علم وعلماء

زويل .. رحلة عبر الزمن

إلي مصر : لقد أنرت شعلة الحضارة منذ مهدك فأنت أهل لمستقبل يضارع عراقة ماضيك، فلتكن رحلتي هذه شمعة تضيء الأمل لشبابك «،بهذا الاهداء يستهل العالم المصري الدكتور أحمد زويل مؤلفه رحلة عبر الزمن

واليوم تودع مصرابنا من أبنائها،وتفتخر بأول عربي يفوز بجائزة نوبل في العلوم،ورحلة العالم المصري تمربالعديد من المحطات الشخصية والعلمية من الطفولة حتي الجامعة إلي نوبل وكيفية الاكتشافات العلمية وعالم الفيمتو ثانية،واهمية العلوم وتكنولوجيا المادة،ثم رؤيته الشخصية للمستقبل لعالم الذين لايملكون،ورؤيته لمستقبل العلم في مصر.

أن شباب مصر بحاجة إلي معرفة أهم الدروس المستفادة من رحلة زويل عبرالزمن والتي اتصورأنها تمثل لهم جرعة تعليمية وثقافية وعلمية واجتماعية :

الدرس الاول :عشقه للعلم والعمل،وهودرس لابد أن يتعلمه كل انسان منذ الصغر،فقد كان زويل عاشقا للعلم من خلال استغلال أجازته الصيفية في دراسة واستذكار مقررات العام المقبل في مرحلة التعليم قبل الجامعي،وكان ينتظر بشغف ولهفة العودة إلي المدرسة والدراسة، فضلا عن اتجاهه الفطري نحو حب ودراسة المواد العلمية مثل الفيزياء والرياضيات،وفي هذا السياق استشهدت وكالة الاسيوشيتدبرس الامريكية بمقولته القديمه للتدليل علي حبه للعلم «أن والدته كانت تخشي أن يحرق المنزل عندما كان يقوم بالتجارب العلمية وكان يحلم من الصغر ان يكون عالما».

الدرس الثاني :الايمان بالقدرة علي النجاح،وليعي الشباب أن أحمد زويل لم يكن طريقه في الحياة سهلا ميسورا،فقد تخطي الكثير من العقبات،وكانت البيروقراطية أحد هذه المعوقات، ولكن بالارادة والصبر حقق النبوغ والتفوق، مؤمنا بالقدرة علي النجاح،وكان ينقل لطلابه من الباحثين خبراته وتجاربه العلمية والحياتية،داعيا إلي تنمية الفكرالابداعي والتميز الفكري والتفرد من خلال ان يكون لك بصمة تختلف عن الاخر وتجعلك شخصا متميزا علما وفكرا ووجدانا وسلوكا

الدرس الثالث :القدوة والاستفادة من العباقرة، وقد شدني في رحلة زويل ان الانسان لكي يواصل رحلة التقدم والنجاح لابد أن يتعلم من الرواد والعباقرة والمبدعين،وان يحذوا حذوهم، حيث تعلم اسحاق نيوتن من جاليليو وغيره من كبار العلماء ممن سبقوه، مما مكنه أن يواصل نجاحه وتقدمه، وهكذا بدأ زويل يبحث في تاريخ العلم، ويقرأعن تاريخ العلماء والمشاهير وانجازاتهم العلمية، وأدرك أن بحورالعلم ليس لها حدود

الدرس الرابع : التكريس لثقافة الانتاج والبعد عن ثقافة الاستهلاك التي تعفي الانسان من التفكير واعمال العقل،مما يتطلب تخفيض نسبة البيروقراطية إلي الحد الأدني حتي لاتكون عائقا امام حرية الفكر والابداع، والبعد عن النميمه خاصة من يتحدثون ويحاربون الاشخاص الناجحين، فضلا عن مطالبته بتقدير الانجازات التي يحققها العلماء المصريون من خلال الدعم المعنوي والمادي لاصحابها وإظهار أعمالهم عبر وسائل الاعلام التي لاتخاطب الاعلام الخارجي

الدرس الخامس : التعاون والانخراط في العمل الجماعي،وقد ظهر ذلك من خلال شرح زويل الدروس والمسائل الرياضية الصعبة والفيزيائية التي كان مولعا بها لزملائه اثناء حياته المدرسية والجامعية، وقد اثر ذلك في تكوينه الفكري والعلمي وظهر من خلال بحوثه الجماعية ومع زملائه وتلاميذه من الباحثين، فاصبح منخرطا في العمل الجماعي، داعيا المصريين إلي العمل في فريق،موجها رسالة إلي كل مؤسسة وكل جامعة وكل عالم مصري بتطبيق منهج العمل في فريق والعمل الجماعي ليضعنا في قمة العالم،ويمكن لمصر بطاقات شبابها وبخبرات وكفاءات رجالها ونسائها تصبح قيادة في هذا المجال

الدرس السادس: مساعدة الذين لايملكون،لإيمانه بان عالم الذين يملكون يجب أن يساعدوا الذين لايملكون لنصبح جزءا من دولة متحضرة، حيث هناك انحياز في توزيع الثروة في عالمنا الحاضر فنجد 20%من سكان العالم يعيشون في الدول المتقدمة ويتمتعون بالتقدم،والفجوة واسعة بينهم وبين من يعيشون في الدول النامية،داعيا الدول الغنية ان تقدم العون للدول الفقيرة من خلال البعد الاخلاقي، بان يكون جيران العالم كرماء مثل مايحدث علي المستوي الشخصي،فكل منا يحاول مساعدة المحتاج، خاصة ان رخاء الدول المتقدمة يخضع للموارد الطبيعية القادمة من العالم النامي، موجها رسالته للدول النامية بترتيب البيت من الداخل،علي ان تعترف الدول المتقدمة بالتبادل التاريخي،خاصة ان الحضارة الاسلامية ساهمت في نهضة اوربا وكانت قوة اقتصادية،واليوم العالم الاسلامي يحتاج مساعدة تبادل ثروات التاريخ من قبل أمريكا وأوربا واليابان

الدرس السابع: الاهتمام بالعلم والتكنولوجيا،وكان لاختراعه الميكرسكوب الذي يقوم بتصويرأشعة الليزر والطيف في زمن مقداره فيمتو ثانية صدي عالمي،بالاضافة إلي تجاربه وبحوثه التي استفاد منها عدد غير قليل من شباب مصرمن خلال مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا،التي تجذب الطلاب الموهوبين والتي تمثل علامة بارزة علي نبوغه ووطنيته، وتمثل حافزا للشباب باستكمال مسيرته تخليدا» لذكراه واستمرارا» لعلمه.

وختاما يقول زويل : «أن مولدي في مصر لم يكن عائقا أبدا بيني وبين نجاحي علميا، فمصر قد غرست البذوربالطريقة الصحيحة»

عميدة كلية البنات جامعة عين شمس (سابقا)