على أحد الشواطئ وقفت تلتقط صورة وهي ترتدي "البيكيني" وبجانبها صديقها الذي أصبح فيما بعد زوجها، إنها لقطة من حياة "حياة بومدين" قبل أن تتحول إلى الجهاد وارتداء النقاب، وها هي اليوم أشهر إرهابية مطلوب القبض عليها في فرنسا. ربما تظهر تلك الصورة التحول الكبير في عمر حياة "ابنة الـ26 عاما" والدور الذي لعبه زوجها الإرهابي الذي تسبب في أعنف هجوم دموي بفرنسا أميدي كوليبالي في إقناعها بالفكر المتشدد الذي دفعهم معا إلى الهاوية، فهو انتهت حياته على يد رجال الأمن الفرنسي أثناء مداهمة مبنى كان يختبأ به ويحتجز فيه رهائن، وهي هربت ولا تزال الشرطة تبحث عنها. تزوجت الفتاة الفرنسية - من أصل جزائري - من كوليبالي زواجا دينيا وليس مدنيا كما هو المتبع في الدول الغربية، كانت تعمل عاملة "كاشير" في إحدى المتاجر بباريس ولكنها ارتدت الحجاب وتركت عملها في 2009 رغبة منها في التفرغ لحياتها الزوجية. خضعت للاستجواب من جانب السلطات الفرنسية عام 2010 وأكدت أن التحول الكبير في حياتها يرجع الفضل فيه لزوجها ولتقربها من المتشددين وأجوائهم، وبسبب قراءتها لكتب عن الدين ومتابعتها للمذابح والحروب التي تعرض لها المسلمون في دولا عديدة كفلسطين والعراق والشيشان، وتساءلت وقتها من هم الإرهابيون من يقتلون الأبرياء في تلك الدول؟ من هم الإرهابيون نحن أم الولايات المتحدة التي تحارب دولة كأفغانستان؟.. إذن فمن حق هؤلاء الدفاع عن أنفسهم. عاشا حياة مستقرة، ووصفهم الجيران بأنهما هاديين الطباع ولا يحتكون بأحد بالإضافة إلى تدينهما الواضح، كانا يسافران إلى أماكن كثيرة للتدريب على رمي القوس وحمل السلاح. رافقت زوجها في زياراته لأحد المتشددين المعروفين وهو جمال بغال والمتهم بقضايا إرهابية لها علاقة بتنظيم القاعدة، وتعرفا هناك على شريف وسعيد كواشي المتهمين الرئيسيين في حادث مجلة شارلي إبدو. واستطاع الأخوين كواشي وكوليبالي تكوين تنظيم صغير لتسفير الجهاديين إلى العراق. ظلت حياة بعيدة بعض الشيء عن الأضواء حتى ظهرت في أعقاب أحداث العنف التي تشهدها فرنسا على مدار الثلاثة أيام الماضية، فزوجها تسبب في مقتل شرطية في مونتبورج كما قام الجمعة باحتجاز رهائن وقتل منهم ثلاثة قبل أن تقوم الشرطة بقتله، وقامت حياة بالهرب لتواجه مصيرا مجهولا.