المعارضة السورية تغازل إسرائيل بـ«رفات» الجاسوس إيلى كوهين

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

غازلت المعارضة السورية إسرائيل بورقة الجاسوس الإسرائيلي إيلى كوهين، الذي أعدمه النظام السوري ستينيات القرن الماضي، ونقلت صحيفة ها آرتس العبرية تقريراً مصوراً بثته قناة الـ LBC اللبنانية، وقالت فيه إن المعارضة السورية تعتزم تسليم رفات الجاسوس كوهين لذويه في إسرائيل.

ورغم أن الأمر لم يحرك ساكناً لدى المستويات الرسمية في الدولة العبرية، إلا أنه لاقى صدى كبيراً لدى أسرة كوهين، لاسيما أرملته نادية، وشقيقه أفراهام، إذ قالت الأولى في معرض حديثها عن القضية، أنها ستلتقي رئيس الموساد يوسى كوهين، لاستيضاح حقيقة الأمر، وما إذا كانت تلك التقارير حقيقية، أم أنها مجرد مناورة من المعارضة السورية، تستهدف تحريض إسرائيل ضد نظام بشار الأسد، أو ربما مغازلة تل أبيب.

من جانبها ألمحت صحيفة هاآرتس العبرية إلى أن إحدى صفحات التواصل الاجتماعي «فيس بوك» السورية، التي تحمل اسم «ثروات الفن السوري»، كانت نشرت منذ عدة أيام شريط فيديو مدته 40 ثانية، يظهر فيه جمع غفير من السوريين، وهم يلتفون حول الجاسوس الإسرائيلي إيلى كوهين خلال عملية إعدامه فى دمشق، وعندما تقترب الكاميرا التى قامت بعملية التصوير من إيلى كوهين، تظهر لافتة مدون عليها الاتهامات المنسوبة إليه، وفى طليعتها تجسسه على المطبخ السياسي والعسكري السوري في تلك الفترة.

أما شقيق الجاسوس الإسرائيلي أفراهام كوهين، فنقل لموقع «والا» العبرى سخط عائلة كوهين من تجديد الحديث عن آمال إعادة رفات إيلى كوهين، وقال إن السخط يعود إلى إدراك العائلة وهو فى مقدمتهم، أن النزاعات الداخلية بين المعارضة والنظام السوري، هى سبب نشر تلك الإدعاءات.

وأضاف أفراهام: «هناك نزاع قائم بين النظام السورى والمعارضة، إذ أن كلا الطرفين يقتل الآخر، وأنا على قناعة بأن ما يجرى الحديث عنه مجرد شائعات، أو مناورة من المعارضة، فمن المستحيل أن تتعرف المعارضة السورية على رفات شقيقى بعد مرور 51 عاماً من دون التعرف على حامضة النووي، إلا إذا كانت لديهم معلومات موثقة حول مكان قبره».

إيلى كوهين من مواليد 6 ديسمبر 1924 بمدينة الإسكندرية، هاجر مع والده شاؤول وأسرته من مدينة حلب السورية إلى مصر، وتلقى كوهين تعليمه فى المدرسة اليهودية، ثم التحق لدراسة الهندسة في جامعة الإسكندرية، وفى عام 1944 انضم للحركة الصهيونية و«البناؤون الأحرار» عمل، من بين أمور أخرى، على جلب يهود مصر إلى إسرائيل. ووصل إسرائيل وعمره 33 عاما، قبل ثلاث سنوات من تجنّده للجيش، أقام في مستوطنة «بات يام»، وعمل مترجماً للصحف العربية في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، ثم تزوج من نادية، وهى فتاة يهودية عراقية الأصل هاجرت إلى إسرائيل، أما شقيقه الصغير موريس كوهين، فكان أحد كوادر الموساد المتخصصين في فك الشفرات، تجند إيلى كوهين للعمل في صفوف الاستخبارات الإسرائيلية في شهر مايو 1960، ومن ثم انضم إلى وحدة 188 التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية، والتي ضُمت لاحقا إلى جهاز المخابرات الإسرائيلي، وأصبحت وحدة العمليات الخاصة «قيسارية»، التي تحظى بمكانة عالية.

كان كوهين من أبرز الجواسيس الإسرائيليين، الذين عملوا فى سوريا وفى الدول العربية، ووصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال حرب «الأيام الستة» 1967 ليفى أشكول بأنه «عمل أفضل من مئات الجنود الإسرائيليين، وقدم معلومات لا تقدر بثمن عن القيادة السياسية والعسكرية السورية ساهمت في انتصار إسرائيل في تلك الحرب».

وتم اختيار كوهين ليكون «مقاتلا في دمشق»، وكان اسمه في سوريا كامل أمين ثابت. تلقى تدريبات على المتابعة والهروب، التصوير، تدريبات لتعزيز الذاكرة، نقل الرسائل، الاستيعاب، التشفير والتحليل، واجتاز تدريبا قصيرا في مجال المواد المتفجرة.

وتعلم كوهين أيضا تلاوة آيات القرآن أيضا، درس معلومات عن سوريا، حسن لهجته، وأطلق شاربه بشكل خاص لينخرط بين السكان السوريين المحليين. وقد أرسِلَ إلى الأرجنتين كجزء من الوظيفة التى كان يتعين عليه القيام بها، حيث عمل كتاجر عربى سوري، قادم من المهجر. فى أوائل عام 1962، انتقل إلى دمشق. ولكن أخبر عائلته أنه يعمل فى أوروبا، وعاش كوهين على مدى ثلاث سنوات فى قلب النظام السوري، حتى انكشف سره.