أجواء متوترة..حوادث دموية وتهديدات دائمة، إنها الأوضاع في دولة نيجيريا والتي أصبحت أمرا واقعا نتيجة ما تقوم به جماعة بوكو حرام والتي تسيطر على 25 مدينة في شمال شرق نيجيريا وتخضعها لسيطرتها وأوامرها التكفيرية، ومؤخرا استطاعت أن تلعب دورا في تأجيل موعد الانتخابات الرئاسية. في الوقت الذي كشفت فيه نيجيريا عن موعد الانتخابات الرئاسية والتي كان من المفترض أن تتم في الـ14 من فبراير الجاري، عادت السلطات لتأجل الانتخابات حتى 28 مارس المقبل. ووفقا لصحيفة لوفيجارو الفرنسية، فإن موعد الانتخابات آثار قلق بعض المراقبين الغربيين، الذين وصفوها بأنها ستكون خطرة وتوقيتها حساس، وقد تؤدي إلى عواقب وخيمة وتشعل الموقف في القارة الإفريقية بأسرها وليس نيجيريا فحسب، وأدت تلك التخوفات إلى اتخاذ اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة قرارا بتأجيل موعد الاقتراع، مبررة هذا القرار بسبب الحالة المضطربة في البلاد وحتى لا تشتعل الأمور، حيث خرج رئيس اللجنة ليصرح بأن غياب الأمن وعدم تأمين حياة المراقبين والناخبين وصناديق الاقتراع، سيعرض حياة الكثيرون للخطر وسيخل بنزاهة وشفافية العملية الانتخابية. كما أشارت الصحيفة إلى أن انشغال الأمن بمحاربة نشاط جماعة بوكو حرام، جعله غير قادر على تأمين الانتخابات في هذا الوقت لتخرج بصورة جيدة دون وقوع أي مناوشات، ففي الفترة الأخيرة ازدادت هجمات بوكو حرام لتمتد لحدود نيجيريا مع دول كالنيجر والكاميرون والتي أودت بحياة المئات. من جهتها رحبت الرئاسة بالقرار لاسيما وقد كانت من أوائل المطالبين به، حيث صرح مستشار الرئيس للأمن القومي بأن الأوضاع الأمنية لا تبشر بالخير، والجولة متفرغة لمحاربة بوكو حرام، وذلك بعد تنظيم اللجان وتوزيع بطاقات الناخبين واعتماد 68.8 مليون نيجيري كمواطنين لهم حق الانتخاب. ولكن من جهة أخرى انتقد بعض المحللين هذا القرار واصفين إياه بالغير مبرر، وموضحين أنه إذا كان الغرض من التأجيل هو التفرغ لمحاربة بوكو حرام، فكيف يمكن محاربة جماعة في شهر ونصف بينما لم تتم محاربتها وهي تمارس أنشطتها منذ 6 سنوات، وماذا إذا لم تنجح الدولة في محاربتها خلال تلك الفترة، هل سيتم التأجيل مرة أخرى أم إلغائها لأجل غير مسمى. أما فيما يخص ردود الأفعال الخارجية على قرار التأجيل، فبادرت الولايات المتحدة كعادتها بإبداء رأيها الرافض وذلك على لسان وزير خارجيتها جون كيري، الذي أكد أن بلاده تشعر بخيبة أمل بسبب هذا التأجيل، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة احترام قرار لجنة الانتخابات، ومتمنيا أن لا يجدد هذا التأجيل مرة أخرى. يذكر أن 14 مرشحا يتنافسون في الانتخابات الرئاسية، ويتوقع الكثيرون أن المنافسة ستستقر على اثنين هما الرئيس الحالي جودلاك جوناثان ومرشح حزب المؤتمر التقدمي المعارض الجنرال محمد بخاري والذي استطاع كسب تأييد سكان الشمال المسلمين والعديد من سكان الجنوب الذين يتمنون حياة مستقرة بعيد عن الصراعات والفساد.