اتهمت مجلة كومنتاري الأمريكية الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعرقلة محادثات السلام مع إسرائيل بأي شكل من الأشكال عن طريق مجموعة الخطوط الحمراء التي أعلنتها السلطة الفلسطينية للدخول في أي عمليات سلام تتم على أساس تفاوضي. وقالت المجلة إن عددا من الخبراء يرون أن محمود عباس عمل على إصدار هذه المجموعة من الشروط التعجيزية لا لشيء إلا لإيجاد الذريعة لرفض وتحطيم أي عرض لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري، حتى قبل تقديمه، كما تفعل السلطة الفلسطينية للمماطلة بدهاء في عملية السلام بشكل عام وهو الإنجاز الذي حققه عباس منذ بدء عملية المفاوضات. وأضافت أن هذه الخطوط الحمراء ما هي إلا خطوة استباقية يسعى إليها عباس أمام كل ما يتقدم به كيري من عروض لأساسيات إطارية للوصول لاتفاق شامل بين الإسرائيليين والسلطة الفلسطينية، وبهذا الشكل يسعى عباس بطريقة تحايلية لأن يجعل الفلسطينيون يوافقون على مبادرة السلام، وسيجد الفلسطينيون أنفسهم غير قادرين على عرقلة أي مفاوضات لعملية السلام. وذكرت الصحيفة أن مجموعة الخطوط الحمراء الجديدة لأي تفاوض ستصد أي تنازلات طلبتها إسرائيل أو حتى الولايات المتحدة، إذ أنه ينص على "انسحاب إسرائيل بالكامل من كافة الأراضي التي استولت عليها في 1967 في خلال مدة من ثلاث إلى أربع سنوات، وعدم اعتراف الفلسطينيين بالدولة اليهودية، وأن تكون القدس الشرقية بالتحديد هي عاصمة الدولة الفلسطينية، والإفراج عن كافة المعتقلين الفلسطينيين بموجب قرار الأمم المتحدة رقم 194، الذي يعني جوهريا إرسال اللاجئين الفلسطينيين، ليس إلى الدولة الفلسطينية، ولكن إلى إسرائيل، مما يعني إنهاء وجود الدولة اليهودية التي يرفض عباس الاعتراف بها. واختتمت المجلة الأمريكية قائلة إن وزارة الخارجية الأمريكية تضغط على الإسرائيليين لقبول الاتفاق الإطاري لمبادرة السلام، والذي سعى كيري لفرضه في شكل تهديدات ضمنية لإسرائيل عما سيقع على إسرائيل من عقوبات ومقاطعة إذا فشلت في إرضاء الفلسطينيين، خاصة مع انتشار الشائعات بأن الخارجية الأمريكية تسعي لكسب دعم جهود البيت الأبيض للضغط على الإسرائيليين لقبول مبادرة السلام، حتى وإن كانت غير محببة بالنسبة لهم.