كــــــــوابيس الذاكــــــرة

دموع الكلام

في نهاية المساء أوت الي حجرتها الباردة .

خلعت القناع في ارهاق . وامتدت أناملها الرقيقة الي مفكرة يومياتها الزرقاء . وكتبت تقول له :

لم يحدث شيء . إلا مذاقا لذيذا للوجع الذي يعبر روحي اليوم . ويعابثني كطفل شقي ألقاه في نهاية يوم مرهق . هووجع افتقادي لك طوال اليومين الماضيين . ورغم الافتقاد أعرف واصدق أن وجودك قريب من روحي . مثل حلم لا أتذكره غالباً مع فناجين قهوة الصباح .

لكني لست امراة حمقاء لدرجة الاستمرار في حلم بعد أن أستيقظ من النوم . أحياناً أحاول ارغام نفسي علي العودة الي النوم . حتي أستمر في الحلم . استعيده . لكني في النهاية ادرك أن صناعة الأحلام مستحيلة ! وأنت لي .. حلم .

الأحلام قد تسعدني . وقد تفزعني . لكنها بالتأكيد تزيد من حيرتي . وتؤثر علي خطواتي القادمة. واقول لنفسي أنه من غير المسموح لك أن تكون في عمري سبباً آخر للوجع . وأن الأحلام لا تؤلم إذا ظهرت الشمس وجري النهار !

لكني مازلت أفكر بك . واتذكرك رغمي . أموت شوقاً اليك . فأبحث عنك ولا أجدك . ثم أجدك. لاكتشف كم هو سريع فقدك . في مجرد المسافة بين الظلام والشروق .. ثم ترحل !

ثم تسلمني الي وجعي بك . وكأنني مجرد امرأة ما . موجودة هنا لأنها قادرة علي الفقد. افقد نفسي فيك . أفقدك حال وجودك . وأنت لا تفهم الفارق بين كوني امرأة قدرية . من ليلة صدفة . أصدق أن القدر لعبة أكبر منا جميعاً . يمنح الشيء مرة واحدة لشخص واحد . ثم يرحل. وأنا شيء وشخص . لكنك الرجل الحلم الذي يؤلمني . وأنا امرأة ببساطة لا تملك سوي القدرة علي ممارسة الحلم .

ماذا أريد ؟ أريدك أن تخرج من حلمي . أن تعيدني الي مدينة كوابيس الذاكرة . هي كل ما أملك . كل ماأصدق . لم أعد قادرة علي القبول بالوجع . أوعلي أن القاك صدفة كلما استيقظت . في لقاء صدفة جديد . تتركني بعده وترحل!