خصصت اللجنة المُنظمة للدورة الرابعة والعشرين من صالون الشباب والمٌقرر افتتاحها، الأحد 15 ديسمبر بقصر الفنون، إحدى قاعاته الرئيسية لعرض مجموعة من أعمال الفنانين الراحلين سعيد العدوى وصالح عبد الصبور. يأتي ذلك تخليداً وتكريماً للرموز الفنية التي رحلت في زهرة شبابها لكن تركا بصمة واضحة وميراثاً إبداعياً جعل منهما علامات مضيئة في تاريخ الحركة التشكيلية المصرية، وهو تقليد يُقام للدورة الثانية على التوالي يهدف به قطاع الفنون التشكيلية تسليط الضوء على كل عطاءٍ حقيقي وإبداعٍ أصيل. سعيد محمد محمد رمضان، وشهرته سعيد ألعدوي (1938 – 1973) وُلد بحي بحري بمحافظة الإسكندرية، تقول عنه د. أمل نصر في كتاب "الدراسات النقدية" أحد إصدارات قطاع الفنون التشكيلية : "رغم مروره الخاطف بالحياة نرى تجربته تطل علينا من تجارب فنية عدة بعضها يأخذ من تفصيلاته ويتكئ عليها ليُقيم تجربة شاملة وبعضها يأخذ منطقه في توليد العناصر من بعضها البعض وتحويرها وهذا شأن الإبداع الأصيل الذي تتردد أصداؤه عبر السنوات، إن إبداعه مازال يتنفس في أعمال كثيرة تخلد دون أن تدري روح سعيد ألعدوي الزائر العابر للحياة." تخرج عام 1962 في أول دفعة تخرجت من كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية بتقدير امتياز تخصص حفر وطباعة، أقام معرضاً شخصياً واحداً قبل وفاته بثمانية أشهر لكنه شارك بالعديد من المعارض الجماعية المحلية والدولية بمصر والخارج، وله مقتنيات لدى أفراد ومتاحف ومؤسسات بمصر والخارج أيضاً، ، توفى عام 1973. أما الفنان الراحل صالح عبد الصبور (1976 – 2013) فيقول عنه الفنان ا.د. صلاح المليجي : "ربطتني وصالح علاقة صداقة رائعة رغم أنه كان أحد تلامذتي، وخلال عمره القصير شاركني وشاركته الأحلام والطموحات، بعد رحيله علمت أسباب نشاطه الذي لم يخمل أبداً حتى لحظاته الأخيرة وكأنه كان يشعر كونه زائر سريع بهذا العالم، فترك لنا تجربة فنية جعلت هذا العمر القصير أكثر إثماراً وعطاء من أضعافه من الأعمار . كانت لصالح تجربة خاصة في طباعة قوالب من الرخام المصري وهو الوحيد الذي قدم هذا الأداء التقني في الطباعة البارزة كما أستخدم أسطح الزنك والخشب المُصنع، وأتسم أداؤه بالجرأة في التناول في مجمل أعماله وبأسلوب تجريدي وتجريبي عالي المستوى.. كما كانت له تجارب متميزة رغم قلتها في مجال التصوير، وتجربة أخرى في كتاب الفنان، وكانت له أيضاً أفكار في الفيديو آرت حصل بها على جائزة صالون الشباب، بالإضافة إلى تصميمه لكثير من المطبوعات وأغلفة الكتب والكتالوجات. كما أشار "المليجي" إلى جانب مضيء أخر في حياة "صالح" وهو الدور الهام الذي لعبته مؤسسته الخاصة "آرت زوون" التي قدم من خلالها كثير من المواهب والأسماء تُشارك الآن في الحركة التشكيلية المصرية بل ومنها من يُشارك في صالون الشباب هذا العام. وأختتم حديثه بقوله .. رحل شاباً تاركاً ذكرى جميلة في القلوب وكأنه أدى دوره ورسالته كما يجب."