من باب العتب

التعليم مفتاح الفرج

كل الأجراس تنذرنا بفساد التعليم في بلادنا ولا حياة لمن تنادي، كل الدلائل تؤكد أن ما يحدث هو تهريج غير منظم لعملية نقول إنها تعليم ولا أحد يهتم، وإذا كانت ورقة يكتب فيها الطالب ما حفظه يعد تعليما فهذا في نظري أكبر علمية نصب علي عقول الأمة ومستقبلها ونموها الحقيقي، فلماذا لا يخبرنا أي مسئول كيف استطاعت بلد النمو والتقدم بعيدا عن التعليم حتي يخرس ألسنتنا؟!.

فلم يعد سرا أن تقدم ورقي الإنسان مرهونان بالتعليم الحقيقي، وسعادة الأمم وتحليقها في السماء راجع لاهتمامها بالتعليم، ومن يشك في ذلك فيدلنا علي بلد استطاع التقدم وتبني القيم الإنسانية دون اهتمام حقيقي بالتعليم، التعلم الحقيقي يخلق العقل الناقد لدي الأفراد حتي يمكن لهم تجاوز أزماتهم وفك كربهم، وبتفكير بسيط نكتشف أننا فرطنا في تعليم أبنائنا وما نحن فيه من أزمات من جراء ذلك التفريط.

ولا أفهم لماذا نتناسي ونتغافل عن الدرس الأعظم من التعاليم السماوية، فلما كانت مهمة بني آدم أن يكون خليفة الله في الأرض ليبني ويعمر، جاءت أولي المهام كما جاء في القرآن الكريم هي تعليمه حتي يكون مؤهلا للتعمير والبناء فقال تعالي»وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَي الملائكة»، البداية دائما هي التعليم، وفي الأناجيل « في البدء كانت الكلمة».

المدهش أنك تجد إجماعا من كل المسئولين أنه لا تنمية ولا تقدم بغير تعليم حقيقي منفتح علي العالم يبني العقل النقدي، وعلي أرض الواقع لا تجد أي اهتمام بالتعليم، وتم تركه عرضة للتجارة والشطارة بين أيدي المدارس الانترناشيونال والجامعات التابعة لدول أجنبية، ويقال إنها لا تهدف للربح وصدقناها علي طريقة القائل»اليوم اللي يتولد فيه نصاب بيتولد فيه سبعين مغفلا».. فهل فهمنا وأدركنا غفلتنا، وهل أمنا أنه لا فرج لنا من كربنا إلا إذا أمنا بأن»التعليم مفتاح الفرج»؟.