خاطرة

ملاحظات.. حول بعض المسلسلات

مجلة (الإذاعة والتليفزيون) لها دور هام الآن فى ظنى.. فى استنهاض حال التليفزيون المصرى فى وجود قيادة جادة فى التصدى وتدارك التردى (صفاء حجازى) آمل ان تحظى المجلة باهتمامها


يصعب

الحكم على الأعمال المقدمة ككل أو المقارنة.. فذلك مرهون بمشاهدتها جميعا توخياً للدقة والإنصاف.. وهذا مستحيل! - وإذا كنت قد توقفت بشىء من التفصيل عند مسلسل (ونوس) فما شاهدته عداه يصعب أيضا تناوله بـإفاضة. ولذا سأكتفى الآن بالاشارة إلى جوهره أو الإشارة إلى العناصر المتميزة فيه.. أما ما فاتنى ويحمل مؤشرات اجتهاد فعلىّ أن أتابعه بعد الإعادة فذلك أقرب للدقة من ناحية الحكم على جهد الآخرين دون إجحاف.
- (سقوط حر): وهو مسلسل مهم لكنه يحمل إشكالية خاصة وعامة فى نفس الوقت تولد قدراً من الارتباك للمشاهد.. فالمخرج (شوقى الماجرى) وصاحبة الفكرة (مريم نعوم) والبطلة (نيللى كريم).. لهم رصيد طيب من النجاح لا يتفق وما أحسه الكثيرون من اكتئاب وإطالة وغموض متصل دفع البعض الى الانصراف عن المسلسل. غير أنى أرى الأمر على غير ذلك.. كيف؟ أولاً لأن معظم المشاهدين الآن تعودوا على الصخب حتى لو كان اجوف.. وعلى الإثارة مهما كانت مجانية بلا معنى حقيقى.. وغير ذلك مما فرضته قوانين التجارة على الدراما وكل ما تعرضه الشاشات وعلى وجدان وعقول المشاهدين بالتالى.
ثانياً.. أن المسلسل ذو طبيعة خاصة جداً.. إذ يعرض لحالات من الأمراض النفسية أو العقلية تفترض قدراً من المعرفة بها أو قدرة على متابعة التحليلات داخل المسلسل بالحوار أو من خلال الأحداث - القليلة - وملك (نيللى) هى الحالة المحورية التى بدأ بها المسلسل قاتلة وبجوارها حالات مرضية فى العباسية أو المستشفى الخاص أو العائلة.. وعلى المشاهد أن يربط بين حالتها والحالات الأخرى.. وقد يجد رابطاً أو لا يجد.. وتلك إحدى المشاكل التى تواجه المشاهد.
- أما نقطة الضعف الواضحة أمامى فهى التأثر السلبى بمسلسل (سجن النساء) حيث أن الحالات بالسجن تجسدها مريم درامياً وبشكل مؤثر تكتمل معه بانوراما لبؤس المرأة الاجتماعى أما (سقوط حر) فيقدم نماذجه المريضة عن طريق السرد (الحكى).. فلا هو أثر وأثرى درامياً ولا هو أزال غموض الحالة.. ونفس الفارق مع (تحت السيطرة) الذى يتناول حالات الإدمان لمريم ونيللى والمخرجة كاملة أبوذكرى.
- أما الملاحظات الإيجابية فهى أولاً إفلات المسلسل مما يشوب مسلسلات (الجريمة) والبحث عن الجانى طوال المسلسل.. فسقوط حر بدأ بجريمة أيضاً.. ولكن ظل أمرها معلقاً وبدت مدخلاً للحالات المرضية. حتى تتكشف الجريمة مع تفسير الحالة فى النهاية.. ثانياً أن (نيللى) وعدداً كبيراً من الممثلين قدموا الأصعب..حتى ما يبدو سهلاً كدور (محمد فرج) قدمه بالسهل الممتنع وهو فى رأيى من افضل من طرحتهم الموجة الأخيرة من الممثلين الواعدين.. أما المخرج (شوقى الماجرى) فيستحق الإشادة.. ليس لما أنجزه فقد كان يحتاج منه إلى مراجعة النص مع  مريم ومجموعة الصياغة!! لكن الاشادة يستحقها هو ومريم ونيللى لشجاعتهم فى اقتحام موضوع ليس جماهيريا والفنان الحقيقى هو من لا يكتفى بالسهل والمضمون بل يقتحم الأصعب بكل ما يملك من اسلحة.. تحية لهم رغم أى شىء.
- (رأس الغول): (محمود عبدالعزيز) فنان من الكبار فى قدراته وحضوره.. له قدرة عجيبة على إشاعة البهجة مهما كانت طبيعة العمل الذى يقدمه.. وهو فى رأس الغول يؤكد إلى جانب ذلك حرصه على الأدوار المختلفة والصعبة - وإن اقحم هذا المسلسل الكثير من جو المطاردة والغموض المتواصل - غموض يتولد من غموض - وإن كان العمل فى مجمله منطقة مهمة فى منظومة الفساد بمجال الادوية والعبث بأرواح البشر (لقاء الخميسى) قدمت واحداً من انضج ادوارها.. الفنان الكبير (فاروق الفيشاوى) اضفى ثقلاً لدوره.. الصغير فى مساحته والكبير فى تأثيره وحضوره.
- جراند أوتيل: الكاتب (تامر حبيب) تميز عمله وسط صخب معظم الأعمال احتفظ بمقدرة عالية فى تقديم ما يشبه قطعة فنية راقية هائة الإيقاع رغم ثراء الموضوع وتنوع الشخصيات.. أكمل هذه المعزوفة المخرج الشاب (محمد شاكر خضير) بجو راق وحققه لكل المشاهد أما الأداء فكان محسوباً وناعماً بالذات مع (عمرو يوسف) ومع (أنوشكا) التى حافظت ببراعة على مسار الشخصية مع تطور الحدث.. أما الممثل الشاب (محمد ممدوح) فقد قدم رسماً للشخصية دون نمطية وأدهشنا قياساً على أدواره السابقة.
- (هى ودافنشى) (ليلى علوى) الدؤوبة الموهوبة مع (خالد الصاوى) المولع دائماً بالموضوعات غير التقليدية والنماذج الانسانية الغريبة.. امتعانا بمباراة فى الأداء شاركهما فيها (بيومى فؤاد) ومجموعة من الموهوبين.. فكان عملاً ساخناً متدفق الإيقاع ويحسب ذلك ايضاً للمخرج وللكاتب (محمد الحناوى) وإن كان العمل ليس بأفضل ما قدمه الكاتب مع الصاوى.. وآمل ألا يبالغا فى إختيار الاغرب.. والأكثر تعقيداً فيما يلى.. إلا بمبررات كافية. وأحمد الله فى النهاية أن العمل من القلة القليلة التى تعتمد على (كاتب) لا مجموعة (كتبة)!
- أفراح القبة: عمل هام مستوحى من رواية لكاتبنا وعمنا (نجيب محفوظ) حمل مسئولية تقديمه المخرج الشاب الموهوب الناضج (محمد ياسين) وخاصة فى مزجه الواعى بين لغة المسرح وأدواته.. وبين لغة الفيديو والسينما.. وأعترف بأننى بحاجة إلى مشاهدته ثانية عند الإعادة لأهميته فى كل جوانبه.
فإلى لقاء تال مع ما يستحق التناول ولم أملك مشاهدته.
هامش: مجلة (الإذاعة والتليفزيون) لها دور هام الآن فى ظنى.. فى استنهاض حال التليفزيون المصرى فى وجود قيادة جادة فى التصدى وتدارك التردى (صفاء حجازى) آمل ان تحظى المجلة باهتمامها وخاصة مع وجود كوادر شابة بها قادرة على التطوير.
- المواطن (نور الدين أحمد محمد أحمد) شاب تزوج بعد الخدمة العسكرية وانجب بنتا ولا يملك سكنا إذ يعمل حارسا لعقار (فيلا يسكن فى جراجها) فقدم لمشروع الاسكان الاجتماعى بتاريخ ١/٨/٢٠١٥م وسدد مبلغ ٥١٢٠ جنيها فوجىء بتجميد طلبه لانه مطالب بـ ٤ آلاف زيادة!! ولا تعليق