يرويها اللواء نبيل أبو النجا..

في ذكرى انتصارات أكتوبر.. 5 أبطال في مهمة مستحيلة بمضيق «رأس سدر»

رحلة واقعية وليست من نسيج الخيال عرفت باسم «رحلة إلى جهنم» .. أبطالها وضعوا أرواحهم فوق أيديهم، شعارهم «النصر أو الشهادة» .. مكانها خلف خطوط العدو، المهمة المستحيلة هى الوصول إلى عمق العدو وإغلاق مضيق رأس سدر، قطعوا بها مسافة‏ 70 ‏ كيلو مترا يحملون المؤن والذخيرة لكتيبة الصاعقة بالمضيق‏ شرق القناة،‏ إنهم خمسة رجال تمكنوا من تنفيذ المهمة بكل شجاعة من ضمن هؤلاء الأبطال اللواء نبيل أبو النجا من رجال «الصاعقة» التقينا به داخل إحدى قاعات بانوراما 6 اكتوبر يستعيد ذكرياته ويفتخر ببطولات تم فيها دحر وخداع العدو.. سرد لنا تفاصيل الشرارة والتحضير لرد الكرامة ورحلته إلى جهنم.

فى البداية يقول الفدائى أبوالنجا: كنت ضمن إحدى كتائب الصاعقة.. كانت مكلفة بعمل الكمائن للعدو فى الأراضى الجبلية خلف جبل عتاقة «بئر عديب» وفى يوم الخامس من أكتوبر ليلا جاءتنا أوامر بالانتشار الجيد والتمويه مع التحرك نهارا والإظهار للعدو بأننا فى راحة.. وفى الثانية وخمس دقائق فى اليوم التالى شاهدنا طائراتنا تدك المواقع الإسرئيلية شرق القناة.. وبعدها بساعتين تلقى قائد الكتيبة مهمته وكانت تتمثل فى عملية إبرار بالمنطقة الجبلية للمضيق لتنظيم كمائن لتدمير لواء مدرع معادٍ ومنعه من التقدم أو توجيه ضربة إجهاض للجيش الثالث الميدانى.. وإفشال مهمة عناصر المشاة التى عبرت القناة قبل عبور قواتنا المدرعة وأسلحتنا الثقيلة للشرق.. وكانت الأوامر صارمة ان اللواء المدرع الإسرائيلى يجب ألا يعبر أبدا مهما كان الثمن ولن يعبر إلا على جثث رجال الصاعقة..

ويتوقف اللواء أبو النجا قليلا ويقول فى ثانى أيام القتال صدرت الأوامر لوحدات الصاعقة بضرورة تحقيق الاتصال بالعناصر المتواجدة بشرق القناة وجاء اقتراح من العقيد نبيل شكرى قائد قوات الصاعقة بدفع دورية صاعقة لتوصيل المؤن والذخيرة والسلاح وتقوم هذه القوة بعبور القناة والتوغل فى عمق العدو لمسافة 70 كيلومترا حتى مضيق سدر لإيصال الإمدادات إلى القوات.. وتم اختيارى وثلاثة من رجال سلاح الحدود «الهجانة» لنرافق بدويا من قبائل رأس سدر وبمجرد عبورنا كوبرى «الشط» كان فى استقبالنا وابل من نيران العدو، ولم نتمكن من استخدام الكوبرى للعبور ولكن نجحنا فى العبور بطريقة اخرى وبمجرد أن عبرنا انطلقنا كما هو مخطط لنا بمحاذاة الشاطئ الشرقى للقناة متجنبين النقطة القوية للعدو وتجددت النيران من جديد بالدبابات المعادية والصواريخ والطائرات وواصلنا سيرنا حتى تمكنا من إتمام المهمة بنجاح وتحقيق الاتصال بين القيادة العامة وكتيبة الصاعقة بالمضيق.. وصدرت الأوامر بعودتنا ولكن من طريق تبادلى من خلال قلعة الجندى وهضبة التيه أو العجمى حتى لا يأسرنا العدو وخلال رجوعنا سقط احد رجال المهمة من قمة الجبل وكسرت قدمه وحملناه لمسافة طويلة عبر طريق جبلى واستمرت الدورية فى العودة لمسافة تزيد على 170 كم وكنا 3 رجال يحملون2 استشهدا خلال العملية.