تحل اليوم، السبت 5 مارس، الذكرى الـ 126على ميلاد أحد رواد الكوميديا في السينما المصرية والعربية الفنان بشارة واكيم.

- ولد بشارة في 5 مارس 1890 بحي الفجالة في القاهرة، تعلم في مدرسة الفرير، وتخرج من مدرسة الحقوق عام 1917.
- أجاد تجسيد أهل الشام نتيجة جذوره البنانية، حيث كان والده يعمل تاجرا للأقمشة هناك وهاجر إلى مصر، وكانت والدته من طرابلس وله 7 أشقاء.
- وكان يتحدث الفرنسية بطلاقة العربية ورغم أنه مسيحي إلا أنه حفظ القرآن وطالع كتب التفسير، وكان يقول دائما:"من يريد أن يتثقف في اللغة يجب أن يحفظ القرآن ويتفهم معانيه".
- عمل بشارة واكيم بالمحاماة أمام المحاكم المختلطة قبل احتراف التمثيل، ولولا قيام الحرب العالمية الثانية وتعذر سفره إلى فرنسا لأصبح أول فنان يحمل درجة الدكتوراة في القانون من السوربون فقد كان مؤهلا لها بعد حصوله على شهادة الحقوق الفرنسية بدرجة امتياز.
- كانت بدايته الفنية عندما سمع عن محاولة جورج أبيض لتأليف فرقة تمثيلية فذهب لمقابلته وقدم نفسه على أنه من هواة التمثيل ومن خريجي كلية الحقوق الفرنسية وأنه يعمل بالمحاماة ولكن رفض جورج أبيض إشفاقا على مصيره لأنه سيضحى بمستقبله كمحام ليعمل بالتمثيل.
- صرفه بعد أن اعتذر عن ضمه إلى فرقته ونصحه بالاهتمام بمستقبله كمحام ونزل بشارة واكيم عند نصيحة جورج أبيض والتحق بمكتب أحد محامى المحاكم المختلطة ولكنه لم يقطع صلته بالحياة الفنية فقد عقد صداقات مختلفة مع هواة الفن من الشباب المثقفين ومنهم سليمان نجيب وعبد الرحمن رشدي وفؤاد سليم وعبد الوارث عسر وغيرهم.
- انضم بشارة إلى هذه فرقة عبد الرحمن رشدي كهاو واستمر في عمله كمحام وقام بأدوار صغيرة ولكنها أدوار كشفت عن مواهبه العريضة واستطاع إثبات تفوقه في التمثيل، لم تنجح فرقة عبد الرحمن رشدي وكان جورج أبيض قد شاهده على المسرح وأعجب بأدائه فعرض عليه الانضمام لفرقته فاستأذن عبد الرحمن، وانضم إلى فرقة أبيض ممثلا بالغتين العربية والفرنسية حيث كانت تقدم عروضها في الأوبرا 3 ليال بالعربية وليلتين بالفرنسية.
- ثم انضم لفرقة رمسيس نجيب كممثل وكعضو في اللجنة التي كونها يوسف وهبي للإشراف على ترجمة وتمصير وتأليف مسرحيات الفرقة، ثم انتقل لفرقة فاطمة رشدي وعزيز عيد واشترك في العديد من المسرحيات.
- عمل مدير فني لفرقة منيرة المهدية واستهواه التمثيل الكوميدي وسرعان ما لمع نجمه في أول دور بطولة جسد فيها شخصية جحا في مسرحية "الغندور" وكان هذا الدور بداية تحول كبير في أدائه التمثيلي وأصبح نجم كوميدي من الطراز الأول مما جعل الريحاني يضمه إلى فرقته وعهد إليه بالأدوار الرئيسية في جميع مسرحياته وكان أبرزها مسرحية "قسمتي"، و "الدنيا على كف عفريت" و"حسن ومرقص وكوهين".
- ساعدته ثقافته الواسعة على ترجمة العديد من روايات عيون الأدب الفرنسي إلى العربية، واشترك في ترجمة واقتباس 12 مسرحية قدمتها فرقة رمسيس.
- حلق بشارة شاربه لتسهيل عملية الماكياج وكان والده قد توفى، فطرده شقيقه الأكبر لأنه تنازل عن رمز الرجولة ليعمل مشخصاتي فاضطر للمبيت في أروقة المسرح.
- حصل على جائزة الدراما في المسابقة التي نظمتها وزارة المعارف عام 1926 لما اتجه إلى التمثيل الفكاهي طبع بطاقة باسمه وكتب تحت اسمه " حاصل على جائزة الدراما من وزارة المعارف وممثل فكاهي".
- وعام 1934 قام بشارة بإنتاج وتمثيل أول أعماله فيلم "ابن الشعب".
-كان واكيم من أوائل الذين عملوا في التجارب الأولى للسينما حين شارك أمين عطا الله في بطولة فيلم "الباشكاتب" عام 1923 إخراج محمد بيومي.
- عام 1942 كانت أول بطولة مطلقة لبشارة واكيم في السينما بفيلم "لو كنت غنى" تأليف أبوالسعود الإبياري وإخراج هنري بركات.
- قدم بشارة واكيم للسينما أكثر من 100 فيلم منها: "ابن الشرق" و"البريمو" و"لبناني في الجامعة" و"القاهرة بغداد" و"قبلني يا أبى" و"قلبي دليلي" و "تحيا الستات" و "شهداء الغرام" و"أول الشهر" و"قصة غرام" و "الفنان العظيم " و"قلوب دامية" و"الفلوس" و"ليلة الحظ" و"ليلى بنت الفقراء" و"برسوم يبحث عن وظيفة" و"تحت سماء مصر"و "ابن الشعب" و"الدفاع " و"بسلامته عايز يتجوز" و"فتاة متمردة".
- عاش بشارة واكيم بدون زواج، واضرب سنوات عمره عنه، حيث أنه أحب وهو طالب بكلية الحقوق إحدى قريباته، وتقدم لخطبتها ولكنه اتفق مع والدها على إتمام الزواج بعد التخرج، وحينما استهواه الفن وقرر التضحية بمهنته الأساسية وترك عمله بمكتب المحاماة ليلتحق بفرقة جورج أبيض المسرحية رفض الوالد إتمام ارتباطهما بل وسارع بتزويج ابنته إلى آخر، مما سبب صدمة كبيرة له، ولكنه عرض الزواج على زميلته بالفرقة الفنانة الكوميدية ماري منيب، لكنها رفضت لارتباطها بالفنان فوزي منيب، فأضرب تماما عن الزواج وعاش أعزب مع شقيقته بعد وفاة زوجها وأشرف على تربية وتعليم أبنائها حتى كبروا وكتب كل ثروته بأسمائهم.
- عام 1947 كان واكيم يمثل مع الريحاني مسرحية الدنيا لما تضحك فارتفع ضغط دمه فجأة وانحبس صوته أثناء وقوفه على المسرح وصاح به الجمهور يستحثة على رفع صوته فحاول باستماتة لكنه أخفق، ولما أسدل الستار انهار باكيا كالطفل قائلا: "أضحكت الناس ثلاثين عاما، أفلا يتحملوني بضع دقائق حتى استرد قدرتي على النطق"، نصحه الريحاني حرصا على حياته بأن يلزم الفراش فترة فرفض ولكن الريحاني أصر لكي يرغمه على الراحة فسحب جميع الأدوار منه فغضب وانضم لفرقة "الكوميدي المصرية " ولم تمض أيام حتى انهار تماما وأصيب بمضاعفات ونقل إلى المستشفى، وحاول الأطباء أن يبعدوه عن التفكير في مشاغل المسرح دون جدوى فقال لهم: "إذا تركتموني أذهب إلى المسرح يوميا للفرجة فسوف تتقدم صحتي" وسمحوا له لمدة ساعة يوميا، وتحسنت صحته واستعاد عافيته، إلا انه خلال استعداده للعودة إلى خشبة المسرح من جديد وهو يقرأ إحدى المسرحيات التي سيقدمه، توفى فجأة في 30 نوفمبر عام 1949 وعلى صدره نسخة من المسرحية، عن عمر يناهز 59 عاما.