الحياة إرادة

إنهم يعبثون

أحتار كثيرا فى فهم بعض القرارات الوزارية التى لا تعتمد على منطق يبررها ولا دراسات أو أسباب مقنعة،من بين هذه القرارات العجيبة ما نشرته الصحف عن اتفاق وزارة الأوقاف مع مشايخ الطرق الصوفية على تنقية الموالد.. ليس من الخرافات ولاالتمسح بحجارة الأضرحة ولا الاعتقادات الجاهلية الخاطئة بأن أصحاب الأضرحة سيقربون مريديهم إلى الله زلفى وأنهم قادرون على شفاء الأمراض وزيادة الرزق.. وإنما التطهير الذى قصدته الأوقاف هو كما نشر فى الصحف تطهيرها من المراجيح «أى والله» من المراجيح وبنادق البمب التى يلهو بها الأطفال ومدفع القطار الحديدى الذى يمارسه الكبار لاختبار قواهم البدنية؟! ثم هذا القرار العجيب والغريب بأن تكون خطبة الجمعة موحدة فى جميع المساجد وبشرط قراءتها من ورقة، وقد فعلها وزير الأوقاف ليكون قدوة وللتأكيد على محاسبة من يخالف التعليمات، وقد شكا لى أحد الأئمة من أنه تلقى تعليمات بأن تكون صلاة العيد فى المساجد بمنطقته لعدم تخصيص ساحات بها ولكنه فوجئ بسكان قريتين يتجمعون فى أرض خلاء أمام الجمعية الزراعية ويصرون على صلاة العيد فيها وأنه اتصل برئاسته طالبا المشورة فشددوا عليه بعدم إلقاء الخطبة فى الساحة وقالوا له صلى فى المسجد وحدك وألقى الخطبة على العمال والمؤذن وإياك ان تخالف؟! يا سادة..ما هكذا تدار أمور الدين ولا تعالج مشاكل التطرف أو التشدد.
 ومع احترامى لكل الآراء والمبررات، ما يحدث أمر شاذ ويتنافى تماما مع الدعوة إلى تجديد الخطاب الدينى بل هو لغو وعبث فالوعى الدينى يحتاج إلى فصاحة وفطنة وذكاء والخطابة تحتاج إلى موهبة وفصاحة وليس شهادة تخرج أو وظيفة فى الأوقاف. وإنى لأسال مصدرى تلك القرارت هل قرأ وفهم أحدكم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم» ما من مولود إلا ويولد على الفطرة وأبواه يهودانه أو ينصرانه أويمجسانه» أى ان الغرس يبدأ من المهد ثم ينتقل إلى مرحلة التدبر والتأمل والتثقيف وهذه تحتاج إلى خطباء فصحاء أمناء وهؤلاء لا يمكن توفيرهم من خلال مسابقات تعيين الأئمة من خلال وزارة الأوقاف،وهل قرأ وتدبر أحدكم قول المولى عز وجل فى كتابه الكريم فى سورة القصص»وأخى هارون هو أفصح منى لسانا فأرسله معى ردءا يصدقنى إنى أخاف أن يكذبون» فموسى النبى عندما أراد أن يقيم حجته بحث عن من هو أفصح لسانا ولم يبحث عن خريج كلية دعوة أو شريعة أو أصول الدين.