إعادة اكتشاف العلاقات «المصرية – الخليجية»

  الرئيس السيسى خلال استقباله الملك سلمان
الرئيس السيسى خلال استقباله الملك سلمان

3 سنوات منذ اندلاع ثورة 30 يونيو شهدت خلالها مصر تغييرات عديدة على المستوى الداخلي والخارجي، عادت فيها القاهرة لدورها المحوري المركزي في المنطقة مرة أخرى وباتت لاعبا رئيسيا فى المحيط العربى والإقليمي، ولا سيما بعد أن أصبحت محور التحالف “المصري - الخليجي”.

وتجددت عملية إحياء دورها الفعال واكتشاف علاقتها العربية من جديد فى أعقاب الثورة بعد أن كانت على المحك إبان حكم جماعة الإخوان، وذلك فى ظل اتباع سياسة أكثر تنوعاً وتوازناً واستقلالية، وعودة الدفء للعلاقات “المصرية - الخليجية”، التي لم تعكسها المساعدات المقدمة لمصر فقط، خاصة من دول السعودية والإمارات والبحرين والكويت، الذين لا يتركون فرصة إلا وأكدوا فى رسائلهم على دعمهم للقاهرة فى ظل القيادة الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسي.

الزيارات الخليجية المتعاقبة لمصر خلال الفترة الماضية أكدت أن القاهرة أصبحت محور تحالف عربى، ويشير السفير محمد العرابي رئيس لجنة الشؤون العربية بالبرلمان إلى أن ثورة 30 يونيو أعادت صياغة العلاقات المصرية الخارجية من جديد بعد ارتياح الخليج والقادة العرب للنظام المصري بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى وشعورهم بمسيرة التقدم السياسى التى تتباها مصر وسعيها للقيام بدورها القيادى مرة أخرى وبدء مرحلة جديدة أعلنت فيها المنطقة العربية بأكملها دعمها لمصر، وهو ما جعل الصورة العربية تكتمل مرة اخرى ساعدت على تأسيس تحالف إقليمى “مصرى - خليجى” بشكل جاد وأعادت اكتشافه من جديد، بدليل زيارات القادة العرب للقاهرة خلال الشهور القليلة الماضية باعتبارها محطة صنع القرار العربى.

وأضاف العرابي أن دعم العمل العربى المشترك بشكل أكثر توافقية والحرص على إيصال صورة مكتملة الأركان للعالم الخارجى مفادها أن هناك تحالفا عربيا قادرا على الرد على أى تهديد سيكون سبيل تطور آليات التحالف “المصري - الخليجي”، موضحا ان القمة العربية المقبلة المزمع عقدها فى موريتانيا يمكن أن تخلق نظاماً عربياً جديداً يساعد على انتشال المنطقة العربية من الأزمات التى تعانى منها.

من جانبه أوضح السفير جمال بيومى مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن العلاقات المصرية العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص دائما ما تكون متألقة وأن دول المنطقة دائما ما تنظر لمصر على انها القائد وتنتظر دورها لتسعى خلفها، مشيرا إلى أن السنوات التى سبقت الثورة شهدت بعض التغيرات التى أثرت على تلك العلاقة بسبب «كسل» السلطة المصرية خلال فترة الرئيس الأسبق مبارك عن عدد من الملفات العربية المشتركة بل والعلاقات المصرية الأوربية بشكل عام، إلى ان جاءت فترة حكم الإخوان التى قضت على ما تبقى من أواصل العلاقات مع الدول العربية بسبب السياسة التى انتهجتها الجماعة تجاه دول المنطقة وبحثها عن مصالحها الضيقة فقط دون النظر إلى المصلحة العربية المشتركة.

وأكد ان ثورة 30 من يونيو هى التى جعلت الجميع يسارع للحاق بركب القاهرة بعد ان كشفت عن حجم الأخطار التى تحيط بالمنطقة والإحساس بالخطر بعد إفساد الجيش المصرى لمخططات الغرب لإشعال الفتن بالمنطقة وإثارة الأزمات بالعراق وليبيا وسوريا واليمن، وأن الجميع أيقن أن القاهرة هى درع الأمة لذلك بدأ الجميع التأكيد على انها هى محور للتحالف العربى وان القوات المسلحة المصرية هى القوة الحقيقة الموجودة بالمنطقة وانه ليس من الصدفة ان يحافظ الجميع على تلك العلاقة وهو ما وضح من خلال زيارات أغلب قادة الخليج للقاهرة بل واغلب القادة العرب.

 وقال بيومى إنه يتعين على القاهرة أن تستثمر تلك العلاقة التى أعادت 30 يونيو اكتشافها من جديد عن طريق وضع منطقة الخليج فى صدر السياسة الخارجية المصرية وأن تسعى للحفاظ على كونها منبرا للعلاقات وتعمل على تمهيد الأرضية السياسية لتكون واجهة العلاقات العربية والخليجية.

المملكة العربية السعودية ودول الخليج لديهم الرغبة فى الحفاظ على التحالف مع مصر وان تكون القاهرة هى محور ذلك التحالف، خاصة بعد أن حاولت قوى الغرب تحويل إيران لعسكرى المنطقة من جديد وأن تكون قوة إقليمية على حساب الخليج، بعد أن اجهضت 30 يونيو مشاريع امريكا فى إعادة تقسيم المنطقة بعد ان تصدى الجيش المصري للمخططات الامريكية، وأن الأمن القومي المصري هو بوابة الأمن الأولى للخليج.

كما انه بات واضحا أن استراتيجية القاهرة والرياض ودول الخليج بشكل عام هى بناء تحالف قوي، يساهم فى تعافي الاقتصاد المصري حتى تخرج مصر من المأزق الاقتصادى التى تعانى منه بفعل الأحداث التى مرت بها خلال الخمس السنوات الماضية، وتعظيم الدور المصرى لتكوين تحالف عربى لمواجهة الدور الايرانى المدعوم امريكيا والذى يستهدف الوجود والنفط العربي.