باحث امريكي يجيب: لماذا تعتبر القاهرة دعوات واشنطن للاصلاح السياسي تقوض امنها الداخلي؟

اريك تريجر
اريك تريجر

 

باحث امريكي يجيب:

لماذا تعتبر القاهرة دعوات واشنطن للاصلاح السياسي تقوض امنها الداخلي؟

اريك تريجر: قمع الحكومة للاخوان منع عودة المصريين المقاتلين في سوريا الى بلادهم

 

 

قال اريك تريجر الباحث الأمريكي بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى انه بعد الاطاحة بالرئيس الاخواني محمد مرسي في يوليو ٢٠١٣ ابدى الكثير من المحللين مخاوفهم من ان يشعل قمع الحكومة للاسلاميين تمردا داخليا, الا ان هذا السيناريو لم يتحقق.

فقد اعتقلت قوات الامن الكثير من شباب الاخوان المسئولين عن هجمات استهدفت البنية التحتية للدولة.. وقال تريجر انه بينما اطلقت الجماعة دعوة في يناير ٢٠١٥ ل”جهاد عنيد وطويل” ظهرت توترات في التنظيم ادت الى تقسيمه واضعافه.. ونقل تريجر عن مسئول امني قوله “لم نسمع الكثير عنهم الآن.. الاخوان يسببون بعض المشاكل لكنهم لم يحققوا اي نتيجة مما يفعلون”.  

ونقل تريجر عن تقرير مفصل نشره موقع “اضاءات” ان بين ٦٠٠الى ٧٠٠ مصري معظمهم من جماعة الاخوان انضموا الى “جبهة النصرة” المتفرعة من القاعدة وان نحو ٢٠٠٠ من المصريين انضموا الى تنظيم “داعش” بهدف التدريب على القتال في سوريا والعودة ل”الجهاد” ضد نظام السيسي”.

وقال تريجر في تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” ان بعض المنتميين للاخوان في مصر دفعوا اتباعهم للهجرة لدعم الجهاديين في سوريا حتى قبل الاطاحة بمرسي.. في مايو ٢٠١٣ على سبيل المثال دعا الاخواني يوسف القرضاوي, الذي وصفه بصاحب النفوذ الكبير في فكر الجماعة, السنة الى الانضمام للقتال في سوريا.. وفي الشهر التالي اعلن مكتب مرسي في منصبه الجديد كرئيس لمصر انه لن يتم محاكمة المصريين العائدين من سوريا وفي وقت لاحق نظم مرسي حشدا في استاد القاهرة دعا خلاله رجال دين متطرفين الى الجهاد في سوريا.

ونقل تريجر عن موقع “اضاءات” ثلاثة اسباب عملت على مضاعفة عدد المصريين المقاتلين في سوريا بعد الاطاحة بالرئيس مرسي.. اولا: القمع الذي تمارسه الحكومة المصرية ضد الاسلاميين مما اقنع شباب الاخوان بتبني العنف كخيار وحيد.. ثانيا: حالة الارتباك التي اصابت القيادة الهرمية للجماعة.. ثالثا: ان بعض شباب الاخوان قضوا بعض الوقت في السجن وتم تلقينهم خلالها بأفكار من قبل نزلاء جهاديين.  

ويبدو ان مئات المصريين ينضمون للجهاديين السوريين عبر السودان وتركيا بحسب مهربين تحدثوا لمحرري موقع “اضاءات”.

واختتم تريجر تقريره بأن قمع الحكومة المصرية ساهم في تطرف الاخوان الا انه ايضا ردع الكثير من المقاتلين المصريين في سوريا من العودة الى بلادهم.. واستشهد بحديث احد المهربين لموقع “اضاءات” ان الكثير من المقاتلين الذين يدخلون الى سوريا يريدون العودة لكن لاسبيل الى ذلك, مشيرا الى ان الوضع في مصر لا يسمح بحمل السلاح وان من عادوا للعمل في مصر انتهى بهم المطاف للاعتقال”.

وقال تريجر انه لهذا السبب يبقى من غير المرجح ان تتخلى الحكومة عن القمع ضد الاخوان واسلاميين آخرين في القريب العاجل.. كما انه لهذا السبب تعتبر حكومة الرئيس السيسي ان دعوات واشنطن للاصلاح السياسي في مصر تقوض امنها الداخلي.