الضرورى مناقشة هذا الأمر ولكن هذا يتوقف على الكتابة بالمقام الأول ولابد أن تكون الأعمال مختلفة عما سبق تقديمه.

 

وأضافت سميرة متحدثة عن تجربتي "عالم عيال عيال"و"أم العروسة" حيث ناقشت فيهما قضية الزيادة السكانية، وقالت: كنت مهتمة وشغوفة للغاية بتقديم هذين العملين، والحقيقة أننا طلبنا الاستعانة بعدد من النجوم كضيوف شرف للظهور فى العملين ولم يتأخر أحد لاقتناعهم بفكرة العملين، والحقيقة أنه يجب على جيل الكتاب والفنانين الاهتمام بالأعمال المتميزة التى تناقش قضايا حيوية وليس تقديم أعمال سطحية، فأنا لم يعجبنى ما تم تقديمه فى رمضان الماضى سوى مسلسل الاختيار فقط.

 

الوعى الإنتاجي

أشادت الفنانة والنائبة بمجلس الشيوخ سميرة عبدالعزيز بخطاب الرئيس السيسى الذى تحدث فيه عن ضرورة وأهمية تناول الأعمال الفنية السينمائية والدرامية لمشكلة الكثافة السكانية، وعلقت قائلة: على من ينفذ توجيهات رئيس الجمهورية من الجهات المعنية بالسينما والدراما ضرورة تنفيذ ما طلبه الرئيس لأنه أمر مهم، ولكن كانت مؤسسة السينما هى المعنية بهذا الأمر وتنفذ طلبات رئيس الجمهورية بشكل فوري.

 

وتابعت متحدثة عن صداقتها بالفنانة الراحلة فاتن حمامة والذى كان لها دور كبير فى مناقشة مواضيع فنية تمس البلد ومن بينها فيلم "أفواه وأرانب" الذى تناول قضية الكثافة السكانية وقالت: فاتن حمامة كان لديها وعى كبير وهى مسئوليتها تجاه البلد، فكل أعمالها الفنية ناقشت قضايا مهمة للغاية ومشاكل موجودة بالفعل فى مصر، ولكن اليوم هل لدينا فنانة تتحمل هذه المسئولية مثل فاتن حمامة؟ الإجابة لا أعتقد ذلك.

 

مازال النيل يجرى 

وطالب المخرج محمد فاضل بضرورة عرض الأعمال الفنية القديمة التى ناقشت القضية مستغربا من عدم إعادة عرض مسلسل "مازال النيل يجري" الذى أخرجه منذ أكثر من ثلاثين عاما، وأكد أنه لم يتم إذاعة وعرض المسلسل سوى مرة واحدة ومن ثم قامت ماسبيرو زمان بعرضه على استحياء حسبما وصف الأمر .

وتابع قائلا: أطالب بإعادة عرض الأعمال الفنية القديمة التى ناقشت القضية بشكل مؤقت ومن ثم التخطيط لتنفيذ أعمال جديدة تناقش القضية بشكل مختلف، ولكن علينا ألا يتم تنفيذ هذه الأفكار الجديدة من خلال ورش الكتابة لأن هذا غير منطقى فى الوقت الذى لدينا فيه مؤلفون قادرون على صياغة المشكلة بوقتها الحالى بمفردهم دون ورش كتابة.