صدر عن دار ميريت للنشر والتوزيع رواية "كلوت بك" للكاتب سمير زكي. تبحر الرواية بالقارئ في عبق الماضي، ونظرية الحلال والحرام التي دائماً ما تؤرق ذهن الإنسان لعرض تاريخ انتهت أيامه، ولكن أثاره لازالت تتسلل بين طرقات الزمن لتطل علينا كل يوم من خلال مصانع ومعامل الخمور المصرية. وكان اختيار شارع كلوت بك المجيد العريق – بحسب الكاتب - والذي افتتحه الخديوي إسماعيل مطلقاً اسم الطبيب الفرنسي الشهير كلود بك عليه الذي عرف بعد ذلك درجاً باسم كلوت بك بين المصريين، ويستمر الشارع منذ افتتاحه حتى يومنا هذا بنفس الاسم لم يتغير بل تغيرت تركيبته السكانية، وشكله المعماري الذي تأثر بعوامل كثيرة وبعد أن كان قطعة من أوروبا وقتها أصبح الآن في خبر كان ومن هنا من داخل قلب الشارع بدأ الكاتب الرواية داخل معمل الخواجة شمعون اليهودي لتصنيع الخمر. من جانبه قال سمير زكي، إن الرواية تعود بالقارئ إلى عهد الأربعينيات من القرن الماضي عندما كانت الناس ليست هى الناس ومصر ليست هي مصر كما ذكر في الإعلان الدعائي للرواية لتنقل لنا حياة أناسا لم نعرفهم من قبل إلا وهم صناع الخمور وكيف انتقلت تلك المهنة من يد الخواجة الذي ادخلها إلى مصر كمهنة احترافية مسلماً إياها إلى أهل البلد. وأوضح زكي، أنه استغرق في كتابة الرواية مدة من الزمن توازى الخمس سنوات، ثلاثة بحثية واثنان كتابية، للتعمق في حياة هذا العالم الخفي الذي لم يتطرق إليه أحد في عالم الأدب من قبل، كثيراً ما تطرقوا إلى حياة بائعي الخمور أما المصنعين فلا.