وثائق | المدارس الأمريكية في مصر .. عبد الناصر «متطرف» و انتصار إسرائيل في حرب أكتوبر (1-5)

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

◄|  إسرائيل تبادر بالسلام والعرب يرفضون ..  ومنظمة التحرير الفلسطينية «إرهابية»

أمام أطلال «التطبيع الثقافي» بكت إسرائيل على حلمها الضائع بعلاقات شعبية مع المصريين لكن كعادته الاحتلال يلجأ دومًا إلى الطرق الملتوية لبث أكاذيبه بين عقول العرب، مستغلا بوابة التعليم الدولية وتحديدًا المدارس الأمريكية في مصر.

وعلى مدار الأيام القليلة الماضية، تعرت أسطورة الكذب «الأمريكية – الإسرائيلية» حول انتصار إسرائيل في حرب أكتوبر على الجيش المصري، وتدريس تلك المعلومات «الزائفة» بمدارس أجنبية تشرف عليها السفارة الأمريكية بالقاهرة.

في منهج التاريخ للصف «grade 12» ما يعادل الصف الثالث الثانوي، تضمنت تلك المادة فقرات «مغلوطة 100%»   يدرسها الطلاب المصريون عن حرب 6 أكتوبر 1973، والاجتياح الإسرائيلي للبنان، والمقاومة الفلسطينية.

أما المعلومات «الكاذبة» فحددتها بوابة أخبار اليوم من واقع مادة التاريخ المطبوعة:

منهج «إسرائيلي – أمريكي»

وضع القائمون على المنهج في أمريكا شرحًا تفصيليا للأزمة العربية الإسرائيلية من منظور أمريكي إسرائيلي، بدون الأخذ في الاعتبار أن من يتلقون هذه المعلومات هم مصريون داخل مدارس أمريكية على أرض مصر.
   

نكبة 1948.. انتصار
ومن بين المعلومات «المغلوطة» الموجودة بمنهج التاريخ، شرح تفاصيل حرب فلسطين عام 1948، التي انتهت بهزيمة العرب بسبب عدم التنسيق وتضارب الأوامر وبعض الاتفاقيات السرية الخائنة وضعف الجيوش ونفاد الذخيرة، ولم يتم شرحها على أنها نكبة بل وصفت بانتصار 1948.

إسرائيل تبادر بالسلام والعرب يرفضون

وفي المنهج أيضًا ما نصه على: «بعد اتفاقية السلام بين إسرائيل ومصر، بدأت الدول العربية بشن هجمة عنيفة ولجأت للعنف.. وفي لبنان ساهمت منظمة التحرير الفلسطينية في إشعال الحرب الأهلية».. وهذه الكلمات حاول منهج التاريخ المقدم للطلاب المصريين بالمدارس الأمريكية تزييف المجازر الإسرائيلية في لبنان.

منظمة التحرير الفلسطينية «إرهابية»
المنهج نفسه، أطلق على منظمة التحرير الفلسطينية بـ«الإرهابية»، رغم أنها أنشئت عام 1964 عقب صدور قرار من القمة العربية الأولى بتشكيلها، حيث كانت فلسطين ممثلة بالجامعة شكليا منذ تأسيسها عام 1945، وتزايد هذا التمثيل وعظم الاهتمام به بعد نكبة 1948 وما تبعها من إقامة الدولة الإسرائيلي، رغم أن هدف هذه المنظمة هو كيان يتحدث باسم الشعب الفلسطيني.

6 أكتوبر.. حرب يوم الغفران  
الكارثة الأكبر، تسمية المنهج حرب 6 أكتوبر التي تعد نصرًا عظيمًا لمصر بأنها « yom kippur – يوم الغفران»، وهذه الجزئية يدرسها طلاب مصريون أيضًا.  

إسرائيل تستعين بأمريكا لهزيمة العرب
كما يردد الاحتلال دومًا في 1973 أنه نجح في الانتصار على المصريين بحرب أكتوبر، وهنا تضمنت مادة التاريخ فقرة: «قام خليفة عبد الناصر،- الذى وصفته المناهج بـ«المتطرف»-  أنور السادات مع سوريا بشن حرب أخرى على إسرائيل في يوم عيد الغفران، ثم استعانت تل أبيب بأمريكا لهزيمة العرب».. وكل ما سبق منافي للحقائق.

إسرائيل راعية الديمقراطية
بجانب الأخطاء السابقة، تحدث منهج التاريخ المقدم للطلاب المصريين بالمدارس الأمريكية عن أن إسرائيل ساهمت في تأسيس ورعاية الديمقراطية داخل الكنيست الإسرائيلي، حيث سمحت للمواطنين بما فيهم العرب بحق التصويت، وأنها كانت ملتزمة بنظام الحكومات الغربي، والذي كان متميزا عن الحكومات العرب، وهذه أيضا معلومة خاطئة.

«التعليم» تلقي الكرة في ملعب «الخارجية»

أمام الهجوم الذي شنه المصريون على وزارة التعليم، سارع «بشير حسن- المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني» للتأكيد على أن المدرسة الأمريكية التابعة لسفارة أمريكا بمصر لا تخضع لوزارة التعليم وإنما لوزارة الخارجية المصرية.

«بشير» أوضح أنه في حال رصد أي تجاوزات أو مخالفات يتم مخاطبة وزارة الخارجية، والسفير الأمريكي بمعرفة وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، مؤكدًا أن وزارته أرسلت طلبًا للخارجية للرد على ما أثير مؤخرًا من تدريس إحدى المدارس التابعة للسفارة الأمريكية بالقاهرة مواد دراسية تؤكد أن إسرائيل هيّ من انتصرت في حرب أكتوبر وليس مصر.

وتمسك بشير بأن «وزارة التربية والتعليم ليس لها ولاية على هذه المدارس باعتبار أنها تتبع السفارة لأمريكية مباشرة».

«الخارجية»: لا دخل لنا بالقضية

ومع انتقال مدافع الاتهامات لوزارة الخارجية، خرج المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، قائلا: «لا أتصور أن لنا ولاية على المناهج والمواد التي تدرسها المدارس الخاصة للتابعة للسفارة الأمريكية».

أبو زيد أضاف: «سنبحث هذا الموضوع بشكل أكثر تفصيلا وسنعرف حدود المسئوليات المختلفة، ولا أتصور أن لنا دخل بموضوع المناهج وتدريسها وتفاصيلها ولكننا سنرد قريبًا».

المدارس الدولية بلغة الأرقام
وتضع إحصائيات المجموعة الاستشارية للمدارس الدولية لعام 2015، مصر في المركز الثالث عربيًا من حيث عدد المدارس الدولية، بواقع 183 مدرسة بمعدل 2,25 مدرسة لكل مليون نسمة، وتتركز في المدارس التي تعتمد على التدريس باللغة الإنجليزية، بخلاف الألمانية، اليابانية، الفرنسية، الإيطالية، الإسبانية، والروسية.

ويرى البعض أن المدارس الدولية في مصر لها ضرورة في ظل تدهور العملية التعليمية الحكومية، بينما يرى آخرون أنها كارثة ولابد من إلغائها، ليزداد الصداع الناتج عنها في أروقة وزارة التربية والتعليم، وفي ظل وجود مطالبات بتشديد الرقابة عليها لضمان ما يجري داخلها، حتى لا تضيع هوية الطلاب داخلها.

4cfa29224cf97f4f0c007cf40bcb7380

7f26de674f664d03bef589aba82e3524

8ced2784399b502b87e52259be253b34

c33bd327bd5dc34833832e1618f3ffbb