من الصدمة إلي الفرحة في أجواء المؤامرة
نقطه نظام
الأحد، 31 يوليه 2016 - 04:40 ص
سبحان الله والحمد لله.. في الوقت الذي كنا نعاني فيه من صدمة إيهاب عبدالرحمن يعوضنا الله تعالي بفرحة لعبير عبدالرحمن.. بين ابن عبدالرحمن وابنة عبدالرحمن عاشت الرياضة المصرية حالة جدلية وحكايات وهمية عن مؤامرة لولبية جذورها الجهل وثمارها العناد الذي يجتاح البلاد ويفسد العلاقة بين العباد.
ابن عبدالرحمن وابنة عبدالرحمن
كنا قبل أيام في ذهول من خروج البطل العالمي إيهاب عبدالرحمن، رامي الرمح المصري من صفوف الأمل التي كانت تسير نحو الأولمبياد وهي تجر خلفها أحلام المصريين في تحقيق ميداليات تضاف إلي سجلات الإنجازات الرياضية.
سقط إيهاب عبدالرحمن في شباك المنشطات ولم يفلح أحد في تخليصه من هذه الشباك التي لا تقود إلا للهلاك، انكسر رمحه الذي يلمع في سماء البطولات العالمية ولكنه لم يستمر بريقه في الدورة الأوليمبية التي كانت كل أمله.
ونسي الجميع أن إيهاب تناول مواد محظورة وراحوا يبحثون في جنبات الصورة عن من يلقون عليه باللوم ويخلعون عليه الاتهامات من غير الفاعلين الأصليين مستخدمين نفس شعارات الاتهامات الجوفاء التي كانت مصدر البلاء في كل ميادين مصر منذ سنوات.
أوهام وخلافات واتهامات
اعترف إيهاب عبدالرحمن أمل المصريين أنه تناول المكملات الغذائية بدون إدراك منه لخطورتها وهو معذور ولكن في ظل وجود من يسميه المستشار العلمي له والجهاز الفني فإن الأمر يستدعي التحقيق في كيفية التعامل بإهمال واستهانة بكل ما أنفقته مصر علي إعداد هذا البطل الذي كان يمثل الأمل فأصبح سراب.
كانت الصدمة وعدم المعرفة بالمنشطات سبباً في الحديث عن مؤامرات، ودارت الحكايات والروايات عن أن المنشطات ما هي إلا مؤامرات تنبضها قيادات رياضية لقيادات أخري بينها خلافات وأنه من دون أن تكون هناك أية معلومات عن نظام الكشف عن المنشطات.
أول مصرية أولمبية
وبينما كان البعض يذهب إلي أن المنشطات سلاح يستخدمه المسئولون في الخلافات وتصفية الحسابات إذا بالمنشطات تأتي بالفرحة مع نصرة لامرأة مصرية تضيف إلي رصيد المصريين ميدالية أولمبية فضية من 4 سنوات لتصبح عبير عبدالرحمن أول مصرية تحصل علي ميدالية في الأولمبياد بيد المنشطات التي أزاحت 3 لاعبات كن قد سبقن عبير التي كانت مع نهاية منافسات رفع الأثقال في وزن 75 كيلو لتجد عبير أنها قد أصبحت الثانية في وزنها بعد أن كانت الخامسة وتحصل علي الفضية لتكون أول امرأة في تاريخ الرياضة المصرية تحصل علي ميدالية أولمبية.
الفارق بين المنشطات
أين مؤامرات المنشطات التي منحتنا مجداً رياضياً كبيراً وعظيماً.. أليست هي نفسها التي منعت إيهاب من المنافسة علي ميداليات رمي الرمح في الأولمبياد المقبل؟!
الفارق بين ميدالية عبير التي أصبحت مؤكدة، واحتمالية فوز إيهاب بميدالية هو الفارق بين الانضباط والأوهام.
لقد عاشت عبير في رحلة كفاح مع الرياضة.. احتضنتها المؤسسة العسكرية من خلال ناديها في الإسكندرية، وظلت علي مدي سنوات طوال تعدها وقدمتها للمنتخبات الوطنية لاعبة رياضية لا تتناول منشطات ولا مكملات ولا تكون أداة في خلافات أو لتحقيق أهداف لمسئول يريد أن يظهر علي الساحة علي حساب اللاعبين.
الانتصار النظيف للمصرية
خسرت عبير في حسابات الرفعات للحديد، ولكن في حسابات المنافسات النظيفة بعيداً عن المساعدات المحرمة التي تلوث المنافسة كان لعبير الانتصار الكبير وأصبح من حقها الفضية لتتوج كامرأة مصرية تسجل اسمها بحروف ذهبية في تاريخنا الرياضي.
وبينما الشارع والإعلام الرياضي يدور في فلك الصدمة والمؤامرة، كانت دار أخبار اليوم تقف كعادتها علي أقدام صلبة ترفع من قيمة القدوة وترتبط بأبناء الشعب المصري.. سارعت إلي استضافة البطلة المصرية التاريخية التي حملت الفضية لتقدمها إلي الملايين من قرائها، وتؤكد أن الرياضة لها التقدير وأن كل سيدات مصر اللاتي تمثلهن عبير من حقهن أن يفخرن بأن بلدهن أنجت امرأة حصدت ميدالية أولمبية ولو بعد حين.
سطور في صفحة التاريخ
من هذا المنطلق كانت دار أخبار اليوم تستضيف وتكرم البطلة المصرية عبير صاحبة فضية رفع الأثقال في أولمبياد لندن 2012 حيث حرص الكاتب الصحفي ياسر رزق رئيس مجلس إدارة الدار الصحفية العملاقة ورئيس تحرير الأخبار صحيفة المصريين، علي استقبال عبير في مكتبه ومعها زوجها الرباع محمد سلطان وطفلها سيف، لتسليمها درع أخبار اليوم في تقدير كبير من المؤسسة الصحفية الوطنية إلي البطلة الرياضية الأولمبية.
وفي حضور بعض أفراد أسرة تحرير أخبار الرياضة، والزميل الصحفي الشهير رضوان الزياتي عضو مجلس النواب، وممدوح الشناوي المدير التنفيذي للجنة الأولمبية المصرية وممثلاً لكل أعضاء اللجنة وعلي رأسها المهندس هشام حطب في هذا التكريم والتقدير.
عبير بشرة خير
كانت سعادة عبير بميداليتها وتقدير أخبار اليوم، تأكيداً علي أن العطاء والإخلاص والحرص علي تحقيق الانتصار يؤتي ثماره ولو بعد حين.
وبهذا تفتح أخبار اليوم بتكريم عبير صفحة من صفحات الأمل لكل بطلة وبطل يحرص علي أداء مهمته ويحمل آمال الملايين ألا يكون أداة في يد مسئولين لتصفية حسابات أو إشعال فتن وخلافات، لأن في النهاية لن يجني إلا الندامة.
أما من يضع أمامه هدف التتويج بدون أي طرق ملتوية يصل إلي هدفه ويسعد الملايين.. أصبحت عبير بشرة خير لكل الرياضيين المشاركين في أولمبياد ريودي جانيرو.
الكلمات الدالة :