تُنتهك الإنسانية كل يومِ مع كل إعلان يقضي بغرق «رضيع» مهاجر على سواحل أوروبا؛ صور تُنشر.. وتعلن «اغتيال براءة الأطفال».

بعد أن حرك العالم أجمع حادثة غرق الطفل السوري إيلان كردي، وتحولت صورته «ميتًا» على أحد الشواطئ التركية إلى «أيقونة» تعبر عن المعاناة التي يعيشها الشعب السوري خلال الأعوام الخمسة الماضية، ظن الجميع أن «العالم» سيتحرك، وبالفعل حدث، وابتعلت أمواج البحر في ابتلاع - بحسب مجلة «ذا ديلي بيست» الأميركية أكثر من 70 رضيعاً قضوا غرقاً في رحلات تهريب اللاجئين منذ غرق إيلان في شهر سبتمبر الماضي.

وأمس الإثنين 30 مايو، أعلنت منظمة «سي ووتش» الألمانية تشارك في عمليات إنقاذ المهاجرين، أنها قررت نشر صورة رضيع مهاجر قضى غرقًا لتنبيه الاتحاد الأوروبي إلى مأساة المهاجرين.

وقالت المنظمة - غير الحكومية - في بيانها: "إذا كنتم لا تريدون رؤية هذه الصور توقفوا عن إنتاجها!"، وأرفقته بصورة يظهر فيها أحد أفرادها واقفا على متن مركب وبين يديه رضيع يرقد جثة هامدة.

وبررت المنظمة قرارها بنشر هذه الصورة بالقول إن: "هذه الصور المأساوية يجب أن يراها المجتمع الأوروبي لأن هذه المآسي هي نتيجة للسياسة الخارجية الأوروبية".

وخلا بيان المنظمة من أي إشارة إلى عمر الرضيع أو جنسيته أو هويته، لكنه أوضح أن الصورة التقطت في 27 الشهر الجاري أثناء عملية إنقاذ قبالة السواحل الليبية إثر جنوح مركب كان يقل 350 مهاجرا.

وأضافت أن:" الكثير من هؤلاء كانوا قد لقوا حتفهم حين وصل فريق سي ووتش"، مشيرة إلى أن "خطورة الوضع تحتم نشر" هذه الصور.