بس لحظة

وداعا .. ابن مصر العبقري

خسارتنا الفادحة والمفاجأة المفجعة التي نزلت علينا كالصاعقة أكبر بكثير من الكتابة. عن فقدنا لرمز من رموز مصر بل العالم كله عالمنا الجليل الدكتور أحمد زويل رحمه الله. كان الأول في الحصول علي جائزة نوبل للكيمياء في مصر والأول أيضا بأعلي درجات الحب في قلوب كل المصريين. فهذه الشخصية لن تتكرر رجل في قمة الأخلاق والأدب والتواضع والثقافة والأمانة والاخلاص متدين معتز وفخور بجنسيته المصرية. ولم يكن ابن مصر البار النابغة بخيلا بعلمه أبدا بل كان حريصا علي نقل علومه وأبحاثه في مجال الكيمياء والفيزياء إلي أبناء مصر ليحصلوا علي خلاصة خبرته لتكون منارة لهم في عملهم ومستقبلهم. أخلص لمصر.. فأخلصت له ولم تنس ابنها بل كرمته بمنحه وسام الاستحقاق من الطبقة الأولي ثم قلادة النيل العظمي وهي أرفع الأوسمة المصرية. كما حصل د.زويل علي العديد من الأوسمة والجوائز العالمية التي بلغت حوالي 21 جائزة دولية ومنحته جامعة الإسكندرية الدكتوراه الفخرية وكان من أبرز الشخصيات وأهم علماء الليزر في الولايات المتحدة والعالم كله، أنشأ مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا والتي كانت أكبر نبراسا علي وطنيته كان الملهم والإنسان والعالم والأستاذ لتلاميذه من ملايين الباحثين العرب والأجانب، كانت الابتسامة لا تفارق وجهه البشوش المتفائل، يحتضن كل أبناء وطنه ويدعمهم بكل علمه وتميزه وقدراته، كان فخرا لكل مصري وعربي رفع اسم مصر عاليا بين كل علماء العالم. لم يكن متفردا ومتفوقا في علمه فقط بل في حب جميع المصريين كان عاشقا لتراب مصر وحتي في آخر وصاياه كان طلبه بان يكون مقره ومحطته الأخيرة في مصر.

أدعو الله أن يكون علمه في ميزان حسناته وأن يتغمده الله بواسع رحمته وينزل علي أسرته وجميع المصريين جميل الصبر والإيمان.