أصغر المحميات وأغناها بالنباتات والطيور والصخور النادرة

الساحرة «سالوجا وغزال»..أصل النيل ومسكن «الست المستحية»

«سالوجا وغزال»
«سالوجا وغزال»

لم يسمع كثيرون عن «سالوجا وغزال» التي تقع بمحافظة أسوان ، ولكنها تحظى باهتمام كبير من الباحثين وعشاق رصد الطيور على مستوى العالم .

 تعتبر «سالوجا وغزال» من أهم مسارات هجرة الطيور فى فصل الشتاء، أكثر المحطات التى يتوقفون عندها، وكان من أشهر هؤلاء الذين حضروا إلى أسوان وارتبط عشقهم بها ودفنوا فى رمالها، الإمبراطور اليابانى الأمير الراحل تاكامادو، عندما كان وليا للعهد ، وتخليداً لذكراه أقامت اليابان مركزاً بمحمية «سالوجا وغزال» التى تعد من أجمل المحميات الطبيعية، وأصغرها حجماً.

وكما يقول لنا د. أبو الحجاج نصر الدين، مدير عام المحميات الطبيعية بأسوان فقد جاء اسمها من كلمة «سالوجا» وتعنى الشلال باللغة النوبية، مشيرا إلى أن الكلمة من مقطعين هما «سا» بمعنى منسوب النيل، و«أوجا» بمعنى ضوضاء المياه، أما غزال، فهو اسم لأحد النباتات القديمة، التى كانت تنمو على هذه الجزر،حيث توجد فيها البقية الباقية من نباتات وادى النيل التى ذكرت فى الأساطير القديمة والمرسومة على جدران المعابد المصرية. وفيما يشير إلى أن موقعها يتيح الفرصة لمشاهدة تدفق نهر النيل من الجنوب إلى الشمال كما كان يحدث منذ ملايين السنين،يوضح أن التنوع النباتى بالمحمية مدهش للغاية حيث يعيش فيها أكثر من 120 نوعاً،بينها شجرة «الست المستحية» التى تتميز بالإحساس الشديد وتنكمش أوراقها حينما يلمسها أى شخص كنوع من أنواع الدفاع.

كما يوضح المهندس محمد زكى، باحث بيئى، ان المحمية بمثابة مرحلة الشباب والنضوج لنهر، مشيرا إلى أن عمر الصخور الجرانيتية يعود إلى أكثر من 500 مليون سنة، كما تتميز بوجود ظاهرة الورنيش النهرى وهى لمعان الصخور بشكل واضح وكأنها ملساء وبراقة،كما يلفت إلى أن عدد الطيور فى مصر ما بين 500 إلى 520 نوعاً، ويوجد فى محافظة أسوان وحدها حوالى 230 نوعا من الطيور، بينما يبلغ عدد الطيور التى تم رصدها فى سالوجا وغزال حوالى 138 نوعاً، وتم إنشاء محطة ترقيم الطيور بالتعاون مع الخبرة البولندية فى هذا المجال لدراسة الطيور وذلك منذ عام 2003، وحتى اليوم.