حوار| رئيس منتدى أئمة فرنسا: الكراهية زادت ضدنا بعد الأحداث الإرهابية

الشيخ
الشيخ

بعد الأحداث الإرهابية التي جرت في فرنسا وتوجيه الأنظار نحو المسلمين هناك بالريبة والخوف، وبعد الحملات التي قادها متطرفون ضد الإسلام والمسلمين هناك على الأراضي الأوروبية، كيف يعيش المسلمون وأئمتهم ومساجدهم؟ وهل تواجههم مشكلات حقيقية علىلأرض الواقع قد تصل إلى الضرب وإحراق المساجد؟ أم تمتد من هذا المستوى الشخصي إلى المستوى الرسمي في تضييق على العبادة ومظاهرها وغلق مساجد أو توقيفات بشأن مسلمين وأئمة هناك؟

التقينا الشيخ "حسن شلجومي " رئيس منتدى أئمة فرنسا ورئيس اتحاد شعوب من أجل السلام، والذي يجسد دائماً وعلى أرض الواقع تعايش كل من "حسن ومرقص وكوهين" في حفلات إفطار رمضانية وتجمعات  للسلام والمحبة غير رمضانية، ذهبنا إليه في جولتنا الأوروبية، ووضعنا أمامه هذه التحديات التي تواجه الوجود الإسلامي في فرنسا، وما إذا كانت هناك ثمة مشكلات حقيقية ضده شخصياً أو بسبب مظهره الإسلامي، وما تحركاتهم مع المستوى الحكومي بفرنسا، والإرهاب ومشاكله، وتصحيح الصورة والخطاب الديني والتطرف وغسيل الدماغ الذي يقوم به الإرهابيون للشباب ومواجهته، كل هذه الأسئلة طرحناها عليه فكان هذا الحوار:

 

بعد الأحداث الإرهابية التي جرت في فرنسا وربط التطرف بالإسلام، هل تواجهون صعوبات في طريق مهمتكم كإمام مسجد مسلم؟

بعد الأحداث الأخيرة التي وقعت في فرنسا وبلجيكا نحن نواجه مشكلات  في داخل المسجد من قبيل الفكر التكفيري وبعض الآراء الضالة وحينما يتحدثون في الإعلام  تتضح هذه المشكلة ويوجد عندنا المشاكسين من الحركات الإسلامية وكذلك حركات الإسلام السياسي هؤلاء يسببون لنا صعوبات ومشكلات كثيرة.

 

هل واجهتك صعوبات على المستوى الشخصي من قبيل الاستهداف أو العنصرية الشخصية؟

نجد تهديدات داخل المسجد ونددت ضد داعش وبعدها صدرت فتوى ضدي مباشرة من داعش  بقتلي وأنا الآن تحت حراسة أمنية طوال الـ24 ساعة والعنصرية الآن زادت ونحن كمسلمين لو خرجنا ونددنا بالعمليات الإرهابية التي تحدث وأعمال القتل نجد نظرة سلبية لنا من الفرنسيون  الذين يقولون علينا عندنا التقية وكلنا سواسية، وهناك - للأسف -  بعض الأماكن يصعب كمسلم أن تدخلها بعد الأحداث التي حصلت، فقد زادت  الكراهية ضدنا ونحن ما نخافه هو أن تتزايد بعض المشكلات لأن مشكلة التخوف ربما تزيد في المجتمع الفرنسي وأتمنى ألا يقع هذا الأمر، والسؤال الذي ما يزال يتردد  لماذا يريد الدواعش تقسيمنا؟.

 

كيف يتم التعامل معكم على المستوى الرسمي الفرنسي؟

التعامل مع المستوى الرسمي والحكومة  جيد، فعلاقتنا بوزير الداخلية ورئيس الوزراء جيدة، وبرؤساء البلديات والمحافظين والشخصيات العامة والأحزاب السياسية من اليمين واليسار جيدة وكنا ندعى في محاضرات  وهذا إنما يدلل على علاقتنا الطيبة والقوية بالجانب الفرنسي الرسمي، ومسيو "جوتشيه" المسئول عن الأمن العام الفرنسي علاقتنا معه جيدة وقد بيننا له أن المجلس التأسيسي الإسلامي العام وسبب تكوينه وردودنا على مواقع الانترنت وما تنشره من آراء شابه وأفكار متطرفة والفتاوى الشاذة  والخطاب الديني والرد الفعال على الإرهابيين.

 

كيف تعالجون التطرف في خطبكم؟

بالنسبة لي معالجة التطرف ليست أمنية فقط لأن فرنسا بدأت تستفيد من الأحداث التي جرت، وذلك بعد أن تركت الساحة مفتوحة وبعد إفساح المجال للإخوان، إنما مواجهة التطرف تحتاج بجانب الأسلوب الأمني المواجهة على المستوى الفكري وفي الخطابات  نوضح ونبين  المفاهيم السليمة للإسلام أولا، نحن عندنا في الإسلام نقول لا اله إلا الله فيها نفي وإثبات، فقبل أن نثبت أن لا إله إلا الله بصفاته الرحمة والسماحة ننفي الشرك، وقبل أن نثبت الله وصفاته وكماله  ننفي الشرك ننفي كل من يدعوا باسم الإسلام للقتل والكراهية، وكراهية الأقليات وغير ذلك ولابد في الخطب أن نقدم المفاهيم السليمة أي مفاهيم بمعنى الجهاد.

 

المحللون يرجعون الإرهاب للفقر والجهل، إذن لماذا يقع  في مجتمعات غنية مثل دول أوروبا ومنها وفرنسا ونسبة التعليم فيها عالية؟

لابد أن نقدم لهم المفاهيم المصححة وتبيانها للكل وكلامنا يؤثر في الشباب والعائلات والفرنسيين أنفسهم.. وتصحيح المفاهيم وتبيان أن ما يقع في سوريا والعراق سياسية لا نخليه ثالثا في المساجد تحفيز الأم والأب أن يهتموا بأولادهم لأن هناك مشاكل اجتماعية الفقر والمرض وليس أفقر فقط هو يدفع الناس أن يكونوا متطرفين وحل مشكلة الطلاق أيضا.

 

أنتم تجمعون الفرق والمذاهب وكل المختلفون على طاولة واحدة من أجل نشر الحب، أليس من الأولى بمجتمعاتنا ترتيب بيتها الداخلي ونبذ الفرقة ثم مواجهة الإرهاب؟

داخل العالم العربي والإسلامي في بيوتنا ومذاهبنا تجد التفرقة، يقولون هذا سني وشيعي واباضي، لا يوجد لدينا فقه أو أدب الاختلاف رغم أن أدب الاختلاف غنى وثروة لهذه الأمة حتى في الأحاديث ثروة والقران يؤول بالمذاهب الأربعة وهنا لابد أن نبني على مفاهيم سليمة ونعترف بأن الرب رب الناس جميعا آمنوا أو لم يؤمنوا أو ضلوا ولا علاقة لي بالشخص مع ربه ونعطيهم ثقافة تنوع الأخر ولو مع اختلاف رأيه وهذا دور الأزهر أن يكرس للإنسانية دعاة الخير لتصحيح المصطلحات والمفاهيم ونشر دعاة يذهبون إلى أوروبا لتصحيح مفاهيم الإسلام عند المسلم أولا فليس دورنا أن ندعو غير المسلمين أن يدخلوا الإسلام ويصبح هذا هو  كل همنا لكن همنا الأول أن نكون سفراء رحمة وسلام.

 

وكيف يكون الخطاب الديني مؤثراً لإعادة الشباب للحقيقة؟

البيت هي المدرسة الأولى نركز على الأب والأم وفي البلدان المسلمة نظرتنا للكنائس لا نكفره، فما معنى كافر؟ ولابد من صرامة ضد مواقع الانترنت التكفيرية التي تغذي الإرهاب والكراهية ونغذي المواقع التي تغذي التسامح والتعايش بين أصحاب الديانات والمذاهب المختلفة لكي يعيش الجميع في سلام.

 

هل يسمع لكم التيار المتطرف أم يهاجمكم؟

هؤلاء الذين عندهم الفكر التكفيري وعقيدة القتل نحن عندهم كفرة، ضالين، مرتدين، عملاء، وأئمة النظام ومرتدين مبرمجين، ثانيا هناك ثقافة العنف في شبابنا في أوروبا والأب والأم لا يتفاهمون مع أبنائهم إلا بالعنف، نحن لابد أن نعلمهم ثقافة الرحمة وثقافة سعة الصدر نحن نتمنى أن ينظر للأخر أن له حرية الفكر والاعتقاد والرحمة "جادلوا أهل الكتاب بالتي هي أحسن"، و "جادلوا بالتي هي أحسن"، وفرنسا تقوم بالتحقيق في المطارات بعد حادث الطائرة المصرية وانتشرت الأفكار السلفية والإخوانية وسيطرت على الشباب ولقد وجدوا عندهم شعلة من الجنون..

وقد استيقظت فرنسا وأوروبا مؤخراً والإرهابيين لعبوا بالحريات وفرنسا تظن أنها تترك كل ما يخص الإسلام للدول الإسلامية ولكن الأمر الأمني ضروري وعلى أوروبا أن تقوم لأنهم في حرب ضد الإرهاب وسيبقون لمدة سنوات ولابد ثانيا القضاء على الأفكار الإرهابية وكم من أناس يعطونهم التأشيرة وهم يحملون أفكارا جهادية مسمومة في بلدانهم يستغلون السذج ويتعاملون معهم ويغسلون دماغهم ويلعبون بعقولهم .