"جبران خليل جبران أنا حي مثلك، وأنا واقف الآن إلي جانبك؛ فأغمض عينيك والتفت؛ تراني أمامك" بتلك الكلمات أوصي جبران أن يخلد أسمة بين محبيه.  هو الفيلسوف والأديب والشاعر والرسام جبران خليل جبران ولد في بلدة بشري شمال لبنان في 6 يناير1883م لعائلة مارونية من أحفاد يوسف جبران الماروني البشعلاني كان والده راعي غنم سكير وفظ وكانت عائلتة  فقيرة، لذلك لم يستطع الذهاب للمدرسة، بدلاً من ذلك كان كاهن القرية، يأتي لمنزل جبران ويعلمه الإنجيل والعربية والسريانية مما فتح أمامه مجال المطالعة والتعرف إلي التاريخ والعلوم والآداب.  هاجر جبران مع والدته وأختيه، ماريانا وسلطانة، وأخيه بطرس عام 1895 إلي الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن سجن والده بتهمة اختلاس وصودرت أملاكه سكنت عائلتة في بوسطن والتحق بمدرسة فنون قريبة من منزلهم حيث عملت امة كخياطة متجولة . عاد  بعد ذلك جبران مع عائلته إلي بيروت في عمر الخامسة عشر، ودرس في مدرسة إعدادية مارونية ومعهد تعليم عال يدعي الحكمة. بدأ مجلة أدبية طلابية مع زميل دراسة وثم انتخب شاعر الكلية. بقي في بيروت سنوات عدة قبل أن يعود إلي بوسطن وقبل عودته بإسبوعين توفيت أخته سلطانة بالسل. بعد سنة، توفي بطرس بنفس المرض وتوفيت أمه بسبب السرطان.  كان في كتابات جبران اتجاهين، أحدهما يأخذ بالقوة ويثور علي العقائد والدين، والآخر يتتبع الميول ويحب الاستمتاع بالحياة. تفاعل جبران مع قضايا عصره، وكان من أهمها التبعية العربية للدولة العثمانية والتي حاربها في كتبه ورسائله. وبالنظر إلي خلفيته المسيحية، فقد حرص جبران علي توضيح موقفه بكونه ليس ضِدًا للإسلام الذي يحترمه ويتمني عودة مجده، بل هو ضد تسييس الدين سواء الإسلامي أو المسيحي. شعر جبران عقب عودته للولايات المتحدة بالحاجة للكتابة بالإنجليزية، هذه اللغة التي يمكن أن تفتح له الكثير من الأبواب وتمكنه من ملامسة الجمهور الأمريكي. قرأ "شكسبير" مرة أخري، وأعاد قراءة الكتاب المقدس مرات عدة بنسخة "كينغ جيمس". كانت إنجليزيته محدودة جداً، غير أنه عمل طويلاً وبجد حتي أتقن لغة شكسبير ولكن دون أن يتخلي عن لغته الأم: "بقيت أفكر بالعربية". " كان غني العربية، التي أولع بها، يدفعه دائماً إلي سبر الكلمة التي تتوافق بأفضل شكل مع مثيلتها في الإنكليزية، بأسلوب بسيط دائماً". شارك في مجلة جديدة، أسمها The Seven Arts¡ التي كان ينشر فيها كتاب مشهورون، مثل جون دوس باسوس وبرتراند راسل، ومن خلالها أضحي مشهوراً في الأوساط الفنية النيويوركية، حيث نشر رسومه ونصوصه الأولي بالإنجليزية. مع اقتراب الحرب هناك من نهايتها، أنكب جبران أكثر علي الكتابة وأنهى كتابه "المجنون"، الذى اشتمل علي أربعة وثلاثين قصيدة، وكان جبران قد كتب بعض نصوصه بالعربية أصلاً، ثم ترجمها إلي الإنجليزية ويروي فيه حكاية شخص حساس ولكن "مختلف"، يبدأ بإخبارنا كيف أصبح مجنوناً". تميز أسلوب جبران في "المجنون" بالبساطة واللهجة الساخرة والمرارة، وشكل هذا العمل منعطفاً في أعمال الكاتب، ليس فقط لأنه أول كتاب له بالإنجليزية، بل لما فيه من تأمل وسمو روحي. ظهرت سنة 1923 إحدى روائع جبران وأهم مؤلفاته وهي رائعة "النبي"، بيعت منة في الولايات المتحدة وحدها، تسعة ملايين نسخة وما فتئ هذا العمل، الذي ترجم إلي أكثر من أربعين لغة، يأخذ بمجامع قلوب شريحة واسعة جداً من الناس". ألف جبران بالعربية عدة مؤلفات منها دمعة وابتسامة، والأرواح المتمردة، والأجنحة المتكسرة العواصف، والمواكب.  وأيضا كتاب البدائع والطرائف وهو عبارة عن مجموعة من مقالات وروايات تتحدث عن مواضيع عديدة لمخاطبة الطبيعة نشر في مصر عام 1923. كما ألّف باللغة الإنجليزية: النبي مكون من 26 قصيدة شعرية وترجم إلي ما يزيد على 20 لغة،المجنون ،والسابق ،ورمل وزبد. ،يسوع ابن الإنسان، حديقة النبي،الهة الأرض،الأعلام للزركلي، والتائه.   تغني العديد من مشاهير مطربي العالم بكلماته منها مقطع "نصف ما أقوله لك لا معنى له، غير أني اقوله لعل النصف الآخر يبلغك " من قصيدة "رمل وزبد" 1926, استخدمه المغني جون لينون مع تغيير طفيف في أغنية Julia التي أصدرتها فرقة البيتلز سنة 1968 كما غنت الفنانة فيروز قصيدته المواكب باسم "أعطني الناي وغني". توفي جبران خليل جبران في نيويورك في 10 أبريل 1931وهو في الـ 48 من عمره ودفن في صومعته القديمة في لبنان كما كان يتمنى ،وهو ما أصبح لاحقًا متحف جبران. وأوصى جبران أن يكتب على قبره بعد وفاته: "جبران خليل جبران أنا حي مثلك، وأنا واقف الآن إلى جانبك؛ فاغمض عينيك والتفت؛ تراني أمامك".