عقد رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب لقاء مع شباب الجامعات والمعاهد المصرية بمعهد إعداد القادة بحلوان بحضور وزراء الشباب، والتعليم العالي، والنقل، والاتصالات، والبحث العلمي، والتربية والتعليم.

وفى كلمته أمام الملتقى، أعرب رئيس الوزراء عن سعادته بتواجده اليوم وسط الشباب لليوم التالي على التوالي، حيث شهد أمس حفل تكريم عدد من الشباب الحاصل على منح التدريب في مجال التعليم الفني في عدد من الدول، وعادوا للمشاركة في بناء هذا الوطن، قائلا: "اليوم التقى مع شباب الجامعات فهم أصحاب هذا البلد وهم المستقبل، وهم من سيحملون الراية وسيستطيعون تحقيق الحلم".


وأضاف:"كل ما نقوم به أننا نمهد لهذا الشباب الطريق، فنحن نزرع، وهم سيحصدون، وإذا لم نقم بهذا الدور، فإننا سنكون قد قصرنا في حقوقهم"، وقال: "لقائي بكم اليوم يهدف إلى وضع بعض النقاط الرئيسية لنكون جميعاً في سياق واحد حول رؤية الوطن وهمومه وآماله".

وأكد رئيس الوزراء: "الآمال كبيرة، فنحن نرث تراثا بهر العالم كله، بلد لها جذور وثقافة وحضارة أثرت في العالم، بلد له موقع فريد في وسط العالم وبه ثروات كبيرة لو حَسُنت إدارتها ستكون في مصاف الدول العظمى، فنحن لدينا موارد بشرية كبيرة من الشباب تصل إلى نحو 50% من الشعب المصري لذا فنحن دولة شابة، ويوماً بعد يوم تظهر لنا البشائر، وآخرها اكتشاف أكبر حقول الغاز في مصر، والذي يُعد رسالة هامة .. فقد كنا نفكر ونحن نتوسع في مشروعات الكهرباء من أين سنأتي بالغاز في مصر، فهذه رسالة من الله"، مضيفًا: "إن مشروع قناة السويس والذي تم الانتهاء منه في عام بالضبط، هو رسالة أيضاً لأن هذا الشعب واعٍ وقادر".

وأكد رئيس الوزراء أننا لن نعيش على الأمل والنجاحات فقط ولكن يجب أن ندرك التحديات، فلا بد أن يكون للبلد رؤية تنموية لزيادة ثرواتنا وحسن إدارتها، فالكثير من ثروات مصر لم تُكتشف بعد، ومشكلة هذا البلد هو أنه لم يكن هناك لسنوات طويلة خطط تنموية أو رؤية واضحة ودراسة جيدة لعناصر القوة والضعف، ولكن بعد 30 يونيو لم يعد أمامنا إلا أن نعمل فليس لدينا رفاهية السير أو الركض، فيجب أن ننطلق، فمشروعات الإسكان الاجتماعي التي كانت تستغرق سنوات عدة ستنتهي في عام وليس أكثر، فنحن ندرك حجم المشاكل الموجودة في بعض القطاعات، ولكننا نعمل على تغيير هذا الواقع.

وأضاف: أن التركيز فقط على المشاكل يبعث على الإحباط للمسئول، وفقد الأمل من جانب المواطنين، ونحن نريد النقد الحقيقي الموضوعي، ولكننا نريد في الوقت ذاته تسليط الضوء على ما يتم من إيجابيات، فمصر اختطفت لمدة عام ولكن حماها الله، وجنبها الكثير من تجارب بعض دول الجوار، ولابد أن نحافظ على هذا الوطن وألا نسمح لأحد بأن يضيعه .. فمن الطبيعي أن نختلف في الرؤى والآراء ولكن يجب أن نظل تحت مظلة واحدة وهى وطننا مصر، فلدينا الكثير من المفاهيم التي يجب تغييرها، منها ضرورة غرس ثقافة احترام العمل .. فهناك دول دُمرت بالكامل ثم نهضت من جديد، والشعب المصري نجح دوماً في تجاوز كل تحد وقهر كل الغزاة.

وقال: "لقد قمنا بإصدار قانون الخدمة المدنية لوضع قواعد لتقييم الموظفين وضمان التزام الموظف بالمعايير اللازمة لأداء وظيفته، كما أن هناك ملفات قررت الحكومة فتحها مثل التعليم والدروس الخصوصية، وكذلك تمكين الشباب، فهناك محافظون من الشباب، كما أن بعض الوزراء قاموا بتعيين معاونين من الشباب،والتمكين لن يأتي إلا عن طريق تراكم الخبرات وتعليم الشباب وإعدادهم جيداً. فعندما يتم تعيين أحد، لابد من التأكد أن لديه الكفاءة اللازمة لهذه الوظيفة وكل معاوني الوزراء يتم الاستفادة من خبراتهم كما أن أداءهم يخضع للتقييم .. فتواصل الأجيال شيء جميل ولا وجود لما يسمى صراع الأجيال.

ودعا رئيس الوزراء شباب الجامعات والمعاهد المصرية إلى طرح التساؤلات التي يريدونها على أن يكون النقاش بينه وبينهم بلا سقف مؤكدا أنه ليس لدينا ما نخفيه.

وقد قام رئيس الوزراء بالإجابة على عدد من تساؤلات الطلاب، ففي سؤال حول مدى إمكانية توزيع قاعدة تعيين أوائل الخريجين، أكد رئيس الوزراء أن قانون الخدمة المدنية ينص على ضرورة الإعلان عن الوظائف، وإجراء مسابقات، وسيكون على رأس تلك المعايير التفوق العلمي، ولكن إلى جانب معايير أخرى هامة.

وفى سؤال حول جهود الحكومة في القضاء على البطالة، أشار رئيس الوزراء إلى أن البطالة علاجها يكون بالتنمية، مشيراً إلى أن معدل البطالة أنخفض بنسبة كبيرة، نتيجة المشروعات والنهضة في قطاع الإنشاءات التي ساهمت في توفير العديد من فرص العمل، كما أن قانون الاستثمار الجديد، سيساهم في توفير المزيد من تلك الفرص، كما أن مشروعات اكتشاف حقول الغاز مؤخراً، وكذا مشروع تنمية منطقة قناة السويس، وإعادة تشغيل المصانع المتوقفة ستساهم كلها في زيادة فرص العمل، فتوفير فرص تشغيل الشباب هو التحدي الأول لهذه الحكومة ولأي حكومة قادمة، ولذا فإننا نحرص على حسن إدارة أصول الدولة.

وفى سؤال حول آليات الحكومة لمواجهة ارتفاع الأسعار، أكد رئيس الوزراء بأن الحكومة تقوم في هذا المجال بجهود كبيرة من خلال زيادة المجمعات الاستهلاكية، وإيجاد مناطق لوجيستية لرفع العبء عن المستهلك، وكذا التوسع فى إنتاج المواد الغذائية والتصنيع الزراعي، وخلق مراكز جديدة للتوزيع.


كما أكد رئيس الوزراء في معرض إجابته على تساؤلات الطلاب أن هناك الكثير من الآليات التي تضعها الدولة ليتمكن المواطنون من طرح شكاواهم وذلك من خلال رئاسة الجمهورية أو مجلس الوزراء، كما أكد أن الدولة حريصة على ربط التعليم باحتياجات سوق العمل، وفى تساؤل حول جهود الحكومة للنهوض بالقطاع الصحي.


أكد رئيس الوزراء على الجهود التي تتم في هذا الإطار ومنها مشروع التأمين الصحي وزيادة من تشملهم هذه المظلة وكذا خطط تطوير المستشفيات الجامعية مشيراً إلى ما حدث في مستشفى قصر العيني ومستشفيات عين شمس، والتأمين الصحي للفلاحين وكذا مبادرة الحكومة لإيجاد مستشفى نموذجي في كل محافظة تنال رضا المواطنين وتقدم لهم الخدمة الطبية اللائقة.

وفى تساؤل حول نصيب الشباب في مشروع المليون ونصف المليون فدان، أكد رئيس الوزراء أنه تم تخصيص مساحات فى هذا المشروع للشباب تصل ما بين فدان وعشرة فدادين، حيث يمثل نصيب الشباب نحو 15% من هذا المشروع، كما أنه تم وضع آليات لتمويل الشباب في هذا المشروع.

وفى سؤال حول تضرر أهالي أسوان من الصرف الصحى فى نهر النيل من مشروع كيما، أكد رئيس الوزراء أن هناك بُشرى لأهالى أسوان حيث تم إتخاذ إجراءات فى هذا الأمر، وسينتهى الصرف الصحى فى نهر النيل من هذا المشروع فى عشرة أيام على الأكثر. وفى تساؤل حول الجهود التى يحتاجها طريق أسوان الغربى، أكد وزيرالنقل أن هذا الطريق تم وضعه على خطة الإصلاح، ضمن مشروعات خطة 2015 – 2016. وفى تساؤل حول بعض ما يثار فى عدد من مواقع التواصل الإجتماعى مما يُدعى أنه مظاهر فساد فى بعض الوزارات، أكد رئيس الوزراء أنه ليس كل ما يكتب هو حقيقى، وأن العديد مما ينشر على تلك المواقع يقوم بالتحقيق فيها بشكل شخصى، وأى ظاهرة فساد يمكن رفعها لى للتحقيق فيها فوراً، فقد تحدث تجاوزات فى بعض القطاعات، وهذا يحدث فى أعتى الديمقراطيات فنحن لسنا فى مجتمع المدينة الفاضلة، وشدد رئيس الوزراء على أن السطر الأول فى خطاب تكليفه من السيد رئيس الجمهورية كان تكليف الحكومة بالقضاء على الواسطة والمحسوبية والفساد.

كما أكد وزير التعليم العالى فى معرض الإجابة عن تساؤل حول الإنتخابات الطلابية أننا جاهزون لمناقشة هذا الأمر وإتخاذ قرار به، فنحن نريد إتحادا قويا يساعد لإدارة الجامعات، ولا يسمح بإختطافها فى أى إتجاه، ويحقق مصالح الطلاب. كما طمأن وزير التعليم العالى طلاب جامعة دمياط بأنه تم تخصيص الإعتمادات لبناء جامعة دمياط الجديدة وسيتم الإنتهاء منها فى فترة بسيطة، كما طمأن طلاب جامعة جنوب الوادى إلى أن هناك إهتماماً بهذه الجامعة حيث تضم حوالى 35 ألف طالب و7 ألاف طالب من الدراسات العليا، وهذه الجامعة تم تخصيص مساحة شاسعة لها تبلغ 1000 فدان، وبها مبان رائعة حيث تضم مستشفيين جامعيين ممتازين من حيث المبانى والتجهيزات. وأكد وزير التربية والتعليم أن العام القادم سيتم توزيع كراسة على الطلاب لأنشطة تنمية مهارات التفكير، والتى تم إعدادها وفق نماذج من دول متقدمة، كما تم تطوير عدد من المناهج هذا العام.