" عبدالرحمن الأبنودي " أحد أهم وأشهر شعراء العامية الذين عرفتهم مصر ، صاحب السيرة الهلالية ، الذي جمعها من الشعراء الشعبيين في جميع أرجاء مصر على مدار أكثر من عشرين عامًا .

ولد الأبنودي في 11 أبريل عام 1938م بقرية أبنود بمحافظة قنا ، حصل على ليسانس اللغة العربية من كلية الآداب بجامعة القاهرة .

بدأ كتاباته الشعرية باللهجة العامية منذ صغره ، ونظم عددا من القصائد الوطنية ، حيث استطاع ببراعة فائقة أن يلتقط في شعره الخواص التعبيرية البسيطة للسان أهل بيئته البسطاء في صعيد مصر ، وأن يجسد أحلامهم وأمانيهم ووحدة مجتمعهم الصعيدي الذي كان المجال الحيوي الملهم لمعظم قصائده.

تزوج في أول حياته من مخرجة الأفلام التسجيلية "عطيات الأبنودي، ثم تزوج من الإعلامية "نهال كمال" حتى نهاية حياته، وأنجب منها ابنتيه (آية) و(نور).

تعرض للاعتقال أكثر من مرة حيث تم إلقاء القبض عليه عام 1966 ضمن تنظيم وحدة الشيوعية واعتقل لمدة أربع شهور في سجن القلعة حتى تم الإفراج عنه.

قدم "الأبنودي" العديد من الأعمال الأدبية والشعرية ، ومن أشهرها السيرة الهلالية التي جمعها من شعراء الصعيد ، وكتاب بعنوان "أيامي الحلوة" الذي نشر في حلقات منفصلة بملحق أيامنا الحلوة في جريدة الأهرام ، ثم تم جمعها في كتاب واحد يحكي قصصا وأحداثا مختلفة من حياته في صعيد مصر.

كما كتب العديد من الأغاني لعدد من المطربين الكبار منهم عبد الحليم حافظ و محمد رشدي و فايزة أحمد و نجاة الصغيرة و شادية و صباح و ماجدة الرومى و وردة ، واستطاع من خلال أغانية الوطنية مع الفنان عبد الحليم حافظ أن يصبح أحد علامات النضال والكفاح الوطني حيث خلق حالة من الوحدة التي جمعت بين قلوب المصريين والعرب ، كما كتب عددا من أغاني المسلسلات منها " النديم ، وخالتي صفية والدير، وذئاب الجبل " ، وبعض أغاني الأفلام مثل " فيلم شئ من الخوف و البرئ " .

كان الأبنودي عضوا في لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة في مصر، ولديه عدد من الدراسات الأدبية التي تبحث في التراث الشفاهي والموسيقي لمصر، ومن أهمها كتاب بعنوان "غنا الغلابة" دراسة عن الأغنية والقرية.

شهدت القصيدة العامية على يد "الأبنودي" مرحلة انتقالية هامة حيث نجحت في فرض وجودها على الساحة الشعرية والثقافية ، وهو يُعد أول شاعر عامية مصري يفوز بجائزة الدولة التقديرية عام 2001 .

توفي الأبنودي في 21 إبريل عام 2015 عن عمر يناهز السادسة والسبعين.