مصطفي وزيري : "الشمس تتعامد على مقصورتي «الإله آمون» ومعبدالملكة حتشبسوت وتسمى يوم "الانقلاب الشتوي" بالأقصر

"الشمس تتعامد على مقصورتي «الإله آمون» ومعبدالملكة حتشبسوت
"الشمس تتعامد على مقصورتي «الإله آمون» ومعبدالملكة حتشبسوت

 

 

تعامدت الشمس، صباح اليوم الأربعاء 21 ديسمبر 2016، على قدس أقداس الإله آمون رع، بمعبدالكرنك الفرعوني الشهير، بشرق مدينة الأقصر التاريخية بصعيد مصر.

وشهد الظاهرة التي جرت وسط احتفالات شعبية كبيرة، واحتشد مئات السياح من زوار الأقصر بمعابد الكرنك، وشاهد هذه الظاهرة محمد بدر محافظ الأقصر والدكتور مصطفى وزيري مدير عام آثار الأقصر ، ورافق المحافظ كل من حفنى بركات وكيل وزارة الشباب والرياضة، وعدد من قيادات الآثار والمرشدين السياحيين، ونحو 600 مصري، و مئات السائحين والأجانب المقيمين.


وتزامن تعامد الشمس على قدس أقداس الإله آمون رع في ذكرى يوم ميلاده، في ظاهرة تتكرر مع ما يسمى بالانقلاب الشتوي، الذي يتزامن مع عيد ميلاد الإله «رع» إله الشمس، والذي أقيم معبدالكرنك على محور شمسي تمجيدا له، وتعامدت الشمس في تمام الساعة 06.42 صباحا .


ويأتي تعامد الشمس على قدس أقداس الإله آمون، ليكون ثاني ظاهرة فلكية تاريخية، يشهدها المعبدهذا العام، بعد أن شهد في 21 يونيو الماضي، ظاهرة ما يسمى بالانقلاب الصيفي، حيث جرى رصد غروب الشمس من بين البوابتين الشرقيتين لمعابد الكرنك، ورصد سياح ومهتمون بالفلك وعلوم المصريات الظاهرة، التي لفتت أنظار كثير من الأجانب والمصريين، وهى ظاهرة جرى رصدها أيضا في العام 2012، وتحدث كل ثلاث سنوات.

كما تعامدت الشمس صباح اليوم الأربعاء، على قدس أقداس معبدالملكة حتشبسوت، الذي تعامدت عليه الشمس بزاوية مختلفة عما شهدته معابد الكرنك في يوم مولد الإله أمون رع.


وكان معبدالملكة حتشبسوت، المقام بحضن جبل القرنة التاريخي، في غرب الأقصر، قد شهد في 8 ديسمبر الجاري، تعامد الشمس على مقصورة المعبود آمون رع، داخل قدس أقداس المعبد، وأنارت أشعة الشمس المقصورة الفرعونية المقدسة لمدة عشر دقائق، في حضور أعداد من السياح، الذين أبدوا سعادتهم بحضور ذلك الحدث الفلكي التاريخي النادر.


وأوضح الدكتور مصطفى وزيري مدير عام آثار الأقصر  ، أن هذه الظاهرة تحدث سنويًا على مدى يومي 21 و22 من ديسمبر، حيث تمر الشمس على قدس أقداس الإله آمون بمعابد الكرنك بالبر الشرقى وتتعامد على قدس أقداس معبد حتشبسوت بالبر الغربى في نفس التوقيت الأمر الذي يطرح التساؤل حول ماهية هذه الظاهرة والغرض منها وما قصده بها قدماء الفراعنة.

وأشار " وزيري " ، إلى أن محاور معبدي الكرنك والدير البحري ( حتشبسوت) تتجه ناحية الأفق الذي تشرق منه الشمس في يوم الانقلاب الشتوي، الأمر الذي يؤكد أن قدماء المصريين كانوا على دراية تامة بحركة الأرض حول الشمس أو الحركة الظاهرية للشمس حول الأرض، كما أن معابد الكرنك، ومعبد حتشبسوت يقعان على محور هندسي واحد.

وذكر أن تعامد الشمس على المعابد المصرية القديمة، ليس “محض صدفة”، وأن طرق بناء واجهات المعابد والمقاصير المصرية القديمة تم بناءً على مفاهيم معمارية ودلالات دينية كانت سائدة في مصر الفرعونية، تؤكد على أن بناء المصري القديم لمعابده الدينية تم من وجهة نظر لاهوتية، حيث أقامها ودشنها كبرزخ سماوي يسلكه قرص الشمس مع معبوده ورفقته المقدسين في ترحالهم ما بين العالم السفلي والعالم المرئي، وعليها يتأكد لنا أن كافة المعابد الدينية التي أقامها الفراعنة تتوجه قبلتها نحو مواطن شروق أو ظهيرة أو غروب قرص الشمس سواء بصورة فلكية مباشرة في أيام أعياد بعينها أو بصورة رمزية طبقًا لما ورد في النصوص الدينية، وعلى هذا يتبين صدق مقصد المصري القديم في تدشين ظاهرة تعامد أشعة الشمس على معابده ومقاصيره المقدسة إبان شروق أيام بعينها وهو أمر تؤكده الدلالات اللاهوتية لأشعة الشمس.