فجأة وجدت انني اتحدث الي بطل العالم الذي قهر تايسون الجبار وبسرعة قلت له انني اهنئه علي فوزه العظيم وطلبت ان اجري معه حديثا صحفيا
لا نستطيع ان نصف محمد علي كلاي بأنه ملاكم عالمي واسطوري حيث ان كلاي في واقع الامر هو رمز للانسانية.. وربما كان ابرز مثال علي ذلك هو رفضه الانخراط في صفوف الجيش الامريكي لمحاربة اهالي فيتنام مما ادي الي الحكم عليه بالسجن وحرمانه من لقبه كبطل عالمي، وقد اصر هذا النموذج الانساني علي الاعلان عن انه لا يستطيع ان يذهب ليقتل قوما لم يرتكبوا اي جرم في حقه بل لم يحاولوا اهانته او تلقيبه بالزنجي.
وربما ما دفعني الي الكتابة عن هذا الانسان الراقي هو ان وفاته كانت نتيجة اصابته بمرض البركنسون الذي يؤدي الي توقف بعض خلايا المخ عن اعطاء تعليمات لتشغيل اجهزة الجسم مثل الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي.. وقد عاصرت تطورات هذا المرض العضال الذي اصيب به زوجي مدحت والذي ادي الي وفاته بنفس الاسلوب الذي توفي به كلاي.
وبمناسبة الحديث عن الملاكمة تذكرت تجربة فريدة تعرضت لها خلال عملي كمراسلة لدار أخبار اليوم.
ومازلت اذكر ذلك وأضحك لمجرد اصراري علي ان اكون مراسلة رياضية وبصفة خاصة ان اجري حديثا مع بطل العالم للملاكمة.
ومن المعروف ان مايكل تايسون بطل العالم للملاكمة في الثمانينيات والتسعينيات كان بلدوزر ادميا لا يستطيع اي ملاكم ان يقف في مواجهته.. وكان من المقرر ان يقوم تايسون بمواجهة ملاكم مغمور يدعي باستر دوجلاس اقدم علي مغامرة منازلته وكانت المباراة ستقام في طوكيو.. ولم تكن المباراة ستذاع مجانا في الولايات المتحدة وكان ثمن توصيلها علي الهواء ثلاثين دولارا دفعها زوجي ليستمتع بالمباراة التي تذاع بعد منتصف الليل بتوقيت نيويورك.
وكنت علي وشك النوم الا انه قا ل: لماذا لا تشاهدين هذا الحدث العالمي معي؟
وبالفعل جلست وقد امسكت بكتاب اقرأ فيه حيث انني لست من هواة الملاكمة او حتي مشاهدتها.. وبعد خمس جولات كانت المفاجأة عندما سقط تايسون علي الارض بضربة قاضية من هذا الملاكم المغمور.
وعلي الرغم من انني ادرك ان مثل هذا الخبر هو الخبر الاول الذي تحمله جميع وكالات الانباء باعتباره امرا غير متوقع علي وجه الاطلاق فقد سارعت بطلب جريدة «الأخبار» لاعطي الخبر.
وبعد مرور حوالي ٣٦ ساعة وفي الصباح وكما اعتدت الاستماع الي محطة اذاعية تتناول احوال الطرق وذلك للاسترشاد بأي طريق اتبع في القيادة نحو نيويورك وفجأة سمعت المذيع يقول ان بطل العالم في الملاكمة قد وصل الي نيويورك وهو يقيم بفندق سوفيتال بالشارع ٤٥ وان المرور متوقف تماما بوسط المدينة.. ودون تفكير او ترتيب طلبت الفندق وبسرعة قلت لعامل التليفون انني ثناء يوسف وانني صحفية من القاهرة واريد الحديث مع مستر باستر.. ويبدو ان عاملة التليفون قد ارتبكت عندما سمعت اسم القاهرة ومصر.. وفجأة وجدت انني اتحدث الي بطل العالم الذي قهر تايسون الجبار وبسرعة قلت له انني اهنئه علي فوزه العظيم وطلبت ان اجري معه حديثا صحفيا.. وقال: اشكرك وسأعطي سماعة التليفون لمدير اعمالي ليتفق معك حيث انني سأغادر بعد الظهر الي مينسوتا.
وعندما تحدثت مع مدير الاعمال قال لي ان برنامج مستر باستر مشحون للغاية حيث انه سيجري اول حديث تليفزيوني مع محطة H.B.O بعد ساعتين.. وقلت انني سأكون هناك بشرط ان تقوم باخطار الامن بالسماح لي بالدخول.
وعندما وصلت الي مبني محطة التليفزيون وجدت ان هناك عشرات من كبار الصحفيين الرياضيين وقد تكدسوا حول المدخل.. وبالطبع لم تكن هناك اي سيدة ولكنني غامرت وتقدمت لاخترق هذا الحشد البشري وكانت عبارات الاستنكار والاستخفاف بي تنهار من كل فم.. وخلف الباب الزجاجي كان حارس الامن واقفا فقمت بلفت نظره وقلت له ان مستر باستر قد ترك اسمي حتي ادخل.. وتركني لحظة ثم عاد ليقول: لا يوجد اسمك هنا.
وشعرت باحباط وطالب المحتشدون بعودتي الي الصفوف الخلفية.. وبعد لحظات كان هناك تهليل وتصفيق حيث جاء البطل ووسط هذا الجمع المفترس رفعت يدي في الهواء وانا اصرخ: «مستر باستر، انا ثناء.. هنا» والحمد لله ان الرجل سمع صراخي فمد يده ليمسك بي ويأخذني الي داخل المبني وقد تم هذا وسط ذهول باقي الصحفيين.
المهم ان اول شيء طلبته هو التقاط صورة معه وقد نشرت هذه الصوة كغلاف لمجلة «أخبار الرياضة» ونظرا لضيق الوقت طلب مني البطل ان ابدا الحوار حتي اثناء قيامهم بوضع الماكياج علي وجهه.. وكانت اسئلتي بعيدا عن حرفية رياضة الملاكمة ولكنهاكانت اسئلة تتناول نشأته ومشاعره بعد ان اصبح بطل العالم.
وصحبني البطل الي الاستوديو الذي ستجري فيه اول مقابلة تليفزيونية وقال لي: اجلسي لنستكمل الحديث وبالفعل جلست علي كرسي بجانبه ولم اكن ادرك ان هذا هو مكان اكبر معلق رياضي سيجري الحوار الذي دفعت محطة التليفزيون مبلغ مليون دولار لاجرائه.. وهذا المعلق ذو الشعر الفضي واسمه لاري مارشينت ما كاد يدخل الاستوديو حتي صرخ غاضبا وبعنف وقال: ان اجراء حديث مع البطل امر غير مقبول.
المهم انني غادرت الاستوديو وذهبت للانضمام الي باقي الصحفيين الذين كانوا في انتظار عودته لاجراء مؤتمر صحفي.
رئاسة مجلس الأمن
تولي رئاسة مجلس الأمن في هذه المرحلة يشكل عبئا وتحديا للدولة التي تتولي الرئاسة وقد اثبتت مصر جدارة ومصداقية خلال توليها هذه المهمة طوال شهر مايو خاصة ان جميع القضايا كانت تتناول قضايا عربية وافريقية تشكل تهديدا للأمن والسلم العالمي.
وربما كان من ابرز القرارات التي صدرت بمبادرة مصرية بالاشتراك مع اليابان واسبانيا ونيوزيلندا واوروجواي القرار الخاص بالرعاية الطبية في النزاعات المسلحة والذي تمكنت جهود الوفد المصري من حشد ٨٥ دولة قامت برعاية هذا القرار الهام الذي عكس جدية المجلس في التعامل مع مرتكبي عمليات استهداف المنشآت الطبية.
ومن ابرز التحركات الدولية التي تمت في إطار رئاسة مصر لمجلس الامن كانت تنظيم النقاش الوزاري المفتوح حول مكافحة رسائل وايدويلوجيات الجماعات الارهابية بما اكد اهمية اتساع رؤية تناول سبل مكافحة الارهاب بحيث لا تقتصر الجهود الدولية علي البعد الامني لمكافحة الارهاب.
وقد جاءت المناقشة بنتيجة فاعلة حيث تمت المطالبة بوضع اطار دولي شامل للتصدي للرسائل الارهابية المتطرفة وان يتم ذلك بحلول ٣٠ ابريل القادم.
ومن الجدير بالذكر ان ذلك الاطار سيتطلب جهودا ومشاورات طائلة تتولي مصر الجانب الاكبر منها نظرا لانها ترأس حاليا لجنة مكافحة الارهاب.
وليس هناك شك في ان تواجد مصر بمجلس الامن يشكل اهمية خاصة بالنسبة لتناول القضايا العربية والافريقية. ومازالت الاوضاع في سوريا تشغل جانبا ملحوظا من نشاط المجلس كما ان مناقشة هذه الاوضاع تبرز اختلاف وجهات النظر خاصة فيما بين الاعضاء الدائمين بمجلس الامن وقد انعكس ذلك بوضوح منذ ايام قليلة عندما حاولت فرنسا بالاشتراك مع بريطانيا والولايات المتحدة مطالبة الحكومة السورية بالسماح بعمليات اسقاط جوي للمساعدات الانسانية وذلك لعدم توافر ما يكفي من ممرات آمنة لتوصيل هذه المساعدات.
وقد وقفت روسيا لتعارض هذا المطلب الذي ترفضه دمشق والسبب كما صرح مندوب سوريا بالامم المتحدة ان هذا اجراء غير مقبول حيث ان هناك تخوفا من اسقاط اسلحة وذخائر للجماعات المعارضة وبصفة خاصة جبهة النصرة التي حالت الدول الغربية دون ادراجها ضمن قائمة الجماعات الارهابية.
أخطاء هيلاري وأوباما
تناول الرئيس اوباما في الخطاب الذي القاه في حفل تخرج اكاديمية الطيران تضارب وجهات النظر فيما بينه وبين هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية السابقة والمرشحة للرئاسة حاليا.. وجاءت تصريحاته لتضفي شكوكا حول تعاملات هيلاري كلينتون في مجال الشئون الخارجية.
وقد أقر الرئيس اوباما في هذا الخطاب بما ارتكبته الادارة من اخطاء في تعاملها مع ليبيا واذا كان الرئيس الامريكي قد ندد بقرار الرئيس بوش بغزو العراق قبل التخطيط لكيفية العمل علي الاستقرار فيما بعد الغزو فقد اقر بأن ادارته قد ارتكبت اخطاء مماثلة في ليبيا.
وقال: لقد اقدمنا علي شن حرب جوية علي ليبيا لمنع القذافي من قتل المدنيين الابرياء الا اننا لم نخطط لما سنقوم به في اليوم التالي عندما دفعت القبائل بالبلاد الي الفوضي.
ومن المعروف ان التحريات مازالت جارية بشأن دور هيلاري في ليبيا وهو الامر الذي يعتبر اخفاقا رهيبا في مجال السياسة الخارجية.
ومن جهة اخري كشف اوباما عن خلافه مع هيلاري بشأن سوريا حيث كانت وزيرة الخارجية تسعي لانشاء منطقة منع طيران بما يسمح بتدخل قوات امريكية.. واشار الي انه فضل التفاهم مع روسيا لنزع اي سلاح كيماوي موجود في سوريا بدلا من شن هجوم عسكري قد يؤدي الي ما لا تحمد عقباه.
وفي الوقت الذي كشف فيه الرئيس اوباما عن بعض اخطاء سياسته الخارجية فإن دونالد ترامب المرشح الجمهوري الذي اتهم هيلاري بالكذب في كل ما عرضته عن ارائه بشأن السياسة الخارجية اعلن انه بصدد اعداد رد وتحليل عملي لكل ما اقدمت عليه هيلاري من تصرفات ادت الي تبعات غير مقبولة بشأن التدخل في العراق واليمن وسوريا ومصر وليبيا.
أخلاق هيلاري
يبدو ان متاعب هيلاري لا تنحصر في هجوم منافسها الاول المرشح الجمهوري دونالد ترامب حيث ذكر احد رجال الحرس السري ويدعي جاري بيرن انه سيصدر كتابه في ٢٨ يونيو الجاري يتناول فيه تجربته الشخصية في البيت الابيض، ويركز الكتاب علي شخصية هيلاري كلينتون ويقول المؤلف انها شخصية مزدوجة مثل «جيكل وهايد» وان العاملين بالبيت الابيض كانوا يخشون انفعالها وعنفها.
ويصف جاري هيلاري بانها عنيفة واحيانا يصعب السيطرة عليها وانها لا تصلح لقيادة العالم.
وذكر المؤلف في حديث مختصر عن هيلاري نشر بجريدة النيويورك بوست انها كثيرا ما كانت تشتم زوجها الرئيس بألفاظ نابية وان جميع العاملين بالبيت الابيض كانوا يعيشون في جو من الرعب من انفعالاتها وذكر انه كان احيانا يناقش مع زملائه من الحرس السري امكانية التدخل لحماية الرئيس اذا ما تعرض لعنفها وقال: لقد حدثت مشاجرة عنيفة بينهما في صباح يوم كان الرئيس سيلقي خطابا مهما وانه قام برفع آثار المشاجرة وهي زهرية ورد من الزجاج وان المشاجرة تركت كدمة سوداء حول عين الرئيس.
وعلي الرغم من ان الكتاب لم يطرح حتي الان في الاسواق فقد تصدر قائمة الكتب المعروضة للبيع عن طريق امازون.. ويجدر بالاشارة ان هذا ليس هو اول كتاب يتناول اخلاقيات هيلاري كلينتون فقد صدر كتاب في العام الماضي بعنوان «غير محبوبة: مشكلة هيلاري».