خاطرة

رســالتان

إلي الفنان الكبير (عادل إمام)

بقدر محبتي وتقديري له حين تعرفت علي بدايته المبشرة منذ عقود.. وحتي بزغ نجمه وشهدنا تطوراً عظيماً بأعمال ستظل باقية في الذاكرة بنفس القدر من المحبة أتوجه إليه حرصاً علي صرح صار ملكا للجمهور -الجمهور الذي منحه لقب (الزعيم) ولم يمنحه لنفسه - فأقول له: أعطيت موهبة فريدة.. ومنحت معها بسخاء رباني قبولاً ومحبة بلا حدود في قلوب الناس.. فلم تستهين الآن بذلك؟!.. لم تفرط في تلك النعمة الكبري؟ لتلقي إلينا الموسم تلو الآخر بما لا يليق بتاريخك؟ أتراك تعتمد علي أنك صرت الزعيم واستقر الأمر علي ذلك.

مهما كانت قيمة ما صرت تقدمه للجمهور.. إذ يكفي في نظرك أنك الزعيم الذي يعشق طلته الجمهور.. وهذا منطق معيب ورهان غير مضمون.. فلم هذه الاستهانة؟ أو ربما تري.. فيذلك ما يرضي الناس. مهما كانت تلك الاطلالة لا تحمل أي قيمة حقيقية ومهما كانت بلا إضافة لرصيدك بل هو دوران في فلك المكرر والسطحي وأحياناً المراوغ «باشباح أو نصابين هلامية لا سند لها.. فيما تقدم حتي القدرة علي الإضحاك ولو لمجرد الضحك..!

أين هي مما تقدمه الآن.. وضحكات كنت تفجرها حتي تدمع معها العيون أو ينفطر لها القلب بضحك مرير كالبكاء حين يمس الأوجاع بتلقائية عجيبة وصدق!! أنا واحد ممن يحترمون إصرارك علي الاستمرار رغم مشقة ذلك عليك الآن.. ولكن.. ما معني الاستمرار إذا افتقد إلي ما كنت تقدمه من إبداع.. ما معناه إذا تغافل عن مسئوليتك تجاه جمهور مازال يحبك ومازالت لديه آلامه وآماله التي سبق أن احتضنتها قديماً!.. وأذكر أنك تملك الآن أن تؤثر بالإيجاب ـ إن  اردت - علي الواقع الفني المختل المعتل. آمل أن تتقبل مني ما بحت به بصدر رحب.. فلعلك تري فيه خيراً.. وربما تري أن واقع الحال فوق قدرتي علي الفهم.. وليس في الإمكان أبدع مما هو كائن!

- إلي الفنانة الكبيرة (يسرا):

- أعتقد أن دورك في مسلسل (فوق مستوي الشبهات) يثير تساؤلاً هاماً: ما الذي أعاد ليسرا بدور (رحمة) هذا.. بريقاً كنا قد افتقدناه منذ سنوات وتوهجاً في الحضور منذ الوهلة الأولي وحتي النهاية؟؟ سؤال اطرحه أمام الجميع.. وربما من المناسب طرحه بعد رسالتي إلي الزعيم.

- الإجابة باختصار شديد أن الفنانة يسرا نظرت خلفها بقلق وشجاعة.. واتخذت قرار التغيير!

لقد اعتاد إنتاج الفيديو منذ سيطرة أبطال الأعمال والخضوع لأباطرة الإعلانات علي اختيار أدوار البطولة بحيث تكون من النماذج الإيجابية الخيرة والمثالية حتي لو لم يكن لها وجود في الواقع ومهما كانت التناقضات في العمل أو مع الواقع.. متصورين أن ذلك يبقي علي تعلق الجمهور بأبطاله أو بطلاته.. وهذا وهم.. سقطت فيه يسرا لأكثر من موسم ومع ضعف وفتور نتائج هذه الأعمال ونسيان الجمهور لها سريعاً.. أدركت يسرا أن عليها أن تكسر هذا الوهم.. وتقدم علي تغيير اختياراتها فكان اختيارها لدور (رحمة) في مسلسل (فوق مستوي الشبهات).. شخصية غير سوية وشرها مستطير.. وإن ساور يسرا بعض الخوف من المغامرة

 حسب تصريحاتها خوفاً من كراهية الجمهور لها.. ولكنها فوجئت كما فوجيء الجمهور بحماس شديد للعمل ولها لبلوغ يسرا لمراحل عليا في المصداقية وتوهج الأداء.. والتفوق بشكل غير مسبوق!

- هذا هو محور نجاح هذا العمل - الإقدام الشجاع علي التغيير.. ولكن ألا من دور للنص في هذا النجاح؟.. بالتأكيد له دور.. وإن اعتمد النص علي كاتبين لكنهما باختار يسرا - وربما باتفاق معها ومع المخرج أو بهدي من الله - لم يخوضا معمعة تكاثر الخطوط والأفرع والنتوءات!.. بل جعلا من الشخصية سنداً وهادياً للتكثيف بحيث تصب كل الخطوط والشخصيات في دائرتها من البداية إلي النهاية.. وإن كان التركيز علي رحمة قد سمح لهما بالإفلات المستمر من السقوط في المساءلة.. وكان ذلك منافياً للمنطق.. ولذا كانت المبالغة والإطالة أحياناً في شدة التعقيد والذكاء لدي البطلة!

- ويظل محور الإرتكاز في النجاح هو شجاعة يسرا بقرار التغيير.

- أما المخرج (هاني خليفة) وهو مخرج مُقلّ عظيم الاجتهاد فيما قدم ولاشك أن أهم انجازاته في العمل هو تفجير طاقات يسرا إلي أقصي مدي وبإيقاع ساخن وجدّة في الاضاءة والتصوير.. وقبلهما توفيقه في اختيار باقي الممثلين الذين أجاد بعضهم بشكل مبهر.. وشكلوا جميعاً حالة من التوافق فيما بينهم ومع الحدث الساخن يتأجج مع حالة يسرا. وأيضاً اعتماده علي اختيار نصّ من أعمال الجرائم والقتل.. يعتمد علي معرفتنا منذ البداية علي المجرم ولهفتنا اللاهثة علي سقطة تسمح بمحاسبته وتبرئة من ظلم بعد سقوطه. وهذه واحدة من أساليب تناول الجرائم.

- تلك رسالة إلي الفنانة الكبيرة وأيضاً تحية لها ولأسرة العمل وعلي ما يحمله من معني يكمل معني رسالتنا الأولي. ويكشف وهماً ضمن أوهام كثيرة تفسد الحياة الفنية.

هامش: المحاسب (عبدالقوي عبد المعبود) رئيس إتحاد ملاك المنطقة الاستثمارية بمدينة الفردوس لديه بالقطاع مشاكل ذات أهمية قصوي حاول جاهداً علاجها لكنها تحتاج عون من له صلاحية اقترح عقد لقاء عاجل مع السيد المسئول عن هيئة المجتمعات العمرانية لطرحها.