نهار

.. أتفق يقيناً مع الأستاذ جلال دويدارعلى تدهور الأداء الإعلامي، وفقدان الكفاءة والمهنية والإحساس بالمسئولية (خاصة الإعلام المرئي) وأتفق معه يقيناً على ضرورة وضع ضوابط صارمة، ولوائح تصوب المسار والأداء...لكننى أختلف معه فى المثال الذى أشار إليه، كنموذج للمعالجة الإعلامية غير المسئولة، مشيرا إلى تناول الإعلام اختيار المهندس عاطف عبد الحميد محافظا للقاهرة بمنهجية تحترف التشهير بالشرفاء...واختلافى ليس لأننى واحدة من الذين إنتقدوا اختيارالحكومة للمحافظ..ولكن لأن السؤال الإعلامى فى هذه الموضوع تحديدا، كان سؤالا مشروعا وضروريا (لا يدخل فى باب التشهير ولا الإساءة)...حيث السؤال عن معاييراختيار الوزراء والمحافظين والمسئولين والقيادات أمر واجب وضروري..!! كما أن السؤال عن دورالأجهزة الرقابية فى دعم اختيارات الحكومة، ومساعدتها على تحقيق الشفافية، والاختيار المناسب للقيادات والمسئولين، هو أيضا أمر وواجب وضروري..!!
ثم إن التوقف أمام اختيار المهندس عاطف عبد الحميد محافظا للقاهرة،رغم التحقيق معه قبل عامين، واتهامه بمخالفات مالية ونشر الصحف لتفاصيل الاتهام..دون أن يقوم أحد بالرد أو التصحيح، أو إعلان البراءة طوال عامين كاملين..هو أيضا سؤال مشروع.. فلماذا يخرج بيان من جهاز الكسب غير المشروع اليوم، ولم يصدر من قبل أى بيانات تبرئه أو نفى تسديد المبالغ المخالفة.. لماذا يأتى اليوم،وبعد عامين كاملين من الاتهام، ليعلن حفظ البلاغ ؟ كما أن حفظ البلاغ ليس صيغة براءة، أوعلى الاقل هو صيغة تسمح بالمزيد من الأسئلة..
المطالبة بالشفافية ليس عدوانا..والوضوح ليس جريمة!