اسكتلندا.. هل يمنح «بريكست» حلم الاستقلال مرة أخرى؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

"حان الوقت لتصبح اسكتلندا دولة أوروبية مستقلة".. هكذا قالت رئيسة وزراء اسكتلندا، نيكولا ستورجن، في أعقاب الإعلان عن التوصل لاتفاقٍ تجاريٍ بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، يرسم ملامح الطريق في مرحلة ما بعد خروج المملكة المتحدة من التكتل الأوروبي.

وبعد ثلاثة سنوات ونصف العام من المباحثات المستعصية توصلت بريطانيا إلى اتفاق "بريكست" مع الاتحاد الأوروبي قبيل أيامٍ قليلةٍ من مغادرة المملكة المتحدة التكتل الأكبر في قارة أوروبا، والذي سيكون في 31 ديسمبر الجاري مع نهاية هذا العام.

وتلقائيًا، ستصبح اسكتلندا، التابعة للمملكة المتحدة، خارج الاتحاد الأوروبي أيضًا، حالها كحال ويلز وأيرلندا الشمالية، وهو الأمر، الذي يأتي عكس رغبة الاسكتلنديين.

بريكست عكس رغبة الاسكتلنديين

وكتبت رئيسة وزراء اسكتلندا تغريدةً على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قال فيها: "بريكست يتحقق عكس إرادة شعب اسكتلندا، الذي صوت بنسبة 62% ضد الخروج من الاتحاد الأوروبي".

وتابعت قائلةً: "لا يمكن لأي اتفاق على الإطلاق أن يعوضنا ما أخذه بريكست منا. الوقت حان لنرسم مستقبلنا الخاص كدولة أوروبية مستقلة".

وترغب حكومة اسكتلندا في تنظيم استفتاءٍ ثانٍ على استقلال الإقليم عن المملكة المتحدة، لكن الأمر يتتطلب إجازة لندن للأمر، وهو ما ترفضه بريطانيا في الوقت الراهن.

استفتاء سابق على الاستقلال

وأجازت بريطانيا في عام 2014 استفتاء انفصال اسكتلندا عنها، وأجرت اسكتلندا في يونيو عام 2014 استفتاءً لتقرير المصير، رعته بريطانيا، بيد أن الاسكتلنديين اختاروا البقاء داخل المملكة المتحدة بنسبة 55% مقابل تأييد 45% فقط لمساعي الانفصال.

لكن هذا التصويت كان قبل أن تشرع بريطانيا في تنظيم استفتاءٍ حول الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، والذي صوّت خلاله البريطانيون لصالح الخروج من التكتل الأوروبي بنسبة مئوية كانت أقل من 52%.

وخلال هذا التصويت، كانت نتائج اسكتلندا مغايرة لذلك، فرغب 62% من الاسكتلنديين في البقاء داخل الاتحاد الأوروبي، مقابل 38% رغبوا عن ذلك، وفضلوا خيار الانفصال عن التكتل الأكبر في القارة العجوز.

وفي 29 نوفمبر 2019، صوّت البرلمان الاسكتلندي لصالح إجراء استفتاءٍ جديدٍ على الاستقلال، لكن رفض بريطانيا ذلك قد يظل عائقًا أما تحقيق الخطوة.

وستظل الأمور معلقة حول ذلك خلال الفترة المقبلة.. فهل تبصر اسكتلندا نور الاستقلال على إيقاع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "المنبوذ" لدى غالبية الاسكتلنديين؟

ذلك الحلم الذي ناضل من أجل المحارب الاسكتلندي الشهير وليام والاس أواخر القرن الثالث عشر وبداية القرن الرابع عشر، إلا أن أُجهض حلمه بإعدام عام 1305.