عقد المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعا مع لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب الفرنسي، وذلك بحضور وزراء: الصناعة والتجارة، الكهرباء، الطيران المدني، النقل، والتعليم الفني والتدريب، ورئيس هيئة قناة السويس. في بداية الاجتماع، أكدت رئيس اللجنة على العلاقات الوطيدة التي تربط مصر وفرنسا، مشيرة إلى أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لفرنسا كانت مميزة. وأكدت على إرادة البلدين لتعزيز العلاقات الثنائية، في مختلف المجالات، والتي تطورت في الفترة الأخيرة، مشيرة إلى الاتفاقات الأخيرة التي تمت، سواء العسكرية، أو المدنية بين البلدين. وفى بداية كلامه أعرب رئيس الوزراء عن سعادته باللقاء بنواب لجنة العلاقات الخارجية، مشيدا في الوقت نفسه بالعلاقات التاريخية وأواصر الصداقة الممتدة التي تجمع البلدين والشعبين الصديقين، كما أعرب عن تطلع مصر لتعزيز التنسيق السياسي، والتعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات. وعرض المهندس إبراهيم محلب، ملخصا للتطورات الداخلية في مصر، استجابة لمطلب أعضاء اللجنة، حيث أكد انه بعد ثورة يناير كان الفريق الأكثر تنظيما هم الإخوان المسلمون، ولذلك استطاعوا كسب الانتخابات البرلمانية، والرئاسية، خاصة أن المصريين ينحازون بصورة طبيعية لكل ما هو ديني، ونحن شعب متدين بطبعه، وقال المواطنون لأنفسهم: أعطوا لهم فرصة، ولكن بعد عام اكتشف المصريون أن الإخوان المسلمين يحكمون كهواة، وأنهم حاولوا تغيير هوية الشعب المصري، وهذا صعب جدا، فمن الصعب تغيير هوية شعب يؤمن بالتسامح، والنسيج المشترك.. الإخوان المسلمون بدءوا يحدثون شرخا في المجتمع، بين المسلمين وبعضهم، وبين المسلمين وغيرهم. وأضاف رئيس الوزراء: من أجل ما سبق ولعدة عوامل أخرى تجمعت، قامت ثورة 30 يونيو، وتجمع حوالي 30 مليون مصري، وكان على الجيش حماية شعبه، حتى لا تحدث حرب أهلية، مثلما يحدث في بعض الدول المجاورة، وانتصرت إرادة الشعب.. وتم وضع خريطة طريق على 3 مراحل، وضع الدستور، وانتخاب رئيس، وهو ما تم بشفافية كاملة، وانتخابات برلمانية، وهو ما نعمل على التحضير لإجرائها قريبا. وأكد المهندس إبراهيم محلب انه تم البدء في إصلاحات حقيقية، سياسية، واقتصادية واجتماعية، وإدارية، وفى مجال حقوق الإنسان، مشيرا إلى أن الشعب المصري يعمل على بناء دولته المدنية الحديثة الديمقراطية. وبشأن رد فعل دول العالم على ثورة 30 يونيو، قال رئيس الوزراء، فى البداية كان هناك لغط عند بعض الدول، ولكن الامور باتت الآن واضحة تماما، واعتقد ان مؤتمر شرم الشيخ لم يكن اقتصاديا فقط، ولكن العالم جاء ليعطى رسالة دعم لارادة الشعب المصرى، واختياراته. وفيما يتعلق بمواجهة الإرهاب، قال: هناك ضرورة للتعامل الشامل لمكافحة الإرهاب، وذلك دون التفرقة بين المنظمات الإرهابية، أخذاً في الاعتبار الارتباط الفكري الوثيق بين تلك المنظمات، والذي ينبع من فكر متطرف واحد.  وأكد على أهمية السعي لتجفيف منابع تمويل الإرهاب وعدم توفير الملاذ الآمن للإرهابيين، خاصة عن طريق تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والتعاون على كافة المستويات، خاصة على المستوى الثنائي، بما في ذلك تكثيف التعاون الاستخباراتي. وقال: من هذا المنطلق، تهتم مصر بالتعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف وانتشار السلاح في منطقة المتوسط بدءاً من ليبيا مروراً بمصر وحتى سوريا حيث ظهرت مؤشرات على امتزاج نشاط جماعات الجريمة المنظمة مع الجماعات الإرهابية وهو ما يمثل تهديداً في غاية الخطورة لدول المنطقة وأوروبا على حد سواء. وشدد محلب على أن ما يحدث من عمليات إرهابية لا يمت للإسلام بصلة، فالإسلام دين تسامح وسلام، ولكن يتم التلاعب بالأمور، وأصبحنا أمام إيديولوجية شيطانية، والإرهاب يهددنا جميعا، ولا أحد بمنأى عنه، ومن ثم يجب أن تكون هناك جبهة موحدة لمواجهته، مشيرا إلى أن الحكومة تبذل جهودا عديدة في هذا الإطار، لا تقتصر على المواجهة الأمنية، ولكن نعمل على تنفيذ إستراتيجية شاملة للمواجهة، تشمل مواجهة اقتصادية، وثقافية، واجتماعية. وأضاف: نحن أمام موجة كبيرة وعاتية، وما نحتاجه هو خريطة طريق، مشيرا إلى أن للأزهر الشريف، ودار الإفتاء المصرية، دورا مهما في توضيح الحقائق، وأن هذه السلوكيات لا علاقة لها بالإسلام