أبوالغيط: مشروع «مرصد التراث المعماري والعمراني» ينقذ آثار المدن العربية

أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية
أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية

قال أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية إن مشروع "مرصد التراث المعماري والعُمراني" هو إسهام عربيٌ مُقدر في مجال حماية التُراث والحفاظ عليه، مشيرًا إلى أن المدينة العربية المُعاصرة هي أحوج ما تكون اليوم لمثل هذه المبادرات من أجل إنقاذ معالمها ومواقعها الأثرية والتاريخية، وحماية هذه المواقع من التعرض لخطر الاندثار سواء بالإهمال والبلادة، أو التعمد والقصد.

وأضاف - خلال كلمته في مؤتمر حول اليوم العالمي حول مشروع مرصد التراث المعماري والعمراني في الدول العربية الذى عقد بمقر الجامعة اليوم، الإثنين 14 نوفمبر: لقد شاهدنا جميعاً بكل الأسى ما حلّ ببعض المواقع الأثرية العربية من تدمير وتخريب على يد عصابات الإرهاب، ورأينا كيف صارت آثارنا الغالية نهباً للهمج واللصوص.

وتابع: إنه من بواعث الألم حقاً أن يأتي بعضٌ ممن ينسبون أنفسهم إلى هذه الأمة، ويقترفون بحق ماضيها وهويتها جرائم تُذكرنا بما جرى لآثارنا في زمن الاستعمار من عملية نهبٍ منظم، لا زالت كُبرى المتاحف العالمية شاهدة عليها، واليوم وبعد ما جرى من سرقة ونهب على يد المُستعمِر، ها هي آثارنا وقد صارت عُرضة للتدمير والتخريب على أراضينا،  وأمام أعيننا.

وأكد أن المدينة العربية لها طابع خاص، هي ليست مدينة ذات تكوين بسيط أو جغرافيا سهلة، كغيرها من المدن المُعاصرة، وإنما هي طبقات فوق طبقات من التاريخ البعيد والقريب، إنها مدينة غنية بكل ما تحمله الكلمة من المعنى، وما من بلدٍ عربي إلا وشهد تمازجَ ثقافات، وتعاقب حضارات يعود بعضها لعصور ما قبل التاريخ.

كما قال أبو الغيط إنه مازالت الكثير من الحواضر العربية تحتضن آثار هذا التاريخ البعيد، سواء في بغداد أو القاهرة أو دمشق أو صنعاء أو غيرها من مدننا الشامخة، بين جنبات تلك المُدن، وفي ميادينها وساحاتها وشوارعها وحاراتها، امتزجت الحضارة الإسلامية وتراثها المعماري الفريد، بالحضارات القديمة وآثارها الباقية، مضيفًا أنه امتزاج استثنائي يكاد ألا يكون له مثيل في العالم، حماية وصيانة هذا الموروث الثقافي المُتراكم والمتداخل، في مُدن يسكنها الملايين من البشر، ويؤمها مئات الآلاف من السائحين كل عام، تُمثل تحدياً كبيراً، وواجباً ومسئولية على الحكومات وكل الفعاليات المُجتمعية والأهلية، فضلاً عن كونها أولوية رئيسية على أجندة العمل العربي المُشترك.