حول ليالي قرطاج السينمائية

إبراهيم لطيف : نسعى للاستقلال عن وزارة الثقافة التونسية الدورة القادمة

إبراهيم لطيف مدير ليالي قرطاج السينمائية
إبراهيم لطيف مدير ليالي قرطاج السينمائية


 وسط  زخم تفاصيل مهرجان قرطاج ما بين ضيوف ونجوم وعروض آثر إبراهيم لطيف مدير مهرجان قرطاج السينمائي أن يفتح قلبه وعقلة ويتحدث لـ بوابة "أخبار اليوم الإلكترونية" عن ليالي قرطاج السينمائية والدورة الـ27 ...لم ينكر الأخطاء التي شابت بعض جوانب المهرجان، و بشجاعة الغيور علي عمله وعد بإصلاح كل السلبيات في الأعوام القادمة.. وكان هذا الحوار:

•    القدر دفع بك إلي قمة مهرجان قرطاج السينمائي و صرت مديرا للياليه بعد ما كنت أحد رجال فريق العمل كيف تري تلك المرحلة وهذه النقلة ؟
عملي بالمهرجان مر بالعديد من المراحل منذ 1990 عندما كنت مسئولا عن ورشة مشاريع "التكميل" والمعنية بمساعدة المخرجين العرب والأفارقة في البحث عن تمويل لكتابة السيناريو، وتطور المشروع وأصبح اليوم يساهم في مراحل المونتاج و المكساج للأعمال الفنية. ومنذ 2002 إلي 2004 عملت على خلق سوق للفيلم بالتعاون مع زميلتي درة أبو شوشة، وأنا في المقام الأول صحفي ومخرج مما ساعدني علي خلق تواصل بنجاح مع الآخرين، ومنذ أكثر من ثلاث سنوات وأنا متفرغ كليا لإدارة المهرجان، و نعمل في المرحلة  القادمة على الاستقلال عن وزارة الثقافة من الناحية التنظيمية و الإدارية .
•    ابتعدت عن الفن من أجل عيون مهرجان قرطاج هل ندمت علي ذلك؟

- دعينا نتفق أولا على أن الفن لا يبتعد عن المهرجان، و كل ما يقال عن نجاح حفل الافتتاح هو فن أيضا، المهم هو المضمون والفلسفة من هذه الاحتفالية الفنية ولا يمكن إقامة مهرجان بدون رؤية فنية ، وفلسفتي الثابتة في ليالي قرطاج السينمائية  أن يكون عربيا وأفريقيا وأصبو إلى أن يتوسع أكثر عن القارة الأفريقية والمنطقة العربية وهو ما حرصت علي تقديمه في هذه الدورة بدايته من عرض سينما العالم وتكريم سينمائيين عالميين مثل عباس كيروستامي ..و إدريسي اودرجو وآخرين.
وأصدقك القول أحيانا أشعر  بالندم علي ابتعادي عن الإخراج ولكن عزائي أنني أقدم رسالة آخري ومشاهدة الأعمال الفنية التي تنتج من الدول الأخرى وهكذا لا أغيب عن الفن بشكل مباشر لأن متابعتي للأعمال الفنية من مشاهدات سينمائية في عامين يساوي ما رأيته طوال عمري، وعملي كمديرا للمهرجان هو شرف كبير لي لاسيما هذه الدورة التي تمثل مرور خمسون عاما علي نشأته.. و في مارس القادم سأقوم بتصوير فيلما جديدا بعنوان "عرسين و ثورة ".

•    رغم نجاح مراسم حفل الافتتاح غير أنه اتسم بطول فقراته هذا من جانب ومن جانب آخر.. قاعة قصر المؤتمرات ليست مهيأة لعروض سينمائية فما تعليقك؟
_ أوافقك الرأي لم أتصور أن يمتد الحفل بهذا الشكل، أما مشكلة قاعة العرض فالدورات السابقة كانت تجرى في قاعة "المسرح البلدي" والمعد خصيصا للعروض السينمائية وهو يخضع في الوقت الراهن للتجديد.

•    هناك مشكلة آخري أن معظم الأفلام المشاركة بالمهرجان ناطقة بالفرنسية أو مترجمة بالفرنسية، كما أن المطبوعات وجداول العروض بلغة واحدة وهي الفرنسية؟
-    كلامك صحيح وهذه النزعة الفرانكفونية مازالت موجودة لدينا، وسوف نحرص في الدورات القادمة على أن تكون الأعمال  المشاركة في المهرجان تحمل لغة آخري بجانب الفرنسية .

•    حرصت في الاحتفال بالعيد الفضي للمهرجان تكريم المخرج العالمي يوسف شاهين لماذا؟
يوسف شاهين هرم سينمائي كبير، آثر علي أجيال كثيرة في تونس وعلي النوادي السينمائية التي تزدهر بها بلدنا، وفخر لنا أن يكون لدينا أكثر من15 نادي سينمائي تحمل اسم يوسف شاهين.  وهذا العام بالتعاون مع جابي خوري نكون أول دولة  تعرض أفلام شاهين بعد أن تم توثيقها وتحويلها إلي ديجيتال للحفاظ علي تراثه السينمائي. بالإضافة إلي إقامة ندوة للحاضر الغائب شاهين يحضرها عدد من النجوم و يديرها الناقد إبراهيم العريس.
•    كيف تري مستقبل مهرجان قرطاج؟
-    سيكون مستقبل المهرجان مشرقا إذا حدث استقلال للمهرجان عن وزارة الثقافة، وإذا بلغ التعنت بين المجتمع المدني والقطاع العام المتمثل في الدولة بدون منح المجتمع المدني كامل الصلاحيات الإدارية والمالية سنبحث الوضع للوصول إلي حلول. لأنه ليس من المنطقي بعد 50 عاما أن يدار المهرجان مثلما بدأ في عهد طاهر الشريعة عام 1966. وعلينا أن نعترف أن النقلة النوعية جاءت مع 2002 في عهد أحمد بهاء الدين عطية.

•    وما هي المشاكل الأخرى التي تقف دون تطوير المهرجان؟
-    لاشك أن من أهم المشاكل التي نقابلها في استمرارية المهرجان بعدما أصبح سنويا وخصوصيته العربية الأفريقية هي تقلص الإنتاج مؤخرا خاصة في أفريقيا السوداء.

•    ما هي الفلسفة التي وضعتها للدورة الخمسون؟
•    كان الهدف الرئيسي أن نحصل علي العروض الأولي للأفلام العربية والأفريقية ونجحنا هذا العام في الحصول علي 18 فيلما عرض أول للمسابقة الرسمية.

•    نجحت في الوقوف علي مسافة واحدة بين الدول العربية والأفريقية المشاركة كيف حققت هذه المعادلة الصعبة؟
-    التوازن كان صعب جدا، واعتمدنا علي دقة اختيار الأفلام ولا أنكر أن كفة الأفلام العربية أكثر من الأفريقية لقلة إنتاج أفريقيا السوداء، وعقب الدورة الخمسون سنعيد دراسة هوية المهرجان و كيف يمكن أن ننفتح أكثر علي عدد أكبر من البلدان.
 
•     السينما التجارية من سمات العصر كيف تتغلب تونس علي تلك الأزمة؟
الجمهور التونسي مثقف سينمائيا نتيجة نوادي السينمائية المنتشرة، ومازال لدينا ما يعرف بدور عرض الحي،و قضية الأفلام التجارية إنها تعتمد على قاعات العرض، وأتمني ألا تدخل تونس قاعات العرض المتعددة الشاشات لأن ورائها شركات أمريكية وفرنسية تجبرك على عرض الأفلام التجارية وتفقدك الهوية، ونحن مازلنا ندافع عن سينما المؤلف و سينما الحي.